مؤذن لندن المطعون لـ"الوطن": تركت المستشفى بعد ساعات لرفع أذان الجمعة
المؤذن مصري الأصل: الطعنة كانت مثل صخرة وقعت فوقي
رافت مقلد مؤذن مسجد لندن المركزي
حادث مروع وقع داخل أحد المساجد في بريطانيا، يوم الخميس الماضي، حينما تعرض مؤذن مسجد لندن المركزي البالغ من العمر 70 عاما، لحادث طعن، وهب المصلون لإيقاف المعتدي، البالغ من العمر 29 عاما، فطرحوه أرضا حتى وصلت الشرطة، وألقت القبض عليه.
وعلق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على الحادث، قائلا إنه: "يشعر بحزن عميق لسماعه بالهجوم على مسجد لندن المركزي". وكتب جونسون عبر موقع تويتر: "إن حدوث ذلك أمر مروع للغاية، خاصة في مكان العبادة".
رأفت مقلد، مصري الجنسية، ومؤذن مسجد لندن المركزي، الذي يقع في منطقة بارك رود، الذي تعرض لحادث الطعن العنصري، لـ"الوطن"، أنه يعمل في هذا المسجد منذ 28 عاما، وأن عملية الطعن وقعت يوم الخميس، أثناء إداء صلاة العصر، فبعدما رفع الأذان، لاحظ وجود رجل ملامحه إنجليزية، وجلس في انتظار الـ15 دقيقة المعتادة حتى إقامة الصلاة.
وأضاف مقلد أن الطعنة جاءت في الركعة الأولى من صلاة العصر، بعدما رفع رأسه من السجدة الأولى، موضحا أن الطعنة كانت بمثابة الصخرة كبيرة سقطت عليه، ونزف بغزارة، وفور أن علم المصلون بالطعن، أسرعوا وأمسكوا بمرتكب الواقعة، وتوجهوا به إلى المستشفى.
وتابع مؤذن مسجد لندن، أن حالته الصحية استدعت خياطات وصلت لـ"4 غرز"، وحضر المحققين إلى المستشفى لأخذ أقواله، مشيرا إلى أنه رغم إصرار الأطباء على ضرورة تواجده في المستشفى للملاحظة، إلا أنه أصر على الخروج، لأنه اعتاد صلاة الجمعة في هذا المسجد منذ سنوات طويلة.
وأكد مقلد، أنه سامح من هاجمه، وأنه لا يشعر بالكراهية تجاه مهاجمه، بل يشعر بالأسف لأجله، من كم الكره والحقد الذي وصل إلى قلبه ودفعه للانتقام من شخص لم يضره في أي شيء، بل وفعل ذلك خلال إداء عبادة.
مؤذن مسجد لندن: الكراهية ضد الإسلام في العالم كله وليست في بريطانيا فقط
وعن سبب الكراهية ضد الإسلام، قال إن محاربة الاسلام منتشرة في العالم كله وليس في بريطانيا فقط، وسبب هذه الكراهية هو أن الإسلام ظهر لإيقاف الفساد والكراهية، ودعا إلى المساواة بين جميع البشر، دون أي تمييز، كذاك يدعو إلى المسامحة وترك الأمور المادية التي تنفع، وهي الفكرة التي مازل الكثير عاجزا عن إدراكها، كذلك الانتشار الكبير للإسلام في كل بلدان العالم بما فيها بريطانيا.
أردف مقلد، أنه سافر إلى إنجلترا في عام 1979، في بداية سفره كان يعمل مترجمًا لخطب الأزهر الشريف، ويعمل في ترجمة هذه الخطب حتى عمل مؤذنا للمسجد، منذ 28 عاما، مشيرا إلى أنه دائما ما يشتاق إلى وطنه الذي يحرص على زيارته باستمرار، والتي كان آخر هذه الزيارات في عام 2016، مشيرا إلى أن مصر في قلب كل أبنائها، ومهما ابتعدوا عنها لا تزال أذهانهم متعلقة بها، وبشعبها الطيب المتسامح.