رصد دقيق.. خبراء يوضحون فوائد القمر الاصطناعي الروسي لمراقبة المناخ
علام: سيقوم بعمل خريطة للمناخ في العالم بشكل أدق
قمر اصطناعي لمراقبة المناخ - صورة أرشيفية
تعتزم موسكو إطلاق أول قمر اصطناعي، من نوع "ارتيكا- إم"، لمراقبة المناخ والبيئة بمنطقة القطب الشمالي، وذلك من قاعدة "بايكونور" الفضائية، في ديسمبر 2020، بحسب ما أعلنه مصدر في هيئة صناعة الصواريخ والفضاء الروسية، أمس.
وفي تصريح لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، قال المصدر إنه من المقرر إطلاق الصاروخ الحامل "سويوز-2.1 بي"، وعلى متنه القمر الاصطناعي الأول "ارتيكا- إم"، يوم 9 ديسمبر المقبل، وهو ما أثار التساؤل بأهمية ذلك القمر الصناعي في معرفة التغيرات المناخية.
الرصد بالأقمار الصناعية سواء لتلوث الهواء أو غازات الاحتباس الحراري من مميزات التكنولوجيا الحديثة، وفقًا لما قالته الدكتورة مني كمال، رئيس قطاع نوعية البيئة، لافتة إلى أنه يسهل من عملية الرصد على مستوى العالم، وليس على نطاق ضيق.
وأضافت "كمال"، لـ"الوطن"، أن الأقمار الاصطناعية لمراقبة المناخ تتيح معرفة أي البلاد أكثر إنتاجا للمخلفات والغازات والانبعاثات الحرارية، ليس ذلك فحسب، بل بإمكانها أيضًا تقييم حجم تلك الانبعاثات ومدى ضررها على البيئة.
وأشارت رئيس قطاع نوعية البيئة، إلى أنه يجب التفريق بين الغازات الملوثة للهواء وغازت الاحتباس الحراري، حيث إن صحة البيانات التي تصدر عن القمر المراقب للمناخ لا تكون دقيقة، بقدر تلك التي تصدر عن المحطات الرصدية ذات النطاق الضيق.
وأوضحت أن القمر أيضًا، يفيد في معرفة هل هناك زيادة في التلوث البيئي؟، وهل الإجراءات التي تقوم بها البيئة تزيد من حمايتها أم تقللها؟، حيث إن العادة جرت بحساب الانبعاثات التي تصدر من كل دولة من خلال البيانات الرقمية، ولكن تكنولوجيا الأقمار تتيح رصدا عمليا للغازات المنبعثة.
ومن جانبه قال الدكتور مجدي علام، الخبير الدولي في شؤون البيئة، إن كل دولة تقوم بعمل ما يسمى بـ"إبلاغ وطني لحجم الانبعاثات"، وفقًا لاتفاقيات تغيير المناخ، كما أن الاستعانة بالأقمار لمراقبة المناخ، تعلمنا التفاصيل الكاملة، من خلال عمليات الرصد.
وأضاف "علام" لـ"الوطن"، أن الاستفادة من البيانات لها أكثر من شق، مثل حركة الرياح والأعاصير، وأيضًا رصد الغازات والسحب، ودرجات الحرارة، فضلًا عن رصد الغطاء الأخضر وتأثيره على مستوى الكرة الأرضية، والأثر المناخي على الغابات والصحراء والمسطحات المائية.
وتابع الخبير الدولي في شؤون البيئة، أن "كل قمر صناعي ببرامج متطورة، بحيث يقدر يبقى عندنا معلومات أكثر تفصيلًا، ومنها يتم عمل شيء شبيه بخريطة للمناخ في العالم، بشكل شديد الدقة".