بعد واقعة البحيرة.. "الصحة" تطلق مبادرة لفحص الحوامل ضد الإيدز فى مارس
ستتضمن الكشف عن فيروسات الكبد الوبائي بي والزهري
أرشيفية
أثارت قصة إحدى السيدات، التي نقل لها زوجها مرض نقص المناعة "الإيدز"، بعد زواج استمر عدة أشهر، لتكتشف أنه كان مريضاً ولم يخبرها، حالة من الجدل، خاصة بعد دخولها في معاناة مع عدد من المستشفيات التي رفضت استقبالها وتوليدها، خوفاً من أن ينتقل مرضها إلى أخرى، لتصل في النهاية إلى الولادة بأحد المستشفيات الخاصة مقابل مبلغ مادي كبير، وينتقل منها المرض لطفلها، ما دفعها إلى مقاضاته لرفضه الإنفاق عليهما، لتقضي محكمة مدني كلي أبوحمص بالبحيرة، أمس الأول، للسيدة العشرينية بتعويضها بـ"مليون جنيه".
في الوقت الذي ظهرت فيه قصة هذه السيدة العشرينية، كانت وزارة الصحة والسكان تستعد لإطلاق مبادرة جديدة لدعم "صحة المرأة الحامل"، والكشف عن الأمراض التي تنتقل إلى الجنين، بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تضم كشفاً على "الإيدز، والالتهاب الكبدي الوبائي (بي)، والزهري"، بحسب تصريحات الدكتور أيسم صلاح، مستشار الوزيرة لتكنولوجيا المعلومات.
وقال "صلاح"، لـ"الوطن"، إن المبادرة ستتضمن أيضاً قياسات للضغط والسكر والسمنة، حتى يكون لدينا تحديث دائم لبيانات الأمراض المزمنة الرئيسية التي تمثل نحو 80% من أسباب الوفاة في مصر، مضيفاً أن الوزارة ستعتمد على البيانات التي جرى جمعها من قبل خلال مبادرة "100 مليون صحة"، مشيراً إلى أنه جرى حصر 30 مليون سيدة، وستتم الاستعانة بتلك البيانات خلال المبادرة، ومقارنة البيانات الموجودة من قبل، خاصة أنه تم أخذ قياسات الضغط والسكر والسمنة لهؤلاء السيدات خلال مبادرتي (فيروس سي وصحة المرأة)، وأنه سيتم استدعاؤها لمقارنة تطورات الحالة الصحية لكل سيدة.
صلاح: ستتضمن قياسات للضغط والسكر والسمنة بدون إطار زمني
وأوضح مستشار وزيرة الصحة أنه جرى الانتهاء من تصميم نظام إلكتروني مشابه لأنظمة مبادرتي 100 مليون صحة ودعم صحة المرأة، وتدريب الفرق الطبية المشاركة في مبادرة دعم المرأة الحامل حتى يكون إدخال البيانات سلساً ودون أي أخطاء، مؤكداً أن المبادرة ستنطلق بداية شهر مارس المقبل في جميع محافظات الجمهورية، وليس على مراحل، مثل مبادرة صحة المرأة، مرجعاً السبب إلى قلة أعداد السيدات الحوامل، حيث أن متوسط عدد المواليد في مصر يتراوح بين 2.5 مليون مولود و2 مليون و750 ألفاً سنوياً، وهو أمر قابل للزيادة، مؤكداً أن الحملة ستكون مستمرة: "لا يجوز وضع إطار زمني للحملة، خاصة أن موضوع الحمل أمر مستمر".
وكانت الدكتورة هبة السيد، منسق البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، بوزارة الصحة والسكان، قد أعلنت في مؤتمر خلال ديسمبر الماضي، جاء متزامناً مع اليوم العالمي لـ"الإيدز"، أن الأعداد التقديرية للمصابين بمرض نقص المناعة في مصر وصل إلى 22 ألف مريض، رصدت وزارة الصحة منهم 16 ألف حالة، لافتة إلى أن هذه الفجوة في الأعداد تعود إلى عدم إعلان المرضى عن إصابتهم بمرض الإيدز تخوفاً من التمييز المجتمعي والوصم ضدهم.
رضوان: الوصم المجتمعي للمرضى وراء إخفاء الزوج لإصابته.. وعلينا توعية المجتمع بأسباب المرض
الوصم المجتمي لمرضى الإيدز أمر رأته الدكتورة نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد، طبيعياً، خاصة ضمن مجتمع تربى أغلبه على عدم قول الحقيقة إذا ما كانت تؤثر على السمعة أو العائلة أو العمل، لافتة إلى وجود أعداد كبيرة من مرضى الإيدز يتراجعون عن إعلان إصابتهم بهذا المرض خوفاً من عقاب المجتمع لهم، واتهامهم بأنهم يمارسون علاقات جنسية غير شرعية.
وأكدت أن الزوج الذي رفض إخبار زوجته بإصابته بمرض الإيدز يعد جانياً ومجنياً عليه في نفس الوقت، جانياً لأنه لم يخبر زوجته بإصابته بمرض الإيدز، ومجنياً عليه لأنه علم مدى الوصم الذي سيمارسه المجتمع ضده في حال إعلان إصابته بالمرض، لافتاً إلى أنه يجب توعية المجتمع بالأسباب المختلفة لهذا المرض، وأنه يمكن الإصابة به عن طريق نقل دم أو عن طريق عيادة الأسنان أو ربما يولد الطفل مصاباً به من الأساس، متسائلة: "هل من العدل محاسبة طفل وُلد ووجد نفسه حاملاً لمرض ليس لديه دخل به؟".
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع أن موضوع الوصم لن يتغير بين ليلة وضحاها، وأنه يحتاج إلى تغيير ثقافة شعب، وهو أمر غاية في الصعوبة، مشيرة إلى أن الأمل في الأطفال من سن 4 سنوات وحتى 13 سنة، الذين يجب توعيتهم بضرورة احترام الآخر والحياة الشخصية لغيره وكذلك عدم إطلاق الأحكام المسبقة، لافتة إلى أن وجود مبادرة رسمية بدعم من رئاسة الجمهورية هدفها تشجيع ومساعدة المواطنين على اكتشاف مثل هذا المرض يعد أمراً مبشِّراً.