9 سنوات على ذكرى التنحي.. 4 أماكن قضى فيها مبارك سنواته الأخيرة
حسني مبارك
بوجه صارم الملامح، وعينان لامعتان، ظهر اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات الراحل، على شاشة التليفزيون المصري وقال في ثوان معدودة: "أيها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان"، وذلك في الحادي عشر من فبراير من عام 2011، عقب اندلاع مظاهرات عارمة استمرت 18 يوما في ميدان التحرير وكافة ميادين وشوارع مصر.
مرت 9 سنوات و14 يوما على ذكرى التنحي عن الحكم، خاض خلالها مبارك معارك عدة مع دعاوى قضائية أقيمت ضده، في صمت وإجلال للقضاء، وتنقل خلالها بين أماكن أربعة لم يخرج عنها بحكم سنه وحالته الصحية، فعقب التنحي سافر إلى شرم الشيخ، وهناك جرى إلقاء القبض عليه وبدء التحقيق معه في قضية قتل المتظاهرين، وصدر ضده حكم بالحبس على ذمة القضية في أبريل من العام نفسه.
المكان الثاني الذي استقبل مبارك بعد ذلك كان سجن طرة، حيث جرى نقله إلى السجن لاستكمال التحقيقات وحضور جلسات المحاكمة التي استمرت عدة سنوات في قضايا عديدة، وتنقل من السجن للمحكمة عشرات المرات وكان معظمها بطائرة طبية نظرا لحالته الصحية.
المكان الثالث هو مستشفى المعادي العسكري، الذي استقبل مبارك بطلب من مستشفى السجن لخضوعه لعلاج مكثف بسبب مرضه، واستقر في المستشفى وقت طويل طيلة فترة المحاكمة، وحتى بعد صدور حكم براءته، وحكم إدانته الذي قضاه سجينا لينعم بالبراءة بعدها.
أما المكان الرابع الذي استقر فيه مبارك بعدما خرج من دوامة المحاكمات، فهو منزله الذي لزمه مع عائلته وأحفاده، وخلال مكوثه في البيت بعيدا عن الصخب الإعلامي، استقبل عدة زيارات وظهر بعض المرات في صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تلك الفترة سرت عدة شائعات عن وفاته فيما كان ينقل من البيت للمستشفى ويعود، حتى جرى نقله منذ أيام قليلة إلى المستشفى ودخل العناية المركزة لينتقل لجوار ربه بعد معاناة مع المرض.