مبارك وفلسطين.. مانع نزيف الدماء والراعي الأول للقضية
مبارك وعرفات
3 عقود مهمة للقضية الفلسطينية حكم خلالها الرئيس المصري الراحل، محمد حسني مبارك، مصر التي تعد الراعي الأول للقضية الفلسطينية لعدة اعتبارات، حيث شهدت هذه الفترة مواقف وأدوار مصرية عديدة بدأت بسحب السفير المصري من إسرائيل بعد وقوع مجزرة "صبرا وشاتيلا عام 1982" ثم في عام 1989 عندما طرح الرئيس الراحل خطته للسلام، حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلي.
في سبتمبر عام 1993، شارك الرئيس مبارك الذي وافته المنية، صباح أمس، في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وبعدها في 2003 أيدت مصر وثيقة "جنيف" بين الإسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.
وفي يناير من عام 2009، طرح مبارك في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي آنذاك "نيكولا ساركوزي" مبادرة مصرية تهدف لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيلي في غزة، عندما اعتبر الوضع في غزة "شديد الخطورة" بسبب الاعتداءات الإسرائيلية والتي استمرت بالفعل حتى الآن، وتؤدي إلى تصعيد للتوتر في المنطقة، في الوقت الذي سمح فيه الرئيس الأسبق بفتح أبواب مصر للفلسطينيين المصابين والجرحي لتلقي العلاج في مستشفيات سيناء والقاهرة.
أما قبل نهاية حكمه بعام، تجدد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2010، فرفضت القيادة المصرية فتح معبر رفح، مؤكدة أنه لن يسمح بتحقيق المصالحة على حساب البلاد؛ لتستمر مصر في عطائها وتمثل فترة الرئيس مبارك حلقة من حلقات إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية.
أيمن الرقب: لم نر منه إلا كل خير ويشهد التاريخ
وتوجه الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، بالعزاء للشارع المصري والفلسطيني أيضًا بوفاة الرئيس الأسبق، قائلًا: "له ما له وعليه ما عليه ولكن على صعيد القضية الفلسطينية كان هناك اهتمامًا كبيرًا بالقضية من جانبه، لأنه شارك في منع نزيف المزيد من الدم الفلسطيني في فترة حصار بيروت، وهذا يُسجل له تاريخيًا".
وأضاف الرقب، لـ"الوطن"، أن الرئيس مبارك كان له دورًا في العملية السياسية، حيث إنه رعى اتفاق طابا في مصر وشارك فيه وهو اتفاق مُكمل لاتفاق أوسلو، مشيرًا إلى أنه كان له دور مهم جدًا في تسهيل وتهدئة كل الأزمات التي تحدث من الجانب الإسرائيلي، فضلًا عن التسهيلات في حركة السكان بين قطاع غزة ومصر في فترة حكمه، مستطردًا: "لم نر منه على صعيد القضية الفلسطينية إلا كل خير وكل دعم وهذا ما يشهد له التاريخ تجاه القضية الفلسطينية".
حازم أبو شنب: استقبل جثمان عرفات.. وساند الموقف الفلسطيني الساعي إلى حقوقه في التحرر والاستقلال
ونعى سفير دولة فلسطين السابق في باكستان، الدكتور حازم أبو شنب القيادي بحركة "فتح"، الرئيس الأسبق قائلًا: "رحم الله الرئيس محمد حسني مبارك الذي لا ننسى أنه استقبل جثمان الرئيس ياسر عرفات حين توفاه الله شهيدًا، وأقام له جنازة عسكرية رسمية مهيبة، تليق بقائد وزعيم عربي لن ينساه التاريخ، ولا ننسى أيضًا أن الرئيس مبارك هو الذي صحب الرئيس ياسر عرفات إلى حدود فلسطين مع مصر ليشعره بالدعم والوقوف إلى جانبه تطبيقًا لاتفاق غزة أريحا".
وتابع أبو شنب، لـ"الوطن": "لا ننسى أن الرئيس مبارك هو الذي ساند الموقف الفلسطيني الساعي إلى حقوقه الوطنية السياسية بالتحرر والاستقلال وساند الموقف الفلسطيني ضد كل المؤامرات التي حاولت أن تفرضها دولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، رحم الله الرئيس مبارك الذي سعى مع الزعيم ياسر عرفات لإقامة سلام عادل يستند إلى الحق الفلسطيني ولا يفرط بحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين".