نحات تمثال مبارك وحفيديه: كان هدية لعيد ميلاده.. ونفذته في شهر
ثابت: صممت 31 تمثالا لمبارك.. أحدها في مدينة الإنتاج الإعلامي
تمثال الرئيس الأسبق مبارك وحفيديه
تمثال من مادة البوليستر باللون الأبيض، جمع الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك بحفيديه محمد وعمر، ظهر فيه وهو يحتضن الصغيرين بيديه، ما يعكس علاقة حب قوية جمعته بهما، نحته له النحات محمد ثابت، أحد رجال القوات المسلحة، في العام 1999 كهدية مختلفة لعيد ميلاده بعيدا عن الهدايا التقليدية بتكليف من رئاسة الجمهورية، موضحا: "في كل عيد ميلاد بيقدموا هدية قيمة لكن لا تسر الرئيس، كلها تقليدية، وعندما لاحظوا حب الرئيس لأحفاده فكروا في تقديم عمل فني يجمعه بهم".
لم يتوان النحات محمد ثابت، ابن القوات المسلحة، في تصميم "ماكيت" التمثال الذي يجمع الرئيس بحفيديه، وذهب به في اليوم الثاني إلى مقر رئاسة الجمهورية التي أعجبت بالتصميم والشكل، وحسب روايته، لـ"الوطن"، وافقوا عليه وبدأ التنفيذ الذي استغرق منه شهرا كاملا: "طلبت أصور الأحفاد عشان اشتغل من الصور رفضوا، وقالوا هنجيبلك صور، وجابولي صور صغيرة 6*9، وقدرت ارسم الملامح وخلصته وسلمته لرئاسة الجمهورية، وصنعته من مادة البوليستر".
بعد تسليم التمثال، طلبت رئاسة الجمهورية من النحات صب التمثال بمادة الذهب، وجاء رده عليهم: "أعتذر، صبوه انتوا بمعرفتكم"، دون أن يعلم مصير التمثال، وهل تم صبه بالذهب أم لا.
ثابت: طلب رئاسة الجمهورية طلبت صبّ تمثال مبارك وأحفاده بالذهب واعتذرت لهم
لسوء حظه، لم يتمكن الفنان التشكيلي الذي أنهى حياته في القوات المسلحة برتبة عقيد، من معرفة رأي الرئيس في التمثال، لانشغاله، لكن مبارك احتفظ به في منزله، حسب قول ثابت.
النحات ابن القوات المسلحة سبق له لقاء الرئيس الأسبق مبارك في قصر العروبة، بعد توليه الحكم بنحو 5 سنوات فقط، بحضور المشير أبوغزالة الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، آنذاك، بعد أن طلب منه الثاني نحت تمثال لمبارك: "قعدت معاه حوالي نص ساعة، بس خدت ملحوظات لملامح وشه، وطبعه كان قليل الكلام".
انتهى ثابت من أعمال تمثال مبارك، واتفق مع المشير أبوغزالة على تسليمه له في افتتاح المتحف الحربي بعد أعمال تطويره، وبالفعل سلّم النحات العسكري التمثال للرئيس الأسبق خلال افتتاح المتحف وأبدى به إعجابه الشديد واحتفظ به في بيته.
ثابت: التقيت به في قصر العروبة نصف ساعة وكان قليل الكلام
بعدها بوقت قليل، نحت ثابت 31 تمثالا لمبارك بالشكل ذاته، الذي أهداه له في افتتاح المتحف الحربي بعد التطوير، لكن بحجم أكبر بلغ ارتفاعه 90 سنتيمترا، وأعجب به أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس الأسبق، وبعدها شاهده صفوت الشريف وزير الإعلام آنذاك وأخذ منه نسخة وضعها في مدينة الإنتاج الإعلامي، وبعدها أيضا نحت نسخة أخرى لذات التمثال أخذها منه إبراهيم نافع لوضعها في مؤسسة الأهرام، ونسخة أخرى لمقر محافظة القاهرة والدقهلية، وغيرها، حتى نحت 31 تمثالا بالشكل ذاته، بينها 15 أرسلهم للقوات المسلحة.
وغيّب الموت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الثلاثاء، عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد وعكة صحيّة تعرّض لها مؤخرا، وتولى مبارك حكم مصر لمدة اقتربت من 30 عاما، بدأت في 14 أكتوبر 1981 عقب اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وانتهت في 11 فبراير 2011 بعد ثورة يناير التي أجبرته على التنحي.
وشيّعت جنازة الرئيس الأسبق، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسوزان مبارك، وعلاء وجمال نجلي الرئيس الراحل، وزوجتيهما، وعمر علاء مبارك حفيد الرئيس الراحل، فضلا عن كبار رجال الدولة، أبرزهم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.