من الأكثر شعبية إلى الأقل صخبا.. هكذا ودعت مصر رؤسائها قبل مبارك
قبل مبارك هكذا ودعت مصر رؤسائها.. من الأكثر شعبية إلى الأقل صخبا
جنازة عسكرية وحضور رسمي، من أبرز معالم تشييع جثمان الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، إذ تلقت أسرة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ممثلة في نجليه جمال وعلاء، وزوجته سوزان مبارك، وزوجتي علاء وجمال مبارك خديجة الجمال وهايدي راسخ، وحفيده عمر علاء مبارك، العزاء عقب تشييع الجنازة مباشرة.
وصافح الرئيس عبدالفتاح السيسي نجلي الرئيس الراحل وحفيده عمر علاء مبارك، ثم صافح السيدة سوزان ثابت، زوجة مبارك، ثم زوجتي علاء وجمال مبارك خديجة الجمال وهايدي راسخ، كما قدم واجب العزاء رئيس الأركان للجيش المصري الفريق محمد فريد، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الدفاع السابق صدقي صبحي.
ووُضع جثمان الرئيس الأسبق على عربة مدفع، وعدد من أفراد المراسم يقودون العربة، وشخص من المراسم يحمل الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس السابق مبارك. كما شهدت الجنازة حضور لـ"أبناء مبارك" ومحبيه الذين حرصوا على وادعه الأخير.
الجنازة التي شهدت لحظات وداع، لم تكن المرة الأولى التي تودع فيها مصر أحد رؤسائها، وفي السطور التالية، نستعرض جنازات رؤساء مصر السابقين:
جنازة السادات
وفي يوم 10 أكتوبر، وبعد مرور 4 أيام على الحادث، أقيمت جنازة عسكرية وشعبية ضخمة للرئيس الراحل، ونُقل الجثمان بمروحية عسكرية إلى ساحة العرض حيث تم دفنه، وفي ذات وقت استشهاده ومكانه، بدأت طقوس الجنازة وسط إجراءات أمنية مشددة.
بسبب الاغتيال، لم يحضر عدد كبير من رؤساء الدول لدواع أمنية، وبينهم الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريجان، إذ رفضت المخابرات الأمريكية ذلك، بينما حضر نحو 800 قائد من حول العالم، بينهم 3 رؤساء أمريكيين سابقين ورئيس وزراء إسرائيل، مناحم بيجن.
وكتبت نهى الزيني في كتابها "بلا وطن"، أنّ أبرز الأخبار كانت آنذاك: "الشارع المصري يخلو من المواطنين الذين يلزمون بيوتهم لا يغادرونها طوال أيام عيد الأضحى وحتى انتهاء مراسم جنازة السادات يوم السبت 10 أكتوبر، والبيت الأبيض يعلن عدم مشاركة الرئيس رونالد ريجان في الجنازة لأسباب أمنية ويحضر بدلا منه 3 رؤساء سابقين".
جنازة جمال عبد الناصر
واحدة من أكثر الجنازات شعبية في تاريخ مصر الحديث، إذ حرص الشعب بجميع فئاته من عمال وموظفين ومثقفين وفنانين من مختلف الأعمار من رجال ونساء، على المشاركة في الجنازة الشعبية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، في 28 سبتمبر عام 1970.
وامتلأت الشوارع بأعداد غفيرة من مختلف الأعمار، التي خرجت لتعبر عن عميق حزنها لرحيل "نصير الغلابة"، عقب وفاته بيومين، بحضور زعماء وقادة عالميين لتقديم واجب العزاء ووداع الزعيم إلى مثواه الأخير.
جنازة محمد نجيب
لم يحظ محمد نجيب بجنازة شعبية مثل من تلاه في الحكم، ورغم الدور السياسي والتاريخي البارز لمحمد نجيب، إلا أنّه بعد الإطاحة به من الرئاسة شُطب اسمه من الوثائق والسجلات والكتب، ومنع ظهوره أو ظهور اسمه تماما طوال 30 عاما، حتى اعتقد الكثير من المصريين أنّه توفي، وكان يذكر في الوثائق والكتب أنّ عبدالناصر هو أول رئيس لمصر، واستمر الأمر حتى أواخر الثمانينيات حين عاد اسمه للظهور من جديد وأعيدت الأوسمة لأسرته، وأطلق اسمه على بعض المنشآت والشوارع، وفي العام 2013 منحت عائلته قلادة النيل العظمى، كما أطلق اسمه على أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، حيث تم إنشاء قاعدة نجيب العسكرية عام 2017 في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وحسب كتاب ملوك ورؤساء صنعوا تاريخا مصر، لأمير عكاشة، رغب محمد نجيب في وصيته أن يدفن في السودان إلى جانب أبيه، إلا أنّه دفن في مصر في جنازة عسكرية مهيبة، وحمل جثمانه على عربة مدفع، وتقدم الجنازة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وأعضاء مجلس قياد الثورة الباقين على قيد الحياة.