رئيس قطاع الأزمات بـ"الوزراء": استعددنا للأمطار قبل حدوثها بـ72 ساعة.. ونجحنا في الحد من آثارها
اللواء محمد عبدالمقصود: "أمطار القاهرة" سقطت بأكثر من 3 أضعاف الكميات
اللواء محمد عبد المقصود
أكد اللواء محمد عبدالمقصود، رئيس قطاع الأزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، أن كمية الأمطار التى سقطت على أنحاء البلاد خلال الساعات الماضية كانت 3 أضعاف حجم الهطول المطرى العادى على البلاد، مشدداً على أن كمية الأمطار الساقطة فى سيناء كانت أكثر كثيراً من السيول، التى سقطت فى مصر.
وأضاف «عبدالمقصود»، فى حواره لـ«الوطن»، أنه حال سقوط أمطار ستكون طبيعية، وفق ما يحدث فى مثل هذا الوقت من العام، وإلى نص الحوار:
لم تحدث حالات صعق للمواطنين.. ونتائج المواجهة أفضل من المرات السابقة
عقب إعلان انتهاء أزمة السيول الكثيفة.. كيف تعاملت الدولة مع تلك الأزمة؟
- وصل إلينا إنذار من هيئة الأرصاد الجوية باحتمالية سقوط أمطار متوسطة وغزيرة ورعدية خلال يومى الاثنين والثلاثاء، وبالتالى تم إيصال الإنذار المبكر إلى جميع المحافظات، لنستبق الأزمة قبل حدوثها، ليتم تجهيز الإمكانيات والقدرات، لمواجهة الأزمة وقت حدوثها، وهو ما أسهم فى نجاح أجهزة الدولة فى استيعاب المشكلة واحتوائها قدر الإمكان، مع عدم وجود أى خسائر بشرية ناجمة عنها.
لكن مصر تسقط فيها أمطار كل عام.. فلماذا نعتبر سقوط السيول «أزمة»؟
- الهطول المطرى كان رعدياً، وتركز بصفة رئيسية على منطقة شرق القاهرة، أكثر من باقى المناطق فى نطاق القاهرة الكبرى، ليتم نقل الإمكانات والموارد لخدمة تلك القطاعات، مثل القاهرة الجديدة والتجمع الخامس ومدينة نصر ومصر الجديدة؛ فالمفترض أن تكون الأمطار الطبيعية من 1 إلى 2 أو 3 مللى متر، ووصلت إلى 7 مللى متر، حتى وصلت إلى 3 أضعاف الأمطار الطبيعية التى تسقط على مصر فى الظروف العادية.
وهل مثّل ذلك عنصر مفاجأة؟
- لا كان متوقعاً، وتلك إحدى نقاط القوة الموجودة فى خططنا وتحركات الدولة المصرية لإدارة الأزمات فى ما يتعلق بالسيول والأمطار، فأصبحت لدينا قدرة عالية على الإنذار المبكر لاحتمالات تساقط الأمطار؛ فكنا سابقاً نكون فى مواجهة متغيرات لا توجد لدينا معلومات مسبقة عنها، ومن ثم تكون هناك مفاجأة، لتكون هناك صعوبة شديدة فى التعامل مع الأزمات والكوارث، ناهيك عن وجود خطط قومية معدّة لمواجهة السيول، والتى تم تحديثها مؤخراً للتعامل مع التغيّر المناخى، وتساقط الأمطار بالأماكن التى لم تكن تسقط بها الأمطار، ومخرات السيول، ففى بعض الأماكن لم يعد هناك مخر سيل، ليتم البناء عليه، لكن يجب ألا تكون هناك مبانٍ أو منشآت، تجنباً لأى خسائر بشرية فيها.
وكيف رأيتم أداء المحافظات فى مواجهة تلك الأزمة؟
- نشيد بأداء السلطات المحلية فى المواجهة، وذلك نتيجة الوجود المباشر للمسئولين فى مواقع تجمّع الأمطار، والإشراف المباشر على عمليات تجفيف الأمطار، أو تخفيف وجودها، أو تخفيف الكثافات المرورية، تزامناً مع خروج الأبناء من المدارس، والموظفين من أعمالهم، مما أدى إلى تأخير وصول سيارات شفط المياه، للوجود فى بعض الأماكن التى تحتاج ذلك.
وكيف كان التحرك المسبق لمواجهة أزمة سقوط الأمطار؟
- سيارات الشفط تم إرسالها إلى الأماكن المتوقع تضرّرها من سقوط الأمطار؛ فمثلاً فى منطقة المنصة بمدينة نصر، كانت هناك 7 سيارات شفط للمياه فى أماكن السقوط قبل حدوثها بـ3 أيام كاملة؛ فلم يمكن منع سقوط المطر، لكن تم التعامل معه.
ولماذا حدث التكدّس المرورى فى شوارع مصر إذاً؟
- حدث ذلك فى وقت الذروة، والسبب أن جزءاً كبيراً من الحركة المرورية مرتبط بانسيابية المرور؛ فمنطقة بها مياه ستجد أن الحركة تأثرت فى المحور المرورى كله؛ وما يستغرق 10 دقائق قد يأخذ نصف ساعة فى التحرّك، لكننا نشير إلى أن المناطق الجديدة والمدن الجديدة التى تنفّذها الدولة ستوجد بها شبكات تصريف أمطار، بما لا يؤدى إلى تراكم المياه؛ فالأمطار كانت أكثر من الطاقة الاستيعابية للتصريف، نظراً لهطولها بكميات أضعاف المياه المتوقع نزولها، وكانت هناك صعوبة فى وصول سيارات شفط الأمطار إلى بعض الأماكن.
وما الذى تم هنا؟
- تم التنسيق مع وزارة الداخلية، لتسهيل وصول تلك السيارات إلى أماكن شفط الأمطار فى أسرع فترة زمنية ممكنة، وكما تلاحظ أن نفقاً مثل العروبة لم يغرق عن آخره مثلما حدث فى أزمة الأمطار السابقة.
وهل هناك خسائر فى تلك الأزمة؟
- الخسائر كلها مادية، مرتبطة ببعض الإنشاءات التى غمرتها المياه، وانتقال المياه من مناطق إلى مناطق وغرقها، ودخولها فى بعض بدرومات المنازل.
وهل هناك صعق للمواطنين؟
- الحمد لله لم يحدث فى تلك الحالة.
وهل يتم استغلال مياه الأمطار الهابطة؟
- مياه الأمطار هى منحة من الله عز وجل، لكن إذا لم يتم استغلالها بشكل جيّد تتحول إلى محنة؛ فوزارة الزراعة لها دور كبير فى استغلال تلك المياه، ووزارة الموارد المائية والرى كذلك، وهى وزارة متمرسة، ولها باع فى متابعة المياه والفيضان؛ فمثلاً فى سيناء كمية الهطول المطرى والسيول كانت كثيرة جداً وأكثر مما هبط بالقاهرة، والسدود والأعمال الهندسية التى تم إنجازها ستوفر كميات يمكن الاستفادة منها.
وفى النهاية، كيف تقيم التعامل مع تلك الأزمة بعد نهايتها؟
- نجحنا فى التعامل مع تلك الأزمة، ونتائج المواجهة أفضل كثيراً من المرات السابقة، وذلك فى ضوء توجيهات الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الدائمة بضرورة التنسيق مع الجهات المعنية لاحتواء الأزمة، ومع متابعة دائمة من أسامة الجوهرى، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الأزمات والكوارث، وانتهت بحمد الله موجة الطقس الطارئة، وستسود البلاد أحوال جوية وفق المعتاد فى مثل هذا الوقت من العام.