رئيس لبنان: انطلاق التنقيب عن النفط والغاز محطة تحول لاقتصاد المنتج
الرئيس اللبناني ميشال عون
قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن أعمال الحفر لأول بئر نفطية في البلاد التي ستنطلق غدا الخميس، في المياه الإقليمية اللبنانية، ستشكل حجر الأساس ومحطة جذرية لتحول اقتصاد لبنان من اقتصاد ريعي نفعي، إلى اقتصاد منتج يساهم فيه جميع اللبنانيين.
وأشار عون - في كلمة تلفزيونية له مساء اليوم - إلى أن بدء أعمال التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، تمثل يوما تاريخيا يدخل لبنان بمقتضاه رسميا نادي الدول النفطية والدول الغنية بأحد أهم مصادر الطاقة لاقتصاديات البشرية المعاصرة.
"عون": بلادنا تمر بأزمة اقتصادية ومالية هي الأقسى في تاريخنا المعاصر
وأوضح الرئيس اللبناني، أن أعمال الحفر والتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة للبنان، كان من المفترض أن تنطلق في العام 2013، غير أن صعوبات داخلية وسياسية حالت دون ذلك، لاسيما الاضطرابات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وكانت لها تأثيرات مباشرة عصفت بالبلاد.
وأكد عون، أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية ومالية هي الأقسى في تاريخ لبنان المعاصر، غير أن هذا الحدث "بدء التنقيب" ستكون له أهمية بالغة على الصعيد الجيوسياسي والحضور الفاعل للبنان.
وتابع الرئيس اللبناني قائلا: "ليس قدرنا أن نبقى عرضة أزمات تتوالد من بعضها البعض، وتحمل إلينا اليأس من وطننا فنهجره أو نغترب عنه أو نتنكر له. إننا اليوم، أكثر من أي يوم مضى، مصممون على تحمل مسؤولية مواجهة سياسات اقتصادية خاطئة وتراكمات متلاحقة ومتعددة، ووضع حد لها بهدف وقف المسار الانحداري الذي أوصلنا منذ عقود إلى ما نحن عليه. إرادتنا أن نواجه من أجل بقاء لبنان وديمومته، ونحيي الاطمئنان ونعيد دورة الحياة إلى طبيعتها".
الرئيس اللبناني: الثروة النفطية والغازية للبنان هي ملك جميع أبنائه من دون مواربة
وشدد عون، على أن الثروة النفطية والغازية للبنان، هي ملك جميع أبنائه من دون مواربة، وأن عائدتها ثروة سيادية لا تفريط فيها، وأن اللبنانيين سيعملون على حمايتها بكل قوة وصلابة وعدم التفريط فيها. مضيفا: "سندافع بالشراسة عينها عن حقنا في كل نقطة مياه من مياهنا الإقليمية التي تحمل ثروات نفطنا وغازنا. وعهدي لكم ألا يكون هذا الأمر موضع مساومة".
وكان لبنان قد أبرم تعاقدا مع تحالف ثلاثي لشركات توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتك الروسية، للحفر والتنقيب عن النفط والغاز داخل المياه الإقليمية اللبنانية، ووصلت أمس الثلاثاء باخرة الحفر الرئيسية لبدء عمليات الحفر الاستكشافي.
جدير بالذكر، أن المنطقة الاقتصادية البحرية للبنان تضم 10 بلوكات نفطية، غير أن أعمال الحفر الاستكشافي والتنقيب لم تبدأ بعد، إلى جانب وجود نزاع مع إسرائيل على الحدود البحرية تدخل في نطاقه مجموعة من هذه التجمعات النفطية التي ترجح العديد من الدراسات الفنية أنها غنية بالنفط والغاز الطبيعي.