صهر خيرت الشاطر: أنشأنا مؤسسة «شباب إخوان» لضم الرافضين لخلط السياسة بالدعوة
قال محمد الحديدى، صهر المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لتنظيم الإخوان الإرهابى، إنه أسس كياناً جديداً بالتنسيق مع بعض شباب الإخوان تحت مسمى «شباب إخوان» لتقديم أطروحات دعوية بعيدة عن التنافس الحزبى، الذى ورط الجماعة فى الخصومات وأفقدها دورها الدعوى، مؤكداً أن الكيان الجديد يمثل الفكر الحقيقى لحسن البنا وجماعة الإخوان، وإلى نص الحوار.
■ ما دوافع الإعلان عن تأسيس مؤسسة «شباب إخوان»، خصوصاً أن البعض يرى أنها «تحصيل حاصل» ؟
- دوافع الإعلان هى أن مجموعة كبيرة من الشباب الذين تربوا فى مدرسة حسن البنا ومبادئ الإخوان اشتركوا فى رؤية واضحة وأهداف محددة، تتمثل فى ضرورة تقديم فكرة إسلامية مجددة ومتجددة تمثل رافداً يمد المجتمع بإنسان مصرى يبنى مصر حرة قوية عزيزة بأبنائها، ووجدوا ضرورة فعل ذلك بتسجيل مؤسسة «شباب إخوان» كمؤسسة رسمية إصلاحية تعمل على بناء الإنسان على مبادئ الإسلام الحنيف ومرجعية الأزهر الشريف وقيم المجتمع المصرى العريقة من خلال مشروعات دعوية تثقيفية توعوية، مع انتهاج سياسة التنظير والبحث والتطوير وفتح قنوات الحوار المشترك والمصالحة المجتمعية لتحقيق التوافق المجتمعى المنشود.
■ ما الآليات الجديدة المتبعة فى عملكم خلاف الإخوان، وشكل العلاقة بين العمل الدعوى والحزبى، ومفهوم «السمع والطاعة»؟
- أحب أن أركّز هنا على قضيتين أساسيتين: الأولى، أن المؤسسة تقوم على مبادئ الإسلام ومرجعية الأزهر ومدرسة حسن البنا وغيره من المجددين المخلصين لهذا الدين ولهذه الأمة أمثال الإمام محمد عبده والشيخ رشيد رضا والشيخ محمد الغزالى وغيرهم، ولكنها فى الوقت نفسه لا ترتبط بالتنظيم بأى شكل ولها مجلس إدارتها المستقل الذى يوضح الرؤية ويضع الأهداف ويحدد الوسائل. والقضية الثانية، أن أسلوب إدارة المؤسسة يختلف بشكل كبير عن أسلوب إدارة التنظيم، وتسجيل المؤسسة يجعلها تخضع بشكل واضح وصريح لرقابة أجهزة الدولة من الناحية المالية والإدارية وتعطى الأزهر الحق فى الإشراف الكامل على مناهجها وبرامجها الثقافية والتربوية والدينية. قانون المؤسسات والجمعيات الأهلية يلزم المؤسسة أن تعلن عن مجلس إدارة منتخب ومجلس أمناء وميزانية تجرى مراجعتها واعتمادها من أجهزة الدولة. ومجلس إدارة المؤسسة يمكن محاسبته وعزله بإجراءات جمعية عمومية غير عادية تجمع عموم الأعضاء، كما أن الانضمام للمؤسسة مفتوح ومراتب العضوية محددة بالقانون كما فى الأندية الرياضية والجمعيات الخيرية. وإدارة المؤسسات لا تعرف السمع والطاعة، وإنما احترام القرار الإدارى الذى يتخذه مجلس الإدارة والالتزام به. كما أن قانون المؤسسات والجمعيات الأهلية لا يسمح لأية مؤسسة أن تمارس العمل الحزبى من قريب أو بعيد، وهو مطلب أصيل عند كثير من أبناء الإخوان، كما أن ممارسة العمل الحزبى لا ينبغى أن تكون إلا من خلال الأحزاب السياسية. إن الخلط بين العمل الدعوى والحزبى ورط الجماعة فى كثير من الخصومات والمواقف التى أفقدتها الكثير والكثير.[FirstQuote]
■ كثيراً ما تفشل الكيانات المنشقة عن الإخوان، ما جديدكم لضمان استمراركم فى الساحة؟
- نحن نؤكد أن المؤسسة لا علاقة لها بالتنظيم ولا تعبّر عنه، من يعبّر عن تنظيم الإخوان هم قياداته التى نجد كثيراً منهم الآن فى السجون، والبعض نجح فى الخروج من مصر ويصرّح ويعبّر عن الجماعة إلى اليوم. نحن لا نعبّر إلا عن «شباب إخوان». ووجدنا أننا عدد كبير من أبناء مدرسة حسن البنا، وقادرون على أن نعبّر عن أنفسنا بشكل مؤسسى بأداء متزن وعاقل يجنبنا الكثير من المهالك ويجنبنا الصدام مع الكثير من شرائح وعناصر المجتمع الذى ننتمى إليه.
■ يرى بعض الخبراء أن عصر التنظيمات انتهى، هل نرى كيانكم نواة لحركة فكرية جامعة، وهل سيكون لكم دور فى جبر العلاقة بين الإخوان والدولة فى الأزمة الحالية؟
- التنظيم ضرورى فى حالات الحرب والمقاومة الشعبية وتحرير الوطن من محتل غاشم، ولذلك أنشأ حسن البنا تنظيم الجهاز الخاص لمقاومة المستعمر الصهيونى فى فلسطين المحتلة ومقاومة فلول الاحتلال البريطانى التى كانت تدنس القنال، أما العمل التربوى المجتمعى الثقافى الدعوى الدينى الخالص فلا يحتاج تنظيماً وإنما يحتاج العمل المؤسسى الذى أسسه حسن البنا فى جماعة الإخوان التى كانت تضم فى أنشطتها الكبير والصغير والمسلم والمسيحى والشيخ والقسيس والأستاذ والطالب. أما عن العلاقة بين الإخوان والدولة فهى فى الحقيقة خارج أهدافنا، وترجع إلى قادة التنظيم للتحرك بالشكل والرؤية التى يرونها. نحن قد ننصح ونقدم بعض الحلول هنا وهناك بشكل فردى ولكن لن نتورط فى أية مبادرات سياسية أو حزبية.