إعلامي سعودي: رحل مبارك إلى رحمة الله.. وسجلّه يتحدث عنه
مبارك كان بطلا وطنيا في حروب بلاده
الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك
قال الإعلامي السعودي حسين شبكشي، عضو مجلس إدارة مؤسّسة عُكاظ للصّحافة والنّشر، إنّ مصر والعالم العربي ودّعا أمس محمد حسني مبارك، أطول مَن حكم مصر بعد محمد علي، وشهدت حقبته العديد من الأحداث، ومرّ عليه العديد من التحديات، وفيها النجاحات والإخفاقات.
وأضاف شبكشي، خلال مقاله في جريدة الشرق الأوسط، أنّ اختيار حسني مبارك من قبل السادات، ليتبوأ منصب نائب رئيس الجمهورية في مفاجأة للجميع، لكنّ السادات قرر لحظتها أنّ جيل ثورة يوليو طُويت صفحته، وأنّ شرعية المرحلة التالية يجب أن تكون مستمرة من جيل حرب أكتوبر، وكان حسني مبارك أحد نجوم حرب أكتوبر، وقائد الضربة الجوية الأولى التي ساهمت في نتيجة الحرب، وأعاد مصر إلى محيطها العربي بحكمة وعقلانية ورزانة، بعد أن قطعت الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية معها، عقب اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام مع إسرائيل.
وتابع شبكشي، أنّ مبارك هو الذي كشف مبكرا عن خطورة النظام الإيراني على المنطقة، وشاهد بنفسه احتفالية نظام الخميني باغتيال السادات، وتسمية شارع رئيسي بطهران باسم خالد الإسلامبولي قاتل السادات، وكشف عن أكثر من خلية لتنظيم "حزب الله" الإرهابي في مصر، وهو الأمر الذي ظهر بعد ذلك في ثورة يناير، ومساعدة أنصار "حزب الله" في اقتحام السجون وتهريب الإرهابيين منها، كما ساهم مبارك في إيجاد صوت وموقف عربي موحد ضد صدام حسين بعد غزوة للكويت، فرغم تآمر ومعارضة بعض الدول العربية له، نجح في إخراج موقف قوي يدين الغزو ويمهّد لتحرير الكويت، وتشاء الأقدار أن يفارق الدنيا في ذكرى تحرير الكويت التي كان أحد أبطالها.
وأشار الشبكشي، إلى أنّ مبارك وقع ضحية التحدي الأكبر الذي يواجه الحكام، وهو عندما يشيخ نظام الحكم قبل أن يشيخ الحاكم نفسه، مل وسئم وتعب وكبر في السنوات الأخيرة من حكمه، وهي المسألة التي انعكست على المشهد السياسي والشارع بشكل عام. "سيحكم التاريخ بما لنا وما علينا"... هذه هي الكلمات التي قالها في وداع شعبه سياسيا، التاريخ كتاب مفتوح، ولا يزال حكمه قائما على مبارك وعلى غيره، ولكن المؤكد أنّه وقف مواقف مشرفة، واستعاد كامل أراضي بلاده، وكان بطلا وطنيا في حروب بلاده، وقاطع بشار الأسد بعد اغتياله لرفيق الحريري، وكشف مبكرا عن مشروع نظام الانقلاب في قطر، وخطره الهائل على المنطقة، رحل مبارك إلى رحمة الله، وسجلّه يتحدث عن نفسه، بلا مبالغات أنصاره ولا أكاذيب أعدائه، رحل مبارك قاد مصر في مرحلة حرجة، وسجّل اسمه في تاريخ بلاده.