"ينفع نصليها بعد الدفن يا مولانا؟".. سؤال عن صلاة الغائب ينتهي بإقامتها على مبارك
الشيخ عبدالله: انتقل لدار الحق.. و"سامح": أول مرة أصليها
صلاة الغائب على مبارك
بخطوات بطيئة يسير نحو كرسيه الذي اعتاد الصلاة عليه مستندا على الحائط، ليجلس بجوار جار له انتهى من صلاة ركعتي السنة للتو، قبل أن يتناقشا سويًا ويتبادلا أطراف الحديث، "إيه هو حكم صلاة الغائب، طب ينفع نصليها قبل ما يتدفن ولا لازم بعد الدفن؟"، حوار دار داخل مسجد "عباد الرحمن بمنطقة حدائق القبة، من أجل التشاور حول تأدية صلاة للغائب على روح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
الحاج سعيد محمد عبادة، الذي يعمل خادما للمسجد منذ ما يقرب من 28 عاما، تناقش مع إمام المسجد الشيخ محمد عبدالله، حول تأدية صلاة جنازة الغائب على "مبارك"، ولم يمانع الأخير في ذلك، واقترح أن يؤجل ذلك إلى صلاة المغرب حتى يمتلأ المسجد بالمصلين بشكل أكبر.
قبل الصلاة، التفت الإمام "عبدالله" إلى المصلين قائلًا، "يا أهل الخير في صلاة جنازة للغائب على روح حسني مبارك بعد المغرب، فاغتنومها حتى يكتب لكم الأجر والثواب"، ثم شرع بعد ذلك في صلاة المغرب، وخلفه صفين مكتملين من المصليين.
وعقب الانتهاء من الصلاة، خرج من المسجد ما يقارب صف كامل، لم ينتظروا لتأدية صلاة الغائب عليه، فيما ظل صفًا كاملًا للصلاة، والتي لم يلبث الإمام كثيرًا بعد "المغرب" حتى أقامها، متسلحًا بسنة رسول الله صلى الله علي وسلم، "هو راح لدار الحق ومتجوزش عليه إلا الرحمة، والنبي أدى صلاة الغائب على النجاشي ملك الحبشة، ومبارك كان مسلما"، على حد قوله لـ"الوطن".
مناقشات قصيرة المدى وهمهمات بصوت منخفض، دارت بين المصليين، منهم من سأل عن صحة تلك الصلاة، ومنهم من انتقل للحديث عن سياسية مبارك خلال تواجده في الحكم، ومن بينهم أحمد سامح الشاب الثلاثيني، الذي يقر بأنه لأول مرة يؤدي صلاة الغائب على أحد، "ربنا يتقبل منا ويسامحه بصلوات الناس عليه".
وغيّب الموت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أمس الأول الثلاثاء، عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد وعكة صحيّة تعرّض لها مؤخرا، وتولى مبارك حكم مصر لمدة اقتربت من 30 عاما، بدأت في 14 أكتوبر 1981 عقب اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وانتهت في 11 فبراير 2011 بعد ثورة يناير التي أجبرته على التنحي.