"القطامية": حياة جديدة بعد إزالة تلال المخلفات
سكان القطامية يتمتعون بحياة جديدة بعد انتهاء الروائح والأدخنة
بالقرب من الكتل السكنية، وفى مواجهة كومباوند لم يتم تسكينه بعد، وأمامه طريق تجرى به حالياً أعمال تمهيده، كانت سلسلة من جبال القمامة تشكل سوياً مقلب القطامية العشوائى بالتجمع الثالث بالقاهرة الجديدة، الذى كان يستقبل آلاف الأطنان من القمامة بمختلف المناطق داخل القاهرة، ومنذ عدة أشهر قررت محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارة البيئة منع العمل به نهائياً، ولا تزال المخلفات موجودة به لم تتم إزالتها بشكل كامل، لتنتهى معها مُعاناة ساكنى المناطق المجاورة مع الروائح والأدخنة التى كانت تنبعث من خلال حرق أكوام القمامة يومياً.
"متولى": "كان فيه حوادث كتيرة بسبب الدخان"
جالساً على أحد المقاهى بالمنطقة السكنية المُواجهة للمقلب العشوائى، يحصل على قسط من الراحة عن عمله كسائق على سيارة «سوزوكى 7 راكب»، محمود متولى، 26 عاماً، يسكن بالمنطقة منذ ما يقرب من 22 عاماً، موضحاً أن المقلب كان يضر كافة أهالى المناطق المحيطة به، وكان الوضع فى المنطقة سيئاً للغاية، وكانت الأزمة الكبرى تتمثل فى الروائح الكريهة والأدخنة التى تنتشر فى الأجواء نتيجة حرق القمامة يومياً، قائلاً: «كانت فيه حوادث طرق كتيرة بسبب الدخان اللى كان ناتج عن المقلب، وكان بيبقى عامل زى الشبورة كده للسواقين مش بيشوفوا منه حاجة، ده غير الطريق كان الأول مدق غير مُمهد وكانت الناس أو العربيات بتتعرض لسرقات ناحية المقلب». الوضع حالياً اختلف كثيراً عما كان عليه قبل غلق مقلب القطامية منذ حوالى 9 أشهر، والهواء عاد طبيعياً مرة أخرى بعيداً عن أى عوامل تلوثه، وفقاً لـ«متولى»، مضيفاً: «دلوقتى اتبنى كومباوند جديد قدام المقلب، والطريق اللى قدامه اتسفلت وبقى نضيف، بس لسه منعرفش لغاية دلوقتى هيتبنى إيه مكان المقلب ده، بس أتوقع إنه ممكن يتعمل مشروع كبير».
"شيرين": "حتى الغسيل مسلمش من الريحة الوحشة.. ونفسنا الأرض تتحول لمنطقة خدمية"
فى طريقها عائدة إلى منزلها بعدما انتهت من شراء ما كانت تحتاجه، تتفق شيرين محمد، 42 عاماً، أحد أهالى المنطقة، مع سابقها، فى الوضع قبل غلق المقلب، موضحة أنهم عانوا على مدار سنوات طويلة، كانوا يعيشون خلالها فى منطقة تملؤها روائح القمامة والأدخنة، وأنها كانت بالكاد تستطيع التنفس فى مساء كل يوم، قائلة: «كنا مهما قفلنا الشبابيك بتاعة الشقة، الريحة كانت بتدخل علينا، وكنت لما آجى أغسل الهدوم وأنشرها على الحبل فى البلكونة وأسيبها، وآجى بعد كده أشيلها من على الحبل، بلاقيها ريحتها مش حلوة بسبب الدخان»، مُشيرة إلى أنها أصبحت لا تنشر الملابس إلا بعد التأكد من عدم وجود أدخنة فى الهواء تماماً. وتتمنى «شيرين» أن يتم تحويل مساحة الأرض الكبيرة التى كان عليها مقلب القمامة إلى منطقة خدمية تجمع كافة المحلات والورش الموجودة داخل المناطق السكنية.