"عمارة" صاحب التحولات الفكرية.. من الماركسية إلى "منظر الإخوان"
الراحل كان صاحب أول بيان لرفض ثورة 30 يونيو
د. محمد عمارة
غيب الموت المفكر الإسلامي محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجمع البحوث الإسلامية، اليوم السبت، عن عمر ناهز 89 عاما، بعد رحلة قصيرة مع المرض.
«عمارة» صاحب التناقضات العديدة، كانت حياته سلسلة من التقلبات الفكرية، بدأها ماركسيًا متشددًا، ثم تحول للفكر الاعتزالي، ونهاها منظرا ومفكرا لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان أبرز داعميه وناشري أفكاره ومطبقيها، كما كان صاحب أول بيان لرفض ثورة 30 يونيو، وساند تنظيم الإخوان الإرهابي.
ولد محمد عمارة في قرية صروة التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية 1965 م من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على الماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية من نفس الكلية عام 1970، وحصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية عام 1975 من نفس الكلية.
وتُقام صلاة الجنازة بعد ظهر اليوم السبت، ثم يُواري الثرى في بلدته صراوة بمحافظة كفر الشيخ.
ويقول الدكتور محمد حسين عويضة، رئيس نادي أعضاء التدريس بالأزهر في تصريحات لـ«الوطن»: رحم الله الدكتور عمارة فلا نملك في هذه اللحظة إلا الترحم عليه فهو بين يدي الله جل وعلا، وقد طالبناه في نادي أعضاء التدريس بالأزهر بالانسحاب من هيئة كبار العلماء، وعبرنا عن رفضنا وجوده بها وضرورة إقالته أو تقديمه لاستقالته، لما كان يمثله من مرجعية للجماعة الإرهابية، فقد كان صاحب فكر مخالف للأزهر، ولكن للأسف استمر في عضويته بهيئة كبار العلماء حتى وفاته.
وقال عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لـ«الوطن»، الدكتور عمارة كان مثار حيرة طوال حياته، فقد بدأ يساريا ثم تحول عدة تحولات، وفي كل تحول كان يؤلف كتب مصبوغة بالمرحلة التي يعيشها، وكنت أتمنى لو استقر فكريا قبل أن يبدأ بالتأليف، وهذا منهج الأزهريين وعلماء المسلمين، وهو الاستقرار العلمي ثم التأليف ونشر الأراء والأبحاث.
وأضاف، للدكتور عمارة أزمات فكرية كبرى، وستظل كتابته مرجعا مهما لجماعة الإخوان الإرهابية، وهذا أمر سيء وشديد السلبية، ويحسب له تحقيقه مؤلفات كبار المجددين ورعايته لمؤلفاتهم، فقد حقق الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، وقاسم أمين، وعلي مبارك، ويحسب عليه إيمانه العميق بفكرة المؤامرة على الدين والأمة وغيرها من الأفكار التي يشارك جماعة الإخوان فيها.