أمام كثرة الديون وزيادة الهموم التى تثقل كاهلها، لم تجد سعدية حامد، 71 عاماً، طريقة لتحسين حالتها النفسية والمزاجية سوى بتدخين الشيشة، تجلس فى ميدان السيدة زينب وتطلب من المقهى المجاور لها ما يتراوح بين 6 و8 أحجار معسل سلوم أو زغلول، تنفث غضبها وقلة حيلتها ثم تعود إلى منزلها الكائن فى نفس المنطقة.
بدأت «سعدية» تدخين الشيشة عندما كان عمرها 20 عاماً، وفى كل مرة كانت تشربها عندما تمر بأزمة نفسية أو موقف طارئ، حتى اعتادت عليها وأصبح لَىّ الشيشة لا يفارق يديها: «العمر قصير والدنيا مبهدلانى، ودى الحاجة اللى بتسعدنى وبتحسسنى إنى كويسة، التدخين بيخلينى أنسى المشكلات اللى عندى».
تعانى من مرض السكر والقدم السكرى، غير قادرة على التحرك بمفردها، حيث تستند على عكاز: «كنت ببيع فى الشارع وبطلت من أكتر من سنتين بعد ما تعبت، بس بنزل أقعد فى الشارع وصاحب القهوة عارفنى من زمان». توفى زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، وتزوج أبناؤها الثلاثة، هكذا تعيش «سعدية» وحيدة بمساكن روضة السيدة زينب: «باجى هنا من الصبح أطلب شيشة، بدخن حوالى 4 ساعات متواصلة، وبابقى فرحانة وسعيدة وأنا قاعدة أتفرج على اللى رايح واللى جاى».
ورغم أنها تدخن منذ أكثر من 50 عاماً فإنها لم تشك من أى مرض: «لو مشيت ورا كل تعب بحس بيه يبقى هادخل فى دوامة المستشفيات ومش هخرج منها، أنا بخلى كل حاجة على الله، بقعد أدخن وأفكر فى ديونى اللى كترت عليا بقالها 7 شهور، بدفن همى فى الشيشة، عشان أنسى»، مؤكدة أن إيجار الشقة تراكم عليها منذ عدة أشهر وتخشى أن يطردها صاحب البيت ولا تجد مأوى.
تعليقات الفيسبوك