جانيت مع الكلاب
كرست حياتها لرعاية مئات الكلاب بلا مأوى، وأسست لهم مكانا مفتوحا بمدينة دهب لإيوائهم، كانت تذهب لإطعامهم وتصطحبهم إلى الأطباء لعلاجهم حال مرضهم، حتى تعرضت جانيت جونسون البالغة من عمرها 61 عامًا، لهجوم من مجموعة من تلك الكلاب ما أدى إلى وفاتها.
وذكر التقرير الطبي أن سبب الوفاة تعرضها إلى صدمة نزيفية، نتيجة جرح تهتكي للأوعية الدموية بالعنق من الناحية اليسرى، وفقدان كامل للحلق والشفتين والأنف والذقن، وفقد كامل للعين اليسرى، وجرح تهتكي في فروة الرأس الأمامية.
صدمة كبيرة انتابت عددا كبيرا من معارف السيدة البريطانية التي كانت تعيش في دهب، بعد خبر وفاتها وقاموا بنعيها على مواقع التواصل الاجتماعي والإشارة لحسابها.
وكشف الدكتور البيطري أحمد النبراوي، لـ "الوطن"، عن بعض المعلومات عن "جانيت" التي يعرفها منذ نحو 10 أعوام، وترددت عليه عدة مرات في عيادته بالقاهرة، حيث كانت تسافر له خصيصا: "جاتلي كتير العيادة بالكلاب اللي عيانة عندها، لأنها كانت بتعاني من إن معندهاش دكاترة كويسين في دهب وشرم الشيخ، وأنا عملت كذا عملية لكلاب عندها كانت حالتهم صعبة".
وأضاف النبرواي: "توقفت عن زيارتي في عيادتي، بسبب بُعد المسافة بين دهب والقاهرة".
وظلت تتواصل مع النبراوي على فترات لاستشارته عن بعض الحالات للكلاب وكانت تسعى لعمل تعقيم لهم: "مرة اتفقنا أننا ممكن نجيب أطباء ونعمل عمليات تعقيم عندها بس معرفتش أروح للأسف".
ووصف الدكتور البيطري، جانيت، بأنها "طيبة وجميلة جدا"، وأنها كانت تعيش بمفردها وليس لديها أبنها ويعتقد أنها تزوجت من رجل مصري منذ فترة طويلة ولكنهما انفصلا: "وبعدين بقت عايشة في دهب عشان هادية، وهي بتحب الهدوء، والدنيا بسيطة ورخيصة وبتنقذ الكلاب من هناك، وقالتلي إنها عملالهم مكان في الصحراء مش مقفول ومفتوح".
ولم يكن لجانيت عاملين لديها في المكان الذي اعتادت على رعاية الكلاب فيه، ولكن هناك من كان يساعدها في بعض الأوقات: "كانت هي الأساس بتروح ترعاهم وتعملهم أكل وتجبلهم دراي فود".
وسبق وتحدثت جانيت مع النبراوي عن جمعيات الرفق بالحيوانات في مصر، وأنها لم تكن راضية عن الطريقة التي يتعاملون بها، موضحا الدكتور البيطري السبب: "مكنتش شايفة طريقتهم صح عشان فكرة انهم ياخدوا الكلاب ويسجنوها في مكان مش مفتوح بأعداد كبيرة في مكان واحد كانت شايفه ده تعذيب ليهم"، الأمر الذي جعلها منعزلة عنهم ولم تكن مشهورة وسط جمعيات الرفق بالحيوان.
وعن ما تعرضت له السيدة البريطانية من هجوم من الكلاب، شرح الدكتور البيطري أنها كان لديها مئات الكلاب ولا يعتبر ذلك أنها صاحبة الكلاب: "هما مش كلابها، هي مجمعة كلاب في مكان معين بتجمعلهم أكل، فالمكان ده بالنسبة ليهم مصدر أكل".
وتابع النبراوي أن الأمر ليس متعلقا بالطعام وأنها لم تضع لهم الأكل لنحو 3 أيام، لأن المكان مفتوح ويمكن للكلاب الخروج لتناول الطعام والعودة مرة أخرى: "في حاجة اسمها قاعدة الـ3، ممكن يستحمل 3 أسابيع من غير أكل، و3 أيام من غير مياه، و3 دقايق من غير هوا".
وأوضح الدكتور البيطري أن الكلب لا يهجم على صاحبه إلا في حالتين إن كان مسعورا أو تعرض لحادثة: "هي جسمها كان ضعيف أوي، ممكن اللي هجم عليها كلب مسعور لأن هي إمكانيتها كانت ضعيفة وكان بتساعدها جمعيات خارج مصر، مكنتش تقدر تطعمهم كلهم، أو الكلب ميعرفهاش وبيدافع عن منطقته والباقي قلدوه".
تعليقات الفيسبوك