الثروة الحيوانية: مشكلات كثيرة.. ومشروعات متعثرة
الثروة الحيوانية
على مدار قرون طويلة شكّلت الثروة الحيوانية أحد أهم مصادر الغذاء للمصريين، حيث كان غالبية المزارعين يحرصون على تربية الماشية داخل منازلهم الريفية؛ لتدبير احتياجات أبنائهم من منتجات الألبان واللحوم، وبيع الفائض فى الأسواق؛ لتحقيق مصدر دخل للأسرة، قبل أن يجد آخرون فيها استثماراً واعداً، فقاموا بإنشاء مزارع كبرى لتربية الماشية، حتى أصبحوا من كبار التجار، بل ومن كبار رجال الصناعة التى تقوم على الاستفادة بجميع مخرجات مشروعات تنمية الثروة الحيوانية. إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً فى مشروعات تنمية الثروة الحيوانية فى كثير من المحافظات، بعد أن كانت الأجهزة التنفيذية والوحدات المحلية تعتمد عليها فى تحقيق عائدات مالية لتنمية مواردها، فضلاً عن تحقيق الاكتفاء الذاتى لأبناء المحافظة، حيث تم بيع معظم هذه المشروعات بأسعار زهيدة، وتصفية العاملين بها، مما فتح الباب واسعاً أمام بعض التجار لاحتكار مستلزمات الإنتاج من أعلاف وأدوية، الأمر الذى دفع الكثيرين من صغار المربين إلى العزوف عن تربية الماشية.
صغار المربين يعانون ارتفاع تكاليف الإنتاج بصورة تهدد أحد أهم مصادر الأمن الغذائى
«الوطن» تفتح ملف تنمية الثروة الحيوانية فى محافظات مصر؛ لاستعراض ما يشهده هذا القطاع من مشكلات وتحديات مختلفة أدت إلى هذه الحالة من التدهور الشديد الذى أصابه، والبحث عن الفرص المتاحة وإمكانيات إحياء ما يمكن إحياؤه من مشروعات متعثرة، حرصاً على حماية أحد أهم مصادر «الأمن الغذائى» للمصريين، فى ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية، وتوفير السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مخفّضة، ومنع كافة الممارسات الاحتكارية التى تؤدى إلى الإضرار بالوطن وبالمواطنين.