بعد إنفاق المليارات.. بلومبرج يبدي دعمه لمنافسه جو بايدن في انتخابات الحزب الديمقراطي
مايكل بلومبرج
ضخ الملياردير الأمريكي، مايكل بلومبرج، مئات الملايين من الدولارات في حملته الانتخابية التمهيدية في الحزب الديمقراطي، في أكبر ميزانية لمرشح في انتخابات حزبية بتاريخ الولايات المتحدة، لكن النتيجة كانت صفر تقريبا، لأسباب عديدة.
بلومبرج أنفق نحو 215 مليون دولار من ماله الخاص على الإعلانات التليفزيونية
وأعلن بلومبرج، أمس الأربعاء، انسحابه من سباق الترشح في الحزب الديمقراطي، مبديا دعمه لمنافسه المرشح جو بايدن، وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقد أنفق بلومبرج نحو 215 مليون دولار من ماله الخاص على الإعلانات التليفزيونية والإذاعية في الولايات التي انتخبت في الثلاثاء الكبير فقط، بما يفوق بـ100 مرة إنفاق بايدن على هذه الولايات الـ14.
وبحسب النتائج غير النهائية لانتخابات "الثلاثاء الكبير"، التي يتنافس فيها المرشحون الديمقراطيون على أصوات مندوبي الحزب في 14 ولاية، لم يفز بلومبرج سوى بأصوات تتراوح بين 4- 8 مندوبين.
وفي المقابل، حصل المنافسون الأوفر حظا مثل جو بايدن 252، وبيرني ساندرز 215، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تحليل لها إن بلومبرج ظن قبل أشهر أن مرشحي الحزب الديمقراطي ضعفاء، وأنه بوسعه الفوز بسهولة خلال معركة "الثلاثاء الكبير"، المهمة للفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية أمام الجمهوري دونالد ترامب.
وسخر الرئيس دونالد ترامب من بلومبرج، واصفا إياه بـ"الخاسر الأكبر"، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وكتب ترامب على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أمس الثلاثاء: "الخاسر الأكبر هذه الليلة هو بلومبرغ، إذ إن مستشاريه السياسيين خدعوه"، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
ووصف الرئيس الجمهوري بلومبرج بـ"مايك الصغير"، بعد نتائجه المتواضعة في الانتخابات، وأضاف: "لقد أهدر (بلومبرج) مبلغ 700 مليون دولار ولم يحصل على شيء سوى لقب ميني مايك (مايك الصغير) والتدمير الكامل لسمعته".
واعتمد بلومبرج الذي تبلغ ثروته نحو 50 مليار دولار، بحسب مجلة "فوربس"، على أمواله في حملته الانتخابية، معتقدا أنه بذلك سيصل إلى البيت الأبيض، وتعهد بلومبرج، الذي كان عمدة نيويورك بين عامي 2002-2013، قبل أسابيع بضخ مبلغ 500 مليون دولار من أجل قهر ترامب، وهو لن يحدث على الأرجح.
وفاقت الحملة الانتخابية للمرشح الملياردير أي حملة لمرشح داخل حزبه، وشغلت مساحات واسعة في مواقع الإنترنت وشبكات التواصل ومحطات البث التلفزيوني.
وعلى سبيل المثال، كانت 80% من الأموال المدفوعة في الإعلانات التليفزيونية في ولاية تكساس، لكن غالبية مندوبي الولاية صوتوا لصالح بايدن.
وأنفق بلومبرج على بعض المنصات الرقمية على الإنترنت أكثر من 50 مليون دولار، "لقد خلق اقتصادا كاملا"، وقالت "واشطن بوست" الأمريكية، بعدما بدأ حملته الانتخابية قبل 13 أسبوعا.
وأضافت أنه عيّن 2000 موظف يحصل الموظفون الكبار منهم على راتب 6 آلاف دولار، وهو ضعفي أجور نظرائهم في حملات المنافسين الآخرين مثل بيرني ساندرز وإليزابيث وارن، وقالت الصحيفة إن بلومبرج يعرف "أن المال لا يجلب له الحب لكن ربما قد يجلب له الإعجاب".
مع ذلك، كانت ردة الفعل عكسية، على الأقل في بعض التجمعات الانتخابية، إذ استقبل باحتجاجات خلال تجمع انتخابي في ولاية تينيسي ورفع المتظاهرون المعارضون له لافتات كتب عليها "ما هو سعرك؟" و "ديمقراطيتنا ليست للبيع"، ولم يحصد شيئا، وأظهرت نتائج أولية تقدم بايدن بـ178 صوتا مقابل 153 لساندرزدفاتر.
وخلال الحملة الانتخابية قوبل بلومبرج بكثير من الانتقادات التي طالت ماضيه، فتحدث كثيرون عن سياسة "التوقيف والتفتيش" التي كانت تتبعها الشرطة في نيويورك خلال ولايته، ولاحقتها الاتهامات بسوء استخدام السلطة والعنصرية ضد المواطنين السود.
وإلى جانب ذلك، واجهت حملة الملياردير الأمريكي اتهامات بشأن سجل تعامله مع النساء، مثل مضايقتهن بتعليقات جنسية، ودعت منافسته إليزابيث وارن إلى كسر صمت موظفات سابقات لديه.
واتهمت وارن، بلومبرج بأنه صاح في وجه إحدى موظفاته الحوامل، قائلا "اقتليه"، في إشارة إلى الجنين الذي تحمله في أحشائها. وبدأ بلومبرج حملته الانتخابية في أواخر نوفمبر، متأخرا كثيرا عن منافسيه الذين بدأوا العمل قبل أشهر طويلة، حيث جابوا الولاية للقاء الناخبين.
وساعد العمل المبكر المرشحين مثل ساندرز وبايدن على بناء قواعد شعبية وفرق عمل على الأرض. ومنذ عام 1976، لم يطلق مرشح حزبي في الولايات المتحدة حملته للانتخابات الرئاسية في العام الأخير الذي يسبق الانتخابات، بل كانوا يمهدون لذلك قبل وقت طويل، بحسب موقع "أن واي 1" الأميركي.
ولم يفز أي مرشح في الانتخابات التمهيدية الأمريكية بعد دخول السباق متأخرا. وحتى الأسبوع الماضي، كانت معظم إعلانات حملة بلومبرج مكرسة لمهاجمة الرئيس ترامب وترويج سجله الخاص باعتباره العمدة السابق لمدينة نيويورك.
لكن الحملة غيرت مسارها، فجأة، إلى حملة إعلامية ضخمة ضد المرشح المنافس بيرني ساندرز. وفي تحليل لها، قالت وكالة "رويترز" للأنباء، قبل يومين إن استراتيجية بلومبرغ كانت تراهن على تعثر بايدن، الأمر الذي لم يحدث.
بل على العكس، انتعشت حظوظ بايدن بعد فوزه، السبت، بانتخابات ولاية ساوث كارولاينا، ثم توالت انتصارات نائب الرئيس الأمريكي السابق، فضلا عن إعلان عدد من المرشحين في الحزب انسحابهم من السابق، وتأييدهم لبايدن، مثل المرشح الشاب بيت بوتيجيج.
وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية في وصفها لمركز حملة بلومبرج الانتخابية إن الأخبار السارة ظلت تتضاءل مقارنة بما توقعه كبار مستشاري بلومبرج، وقد أصبحوا يتابعون بايدن وهو يحصد ولاية تلو الأخرى بميزانية قليلة جدا مقارنة بميزانية بلومبرغ.
وذكر أحد المستشارين في الحملة "الأمور سارت بخلاف ما هو مخطط لها". وبحسب الشبكة، فقد حاولت حملة بلومبرج التغطية على مضمونها الضعيف بالماديات مثل توزيعه قمصان ووجبات طعام وشراب مجانية، ووصل الأمر إلى حد تنظيم الحفلات الراقصة.
لكن عندما حان الوقت لكي يتحدث بلومبرج، استغرق الأمر دقائق فقط، كما حدث في مدينة ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، وهو ما لم يعجب الناخبين.