كاتب لبناني يتذكر رموز الصحافة العربية: مصر في الواجهة
3 أسماء طبعت صحافة مصر والعرب خلال قرن كامل
الكاتب اللبناني سمير عطالله
تحدث الكاتب الصحفي اللبناني سمير عطالله عن مصادفة ذكرى رحيل محمد حسنين هيكل ومصطفى وعلي أمين في أسبوع واحد، ووصفهم بأنهم 3 أسماء طبعت صحافة مصر والعرب خلال قرن كامل، بدءًا من الزمن الملكي وانتهاءً بمقتضيات العمر، مع انتهاء حقبة الرئيس الراحل حسني مبارك.
وقال عطالله، في مقاله بعدد اليوم من جريدة الشرق الأوسط، أن هولاء الرموز الصحفية عملوا معاً وتنافسوا معاً وتصارعوا معاً وترك كلّ منهم مدرسة صحافية خلفه، بعدما تخرّجوا على نحو ما، من مدرسة العملاق المجدّد محمد التابعي.
باشاوات الصحافة المصرية، كما لقبهم موضحًا أن العلاقة المضطربة والمضطرمة بينهم كانت أمراً طبيعياً لان فمصر كانت في واجهة العالم العربي، والصحافة كانت في واجهة مصر.
وأشار إلى أن المواهب اشتعلت في الثلاثة بحيث تزاحمت الواحدة مع الأخرى فيما انقضّ هيكل على ماضيه الملكي البسيط، بقيت الملكية ظاهرة في فؤاد التوأمين وعاداتهما، طريقة الحياة، وماضي الصداقات الغربية منذ الأيام التي نشآ فيها في بيت سعد زغلول.
وقال عطالله إن هيكل ذهب في اتجاه السوفيات، من أجل عبد الناصر، مستبقياً بمهارة علاقاته الخاصّة مع لندن، وما نشأ من صداقات في باريس وغيرها، مشيرًا إلى أن مواقف الثلاثة انعكست على سياساتهم ومواقعهم وصداقاتهم في العالم العربي.
وأوضح أن مصطفى أمين ظل في الفناء الملكي يكتب عموده اليومي السحري في صحف الخليج ويقيم المودّات مع أهله في السياسة والصحافة، في حين اختار هيكل الصدام الدائم وعدم الخروج من الاشتباك.
وأشار عطالله أن هولاء الرموز تجاوزوا مبدأ الربح والخسارة أو الفوز والهزيمة. فقد ظلّ مصطفى وعلي أمين في لمعانهما برغم الاضطهاد خلال الحقبة الناصرية واستطاع هيكل الاستمرار والبقاء على شهرته، برغم إبعاده كلّياً عن صحافة مصر، مؤكدًا أنه ما بين الثلاثة، ظهر عدد من كبار الصحافيين، لعلّ أبرزهم أحمد بهاء الدين، الذي نُظر إليه دائماً على أنّه منافس هيكل أو خلَفه.
وتذكر سمير عطالله كلًا من فتحي غانم ولطفي الخولي وأنيس منصور وإحسان عبد القدّوس وأحمد رجب ورفاقهم مشيرًا أنهم لسبب أو لآخر، ظلّوا دون وهج تلك القافلة التي تقدَّمها محمد التابعي.
وأوضح أن الذكرى تمر في مرحلة شديدة القلق من عمر الصحافة، خصوصاً في البلدين اللذين، عاشت فيهما، أهمّ مراحل الازدهار "مصر ولبنان" ويبدو المجهود الذي يبذله المصريون جباراً حقاً في سبيل البقاء المهني، فيما تضعف قوّة الصمود في لبنان.
وقال سمير عطا الله "ما زال القارئ العربي يعثر في صحف القاهرة دائماً، على مادّة يقرأها، أو موضوع يتلاقى مع اهتماماته وثقافاته لكن من الواضح والطبيعي أن تنسحب الصحافة المصرية أكثر فأكثر نحو الشؤون الداخلية إنّها طبائع الأشياء وقدر الانتقال من زمان إلى آخر".