أشقاء "علي" شهيد سيناء لـ"الوطن": عمود البيت وقع.. والناس مانسيتهوش
حسن: ربيته على إيدي.. وأبو زيد: كان دراعي اليمين وفدى وطنه
أشقاء "علي" شهيد سيناء يحكون ذكرياته
"فوق کل ذي برٍ برُ حتى يقتل في سبيل الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر".. حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، جسد مكانة الشهيد عند الله، والتي ينالها أبطال الجيش والشرطة الذين يضحون بأرواحهم فداء الوطن، تاركين خلفهم أهالي يتذكرونهم دائمًا، ومن بين هؤلاء الفدائيون الشهيد "علي أحمد السيد أبو زيد".
وفي 26 يونيو من العام الماضي، كانت محافظة سوهاج على موعد مع حلقة جديدة من مسلسل الشهداء الأبطال، حينما ودعت جثمان الشهيد المجند علي أحمد السيد، ابن مركز المراغة، والذي استشهد خلال إحدى العمليات الإرهابية بمنطقة بشمال سيناء، وذلك بحضور الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ سوهاج، يرافقه اللواء هشام الشافعي مدير أمن سوهاج، والقيادات الأمنية والتنفيذية.
يصادف اليوم 9 من مارس، يوم الشهيد، ذلك اليوم الذي يكون بمثابة رمزًا للاحتفال بالشهداء الذين زُفت أرواحهم إلى السماء، لذا تواصلت "الوطن" مع شقيقي المجند "علي"، ليحكوا عن 9 أشهر من الغياب بعد وفاته، وذكرياتهما معه، وكيف يعيش أهله من بعده.
عاش "علي" حياته ولقى ربه دون أن يتسبب في مشكلة أو شجار مع أي من أهالي بلده، وفقًا لما قال شقيقه الأكبر حسن أحمد السيد، لافتًا إلى أن جميع أهل بلدته بمسقط رأسة بقرية الجزازرة مركز المراغة، يحبونه وما زالوا يتذكرونه حتى الآن.
يروي حسن ذكرياتهم مع شقيقه البطل، والذي كان يعمل معه نجارا مسلحا، وظيفة العائلة التي يعرفون بها، "كان دراعي اليمين في شغلي وفي حياتي عموما، وأخويا الصغير اللي مربيه على إيدي.. لما بييجي في بالي ببكي عشان وحشني جدا، ربنا يجمعني بيه في الجنة على خير".
أهل قرية الجزازرة يترحمون على سيرة "علي" الطيبة، بحسب قول شقيقه صاحب الـ29 عامًا، "جدعنته محدش يقدر ينساها، رغم إنه استشهد وهو عنده 22 سنة، بس كان راجل يملى العين.. في طلب اتقدم عشان نعمل مدرسة ابتدائية باسمه تخليدًا ليه ومستنيين الموافقة".
الشقيق الأوسط "أبوزيد"، كان الأكثر قربًا من شهيد المراغة، ومن يوم الحادث الأليم وعلمه باستشهاده الذي "شرخ قلبه" على حد قوله، لا يتوقف عن الدعاء له، "عرفت الخبر وأنا في شغلي، فضلت قاعد ساكت مش عارف أتكلم، وبعدها جثته جاتلنا الساعة 2 بليل، والناس من حبها في علي فضلوا سهرانين معانا ما ناموش لحد ما دفناه".
والد "علي" ووالدته أصابتهما حالة من الانهيار فور سماعهما خبر استشهاد نجلهما، والتي مثلت انهيارا للبيت نفسه، خاصة وأنهم يعيشون جميعًا معًا في بيت واحد، "استشهاد علي خلى عمود وقع من البيت، مكناش نتخيل إنه هيروح مننا بدري كده"، وفقًا لحديث أبو زيد.
زوجة "علي" منذ ذلك الحين لا تكف عن الدعاء له وقراءة الفاتحة، "كان معاه ولدين، أحمد والسيد، هيعيشوا على سيرة أبوهم البطل اللي فدى بلده بروحه".