أطباء "الحميات": بنتعامل زي أيام إنفلونزا الخنازير
انتشار فرق مكافحة العدوى والوقاية لمواجهة أخطار الكورونا بالمستشفيات
أصبحت المستشفيات والوحدات الصحية بعد انتشار أنباء متضاربة عن حالات مصابة بفيروس كورونا فى تأهب دائم وسط حالة من الخوف والترقب، إلاّ أن الأمر كان مختلفاً بالنسبة للأطباء الذين يخالطون المرضى بشكل يومى، خاصة المصابين بـ«الحمى ونزلات البرد والأمراض الصدرية»، فكان الهدوء والتعامل بحكمة هو السمة الأبرز، بحسب الدكتور سمير عنتر، المدير الأسبق لمستشفى حميات إمبابة، استشارى الحميات والأمراض المعدية.
"عنتر": المستشفى بيوفر ملابس عازلة
ويقول «عنتر» إن «ضبط النفس الذى يمارسه الأطباء يرجع الفضل فيه إلى الخبرة التى اكتسبوها قبل عشر سنوات بعد حالة الهلع التى صاحبت انتشار مرض إنفلونزا الخنازير، والذى كان يتم التعامل معه من قبل المواطنين على أنه وباء بعد تسجيل العديد من الحالات الإيجابية الحاملة للفيروس والتى تماثل الكثير منها للتعافى»، ويقول: «التعامل مع كورونا مثل التعامل مع إنفلونزا الخنازير». ويضيف المدير الأسبق لحميات إمبابة أنّه أثناء توقيع الكشف المبدئى على المرضى الذين يعانون من أعراض إنفلونزا شديدة ومضاعفاتها والتى تتضمن درجات الحرارة التى تتخطى حاجز الـ38، والكحة والإسهال، يقوم الأطباء بارتداء الكمامات والقفازات الطبية المتعارف عليها، ويتابع: «من الضرورى والمهم جداً يكون الطبيب عارف السجل المرضى للشخص بالإضافة إلى الدول اللى سافر لها المريض فى الفترة الأخيرة»، مشيراًَ إلى أنّه إذا اتضح عودة المريض قريباً من إحدى الدول التى تشكل بؤرة لتفشى الفيروس، فإنه يتم سحب عينة من الحلق والدم للتأكد من أن الحالة سلبية، ويقول: «لو كانت سلبية بيرتاح فى البيت وياخد الأدوية ويشرب سوائل دافية، وبيتم حجزه فى غرف العزل بالمستشفى لو كانت الحالة إيجابية أو لو المريض لم يستجب للعلاج خلال 48 ساعة». وفيما يخص غرف العزل والإجراءات التى يتبعها الأطباء أو من لهم تعامل مباشر مع المرضى المشتبه بهم، يقول «عنتر» إن «المستشفى يوفر للأطباء والممرضين والعمّال ملابس عازلة مصنوعة من البلاستيك الطبى تتميز بلون أصفر فاقع، تتكون من بنطال وسترة متصلين ببعضهما، بالإضافة إلى كمامة وقفازات وحذاء طويل، حيث يشبه الزى إلى حد كبير ملابس رواد الفضاء».
"سامح": بنحذر من المصابين بنزلات البرد أو ارتفاع الحرارة خاصة كبار السن
ويقول سامح أحمد، طبيب الأمراض الصدرية بمستشفى صدر العباسية، إن «التعامل يكون بحذر مع من يعانون من نزلات البرد أو ارتفاع درجات الحرارة، خاصة إذا كانوا من كبار السن الذين تخطوا عامهم الخامس والسبعين، أو من يعانون من أمراض مزمنة كالسكر والضغط وأمراض القلب أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية للأمراض العقلية».
ويشير «سامح» إلى «أن مدة العزل داخل قسم الأمراض الصدرية المعدية لا تقل عن أربعة عشر يوماً للأشخاص المصابين أو المشتبه بهم، يتم خلالها متابعة تطور حالتهم الصحيّة، وعمل تحاليل لهم»، مشدداً على أعلى درجات الوقاية الطبية التى يتبعها الطاقم الطبى، لافتاً إلى أن المهمة التى تقع على عاتق الأطباء ليست فقط توقيع الكشف عليهم، ولكن طمأنة المرضى أو ذويهم: «الناس بتيجى مفزوعة وأى حد عنده شوية برد أو درجة حرارته مرتفعة بيفتكر إن عنده كورونا وده بسبب الوعى الخطأ عند الناس، والأطباء بيحاولوا يهدّوهم عشان متحصلش بلبلة وده هيأثر على الطبيب نفسه».