عوازل حرارة من البلاستيك
صعوبة في الإقناع بأهمية الحفاظ على البيئة وضرر استخدام البلاستيك نظرا لصعوبة تحلله، واجهوه حيث لا يصدق معظم من يتحدثون إليهم أن بإمكانهم استغلال المواد البلاستيكية بعد الانتهاء من استخدامها في أي شيء آخر يطيل عمرها ولا يؤذي مستخدميها، فلم تجد إيمان عماد، منسقة المشروعات بمنظمة "جرينش" وزملائها سوى التجربة العملية بتحويل أغطية الزجاجات البلاستيكية لـ"كوستر" أو عازل للحرارة.
تحويل النفايات التي تأخذ مساحة كبيرة إلى شيء نافع يمكن استخدامه في الحياة اليومية في التعامل مع المشروبات الساخنة، مثّل أحد أهداف إيمان وفريقها في الفترة التي عملوا فيها على تطوير ماكينة تمكنهم من إعادة تدوير وتحويله البلاستيك لقوالب تتخذ أشكال محددة، فطوروا ماكينة Pressure plastic machine التي تعد طريقة تصنيعها مصدرا مفتوح على الإنترنت، والتي عملوا على تطويعها يما يؤهلها للاستخدام في مصر خاصة وأن التصميم الأساسي للماكينة يؤهلها للعمل على جهد 220 فولت المتوفر في مصر.
تتضمن الماكينة ثلاث ماكينات صغيرة تمثل كل منها مرحلة مختلفة، فتمر القطع البلاستيكية في الماكينة الأولى بمرحلة التكسير حيث تتحول لقطع أصغر مؤهلة للدخول إلى المرحلة التالية، والتي تقوم بتحويل القطع الصغرة لما يشبه الخيط الرفيع فتصبح مؤهلة للدخول إلى الطابعة ثلاثية الأبعاد فتتحول إلى شيء مادي، ولكن في ظل عدم توافر هذه الطابعة لدى إيمان وزملائها بالمؤسسة، يضطرون لاستخدام الماكينة الثالثة والتي يتم تحديد شكل معين للقالب "بنحدد شكل مربع مثلا وبعده ندخل قطع البلاستيك عشان تاخد نفس الشكل"، وفقا لإيمان موضحة أن الماكينة تضغط القطع لإنتاج الشكل المحدد مستخدمة الحرارة.
"في خمس دقايق بس"، هكذا وصفت إيمان لـ"الوطن" المدة التي تستغرقها رحلة الأغطية البلاستيكية إلى الاستخدامات المتعددة، ما جعل المشاهدين لهذه العملية بأحد المعارض المتخصصة في عرض الأعمال المبتكرة، يتحمسون لها ويساعدون أعضاء الفريق في جمع الأغطية غير المستخدمة، "كانوا بيجيبولنا طول اليوم الأغطية اللي يلقوها عشان يبدلوها بكوستر"، فيما تراه إيمان يبث الحماس في الناس لخدمة البيئة بشيء مفيد، وحافز لفريقها على تطوير الفكرة وتطويع البلاستيك لأخذ أشكال أكثر اختلافا وفائدة.
تعليقات الفيسبوك