دول ممزقة.. "كورونا" يعيد أوروبا إلى أجواء الحروب العالمية
صورة أرشيفية
أغلقت عديد من الدول حدودها خاصة في أوروبا التي تحولت لبؤرة فيروس "كروونا" المستجد، في أجواء رأى مراقبون أنها تعيد القارة العجوز إلى أجواء الحروب العالمية حين تحولت إلى مناطق جغرافية مقطعة الأوصال.
فبعد إغلاق فرنسا وألمانيا جزئيا لحدودهما، اقترح الاتحاد الأوروبي، مؤخرا، فرض حظر سفر لمدة 30 يوما بين دوله، إذ كشفت رئيسة المفوضية التنفيذية للاتحاد عن اقتراحها بفرض حظر سفر يشمل الأشخاص الذين يدخلون دول الاتحاد لأسباب غير ضرورية في جهود للحد من تفشي الفيروس الغامض، وفق تقرير لقناة "العربية" الإخبارية أمس.
كما طرحت أورسولا فون دير لين الفكرة، قبيل قمة للاتحاد الأوروبي ستعقد بالاتصال المرئي عن بعد، اقتراحا على رؤساء الدول والحكومات فرض قيود مؤقتة على السفر غير الضروري للاتحاد الأوروبي، وذلك أيضا للحد من فرص انتشار فيروس كورونا. إلا أنها استثنت الأشخاص الذين يحملون إقامة طويلة الأجل في الاتحاد الأوروبي أو من هم أفراد أسر لمواطنين أوروبيين يمكن إعفاؤهم من الحظر المقترح، وقد لا ينطبق الحظر أيضا على الدبلوماسيين والعاملين بالصحة والنقل.
ويذكر أنه بعد إعلان عدة دول أوروبية لاسيما إيطاليا وإسبانيا حالة طوارئ صحية، وفرض الحجر والحد من التنقل، بالإضافة إلى اتخاذ اجراءات وقائية استثنائية عدة من إغلاق للحانات والمطاعم وبعض أشهر المتاحف والمعالم السياحية وغيرها، ينتظر أن تحذو ألمانيا حذو تلك الدول في إغلاق المتاجر غير الضرورية والحانات والمتاحف والعديد من المنشآت الأخرى بسبب الفيروس، في محاولة لمنع انتقال الفيروس إليها.
في هذا السياق، قال بهاء محمود الباحث في الشئون الأوروبية، إن قطع الاتصال بين الدول الأوروبية، جاء للحد من تفشي الفيروس، وسينتهي الانقطاع بنهاية الأزمة، مضيفا أنه بعد إيطاليا أصبحت إسبانيا هي البؤرة الثانية لانتشار الفيروس وألمانيا، وهم من دول جنوب أوروبا ومن الدول الأكثر قربا من بعضهم، وأن الدول القريبة هي الأكثر تعرضا لانتشار الفيروس وسهولة الحركة بينها وبين دول أخرى مصابة بالفيروس، في إطار الإجراءات للحد من تفشي الفيروس.
وحول إمكانية استغلال التيارات الشعبوية تفشي فيروس كورونا لمزيد من الدعوات للابتعاد عن الاتحاد الأوروبي، قال "محمود" إن التيارات الشعبوية لم تسع إلى تفكيك الاتحاد الاوروبي رغم ضعفة وتهاويه، إلا أن لديه كيان اقتصادي مهم وسوق كبير يضم أكثر من 500 ألف نسمة وعملة موحدة.
ولفت الباحث في الشؤون الأوروبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أنه لا توجد دولة خارج الاتحاد لديها قدرة اقتصادية للعمل بمفردها، لأنها تعتمد على بعضها البعض وتوفر إمكانيات تجارية لبعضها، في المقابل لا يتوفر للدول الخارجة عن الاتحاد.
وتابع "محمود": "على سبيل المثال من الدول الشعبوية إيطاليا غير قادرة على الخروج من الاتحاد الأوروبي لسوء حالتها الاقتصادية وتدهور الحالة الصحية، كما أن بريطانيا تعاني حتى الآن بسبب خروجها"، مشيرا إلى أن كل الشواهد تؤكد أن التيارات الشعبوية مع الوقت تفشل لعدم امتلاكها الأدوات لانتشال الدول من أزماتها، أو على الأقل تقديم بديلا حقيقيا ليدفع الدول للتغير".
وباتت أوروبا بؤرة فعلية لفيروس كورنا المستجد، الذي كانت بدايته في الصين، خصوصا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن الفيروس تحول إلى وباء عالمي أو جائحة كما وصفته سابقا، كأسوأ أزمة صحية تواجه العالم، بعد وفاة الآلاف في القارة العجوز وإصابة عشرات الآلاف.
بدورها، قالت الدكتورة سارة كيره الباحثة في الشئون الأوروبية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أنه لا يوجد قطع للاتصال بين الدول الأوروبية، بل هو حظر للحد من انتشار الوباء الذي يهدد العالم. وأشارت إلى أنه لا توجد أي تيارات شعبوية تسعي للخروج من الاتحاد الأوروبي، لأنه توجد أزمة اقتصادية وتراجع تتعرض لها الدول الأوروبية بسبب انتشار فيروس كورونا. وقالت "كيره": "ومن هنا توكد أن الدول الأوروبية في حاجه إلى دعم الاتحاد الأوروبي وليس الانسحاب منه".