كشفت دراسة حديثة أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يعيش لمدة ثلاثة أيام على بعض الأسطح، مثل البلاستيك والفولاذ، وحذرت من أن الفيروس يظل في الهواء لمدة ثلاث ساعات ما يزيد من خطر الإصابة به.
منظمة الصحة العالمية تبحث الدراسة
وكشف باحثون أن فيروس كورونا عندما يصبح معلقًا في قطرات أصغر من 5 "ميكرومتر" والتي تُعرف باسم الهباء الجوي، فإنه يمكن أن يظل معلقًا في الهواء لساعات عدة، قبل أن ينجرف ويستقر على الأسطح، وهذه الدراسة تعكف عليها حاليا منظمة الصحة العالمية على الرغم من تناقضها مع النتائج التي أعلنتها من قبل والتي قالت إن الفيروس لا ينتقل عن طريق الجو، وفقا لصحيفة "نيويورك تايم" الأمريكية.
الفيروس يظل ثلاث ساعات في الهواء
وأوضح الدكتور فنسنت مونستر، أخصائي الفيروسات في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية ومؤلف الدراسة، أنه لأسابيع كثيرة أكد الخبراء أن الفيروس لا ينتقل عن طريق الهواء، إلا الدراسة أظهرت أن الفيروس يمكنه السفر في الهواء ويظل معلقا لمدة ثلاث ساعات في حالة الهباء الجوي.
ونصح "مونستر" أخصائيي الرعاية الصحية بالحذر، إذ أن الإجراءات التي يستخدمونها لرعاية المرضى المصابين من المرجح أن تولد الهباء الجوي، فبمجرد دخول مريض مصاب الالتهاب الرئوي الحاد يحتاج إلى التنبيب الفوري، وهذا الإجراء قد يولد هباء وقطرات صغيرة من المريض على المعدات، وتظل القطرات عالقة في الهواء، ما يجعل عمال الرعاية الصحية يتعرضون للفيروس القاتل ويصابون به.
وللتأكد من نتائج الدراسة، استخدم "مونستر" وفريقه البخاخات و أسطوانة دوارة لتعليق الهباء الجوي ونشر الفيروس في الهواء بالإضافة إلى توفير نفس مستويات درجة الحرارة والرطوبة التي تحاكي ظروف المستشفى، واكتشفوا من خلال هذه التقنية آثارا للفيروس على شكل جزيئات معلقة في الهواء، إذ نجا الفيروس وظل معديا لمدة تصل إلى ثلاث ساعات ، لكن قدرته على العدوى بدأت تنخفض بشكل حاد تدريجيا خلال هذا الوقت.
كورونا يعيش على البلاستيك والفولاذ لمدة 72 ساعة
وقال الدكتور لينسي مار، خبير الفيروسات بولاية فيرجينا الأمريكية، إن الفيروس يعيش لفترة أطول على البلاستيك والفولاذ لمدة تصل إلى 72 ساعة. لكن كمية الفيروس القابل للحياة تنخفض بشكل حاد خلال هذه الفترة، ويعيش على النحاس بمدة أربعة ساعات، بينما يبقى على الورق المقوى لمدة تصل إلى 24 ساعة، ما يشير إلى أن الطرود التي تصل في البريد يجب أن تحتوي على مستويات منخفضة فقط من الفيروس، ما لم تتعرض لسعال أو عطس الشخص الذي تعامل معها.
وأكد "مار" أن المخاط وسوائل الجهاز التنفسي للفيروس قد تسمح ببقائه لفترة أطول من السوائل المختبرية التي استخدمها الباحثون في تجاربهم، ويجب على العاملون في المجال الطبي الحذر.
وأجرى "مونستر" اختبارات مماثلة على فيروس سارس، ووجد أن الفيروسين متشابهان في البقاء لفترة محدودة جوا ، وأن الاختلاف بين الفيروسين قد يكون بسبب عدة عوامل أخرى مثل الحمل الفيروسي العالي في الجهاز التنفسي العلوي، وقدرة المرضى الذين لا يعانون أعراضا على نقل فيروس كورونا المستجد.
انتقادات وجهت للدراسة
وواجهت الدراسة انتقادات عديدة، إذ يرى الخبراء أن استخدام البخاخات لا يحاكي سعال المريض بشكل فعال، كما أنه يزيد خطر التلوث المحمول جوا اصطناعيا، وأن الفيروس ينتقل بشكل رئيسي عن طريق قطرات صغيرة يخرجها المرضى عندما يسعلون أو يعطسون، وفي هذه الحال يكون قابلا للحياة لبضع ثوان فقط.
وقال الدكتور جيفري شامان ، خبير علوم الصحة البيئية في جامعة كولومبيا، إن الأمر في حاجة إلى مزيد من الأبحاث والتجارب لتمديد وقت أخذ العينات التجريبية للفيروسات الهوائية بعد ثلاث ساعات واختبار البقاء على قيد الحياة في ظروف درجات الحرارة والرطوبة المختلفة، قبل الجزم بنتائج مؤكدة.
ويبحث العلماء على وجه التحديد في كيفية تأثير الرطوبة ودرجة الحرارة والإضاءة فوق البنفسجية على المرض، وكذلك طول مدة بقائه على الأسطح المختلفة، بما في ذلك الفولاذ.
توصية الصحة العالمية
ويوصي مسؤولو الصحة العالمية، الطاقم الطبي بارتداء ما يسمى الأقنعة الواقية "N95"، لأنها تقوم بتصفية نحو 95 ٪ من جميع الجسيمات السائلة أو المحمولة جوا.
تعليقات الفيسبوك