قيادى في الحزب الليبرالي الإيطالي: نعيش حظر تجوال بسبب الفيروس.. وبلادنا تحولت إلى "حجر صحي"
عادل خطاب
تحولت إيطاليا فى أيام معدودة إلى بؤرة لفيروس كورونا الجديد، فآخر إحصائية رسمية بلغت فيها حالات الوفاة 2503 حالات، كما بلغ إجمالى عدد المصابين حالياً 26062 حالة، وفى هذا السياق تحدثت «الوطن» مع عادل خطاب، مسئول ملف المهاجرين والأجانب فى الحزب الليبرالى الإيطالى، الذى أشار إلى حالة وفاة لمواطن مصرى من جراء الإصابة بالفيروس.. وإلى نص الحوار.
بعض أبناء الجالية المصرية يريدون العودة إلى مصر وغرامة تصل إلى 3 آلاف يورو لمن يخالف إجراءات الوقاية
فى البداية نود أن نطمئن منك على أوضاع الجالية المصرية فى إيطاليا؟
- مطمئنة للغاية حتى الآن رغم وفاة شاب مؤخراً، من قبل فقط كانت هناك إصابة لمواطن مصرى يدعى «نشأت» أصوله من محافظة الدقهلية وقد أصيب ووضع فى الحجر الصحى وتعافى بالفعل وغادر المستشفى، إلا أن هناك أنباء عن أن زوجته كانت مصابة أيضاً ولم تغادر الحجر الصحى حتى الآن وإن كانت أيضاً تتحسن، والحقيقة أن هناك تعليمات مشددة بعدم الإدلاء بأى تصريحات عن أى إصابات إلا إذا كانت موثقة وهناك أوراق تؤكد ذلك، لكن فى المجمل الأوضاع ليس فيها ما يثير القلق بالنسبة للجالية المصرية حتى الآن.
ماذا عن الوضع فى إيطاليا خصوصاً أنها باتت بؤرة رئيسية للمرض؟
- إيطاليا كلها باتت فى حجر صحى، وأكثر الإصابات موجودة فى الشمال، والحكومة تعاملت مع الأمر ببساطة بجملة مفادها أنه إذا كنت تريد الحفاظ على نفسك فعليك أن تلتزم بالتعليمات وأولها أن تبقى فى منزلك. وفى الوقت الحالى الأماكن المفتوحة فقط هى السوبر ماركيت والصيدليات، بينما جميع المؤسسات مغلقة والمطاعم.
لكن كيف تكون الحياة بالنسبة للإيطاليين فى هذه الأجواء؟
- الحقيقة أننا أصبحنا نعيش الحياة داخل بيوتنا من البلكونة، وهناك طقس يومى إذ يستيقظ المواطنون فى السادسة صباحاً ويخرجون إلى بلكوناتهم ويغنون النشيد الوطنى، وفى التاسعة مساء يتبادل المواطنون إطفاء أنوار كشافات الهواتف، وهذه الطقوس تأتى كنوع من المؤازرة لبعضهم البعض.
لماذا تحولت إيطاليا إلى بؤرة لفيروس كورونا وخصوصاً الشمال؟
- يقال إن هذا يعود إلى أن الشمال به كثير من المستثمرين الذين يملكون مصانع فى الصين، ويسافرون كثيراً إلى الصين، كما أن هناك حركة تنقل كبيرة للصينيين فى الشمال، ولهذا نجد أن خريطة المصابين فى إيطاليا أغلبها تتركز فى الشمال، فضلاً عن أن ظروف الطقس فى المناطق الشمالية من إيطاليا توفر بيئة خصبة لحياة الفيروسات، إذ إنه طقس رطب ومتقلب بين الانخفاض الشديد لدرجة الحرارة وارتفاعها.
إلى أى مدى سيتأثر الاقتصاد الإيطالى فى رأيك بالفيروس؟
- أعتقد أنه سيتأثر للغاية، يكفى أنه حتى الآن هناك 27 مليار يورو تم تخصيصها لمواجهة فيروس كورونا فقط، فى وقت كانت فيه مشكلات فى الميزانية وتخبطات كبيرة بسبب تغير الحكومة والخلافات بين الأحزاب السياسية إلى جانب الخلاف مع الاتحاد الأوروبى حول الميزانية.
لكن ماذا قالت الحكومة عن هذا العبء الاقتصادى الجديد؟
- رئيس الوزراء جوزيب كونتى صرح بأنه ليست هناك مشكلة فى ذلك حتى لو تأثر الاقتصاد، لكن الأهم مكافحة الوباء والحفاظ على صحة المواطن فحياته أولوية وهى الأهم. وحتى الأحزاب تركت الخلافات السياسية، وقلت حدة النزاعات بينهم ويتكاتفون الآن لمواجهة الفيروس، يذكر مثلاً أنه يتم بناء مستشفى ميدانى يتسع لـ500 حالة إصابة.
حدثنا عن دور العبادة، هل باتت متوقفة تماماً؟
- بالنسبة لدور العبادة فلا صلوات فى المساجد ولا فى الكنائس، وحتى بابا الفاتيكان فرنسيس صلى صلاة من أجل مواجهة المرض وكان بمفرده وساحة الفاتيكان كانت خالية تماماً. وقد اتخذت إجراءات مشددة بالنسبة للحياة العامة والتعامل حتى مع الأفراد.
ما أهم هذه الإجراءات؟
- أشرت من قبل إلى أن أول هذه الإجراءات التزام المنازل، ويمنع خروج شخصين معاً فى مكان واحد من نفس العائلة، فيتم الاكتفاء بخروج شخص واحد من العائلة الواحدة مرة واحدة أو مرتين على الأكثر لشراء احتياجات المنزل، وذلك للقضاء تمام على التكدسات، حتى فى الشارع إذا كان هناك شخص قريب منك فيجب ألا تقل المسافة عن متر.
عادل خطاب: الحياة انسحبت من الشوارع إلى المنازل.. ولا تحركات من منطقة لأخرى إلا بطلب مكتوب
من الذى يراقب الالتزام بتلك الإجراءات؟ هل الشرطة هى التى تقوم بذلك؟
- الشرطة تتكفل بمراقبة الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، فسيارات الشرطة إذا وجدت اثنين يسيران معاً توقفهما، وتستفسر كذلك عند خروج الشخص عن أى منطقة يتوجه إليها ومتى سيعود وذلك من خلال طلب مكتوب يتم استخراجه عبر الإنترنت أو يتم طباعته ويحمله الشخص مثله مثل البطاقة لإظهاره عند الحاجة، بل إن هناك غرامة مالية توقع على المخالفين لتلك الإجراءات الوقائية تبدأ من 200 إلى 3 آلاف يورو.
كيف يتعامل الأطفال مع تلك الأجواء المفزعة بالنسبة لهم وغير المألوفة؟
- الأطفال حالياً بطبيعة الحال فى البيوت والدراسة تتم عبر الإنترنت، فإن الدولة من خلال المناهج التعليمية تعمل على تشجيعهم للمساهمة فى مواجهة الفيروس والحفاظ على أنفسهم، مثلاً تكون الواجبات المنزلية الخاصة بهم عن طرق الوقاية من فيروس كورونا، وأشياء تحثهم على الاهتمام بغسل اليدين وارتداء غطاء الوجه والحفاظ على المساحات المطلوبة بين الشخص وآخر والتعقيم وخلع الحذاء خارج المنزل وغسل اليدين، وغيرها. أيضاً نحن نعلم الأطفال ونخبرهم بما يجرى وهم يعلمون جيداً لماذا يوجدون فى البيوت ولا يغادرون.
لكن وسط هذا الأجواء ماذا عن اللقاءات الأسرية؟
- أود أن أشير هنا إلى أن السلام أو المصافحة ممنوعة نهائياً باليدين، وإنما يتم الاكتفاء ببعض الإشارات لتبادل السلام، منها على سبيل المثال ضم اليدين نحو الصدر كما هى نفس طريقة تبادل السلام بين الصينيين أو بعض الآسيويين. ولذلك نحاول الابتعاد عن أى لقاءات أسرية، وأعتقد أنه لا يوجد ذلك حتى يتم تجنب تبادل السلامات أو المصافحات وغيرها من العادات التى تمارس عن رؤية الأقارب أو الأصدقاء.
أعود بك مرة أخرى للسؤال عن الجالية المصرية، هل يرغب بعضهم فى العودة نتيجة هذه الأجواء؟
- هذا صحيح، هناك مصريون يرغبون فى العودة من إيطاليا لأنهم فيما يبدو غير قادرين على تحمل الأجواء التى باتت فيها إيطاليا حالياً، وخصوصاً أنه مع القيود على حركة الطيران تزايدت أعداد المصريين هنا فى إيطاليا، وتذاكر الطيران فى الوقت ذاته ارتفعت بشكل كبير، لهذا فإننا ندعو الدولة لأن تساعد هؤلاء وتعمل على نقلهم من إيطاليا وإعادة الراغبين منهم فى العودة إلى مصر.