"لو صلينا من قلبنا الفيروس مش هيقربلنا".. نصائح الكنائس لمواجهة كورونا
أنجيلوس: الأوبئة لتهذيب البشر.. ورافائيل: لا تتقدم للتناول بفحص علمي
قداسات الصلاة في أحد الكنائس
منذ أن ظهر فيروس كورونا المستجد واستفحل خطره، انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي حول طريقة التناول وهو أحد أسرار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية السبعة، وفيما رأى البعض أن الطريقة التي تعتمد على "المستير" وهي معلقة يجري المناولة بها تنقل العدوى، رأى البعض أن التناول شفاء للأقباط.
ورغم إصدار البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تعليماته للإيبارشيات باتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفشي المرض داخل وخارج مصر، ومبادرة الكنيسة برفع شعار "الوقاية خيرا من العلاج"، اختلف تعامل بعض رجال الكنيسة مع الوباء.
فرغم إجماع الإيبارشيات على اتخاذ قرارات عدة لمواجهة انتشار الفيروس داخل الكنائس، شملت منع وضع "لفافات" -توضع على الفم بعد التناول وهو أحد أسرار الكنيسة السبع-، وأنه على كل فرد أن يأتي بلفافة خاصة به وحده، ومطالبة السيدات بإحضار أغطية لرؤوسهن "إيشارب" خاص بكل واحده أثناء الصلوات، كما لن تكون هناك أكواب لشرب المياه عقب التناول، وعلى كل متناول الاهتمام بأن تكون له زجاجة مياه وحده، يستعملها وحده فقط أو استخدام الأكواب البلاستيكية.
إضافة إلى تلك الإجراءات، اتخذت مطرانية طنطا وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، إجراءات وقائية إضافية لمواجهة الفيروس المستجد، وشملت بحسب الأنبا بولا، مطران الإيبارشية: "تقديم فقرة طبية لمدة 5 دقائق بعد كل عظة صباحية ولمدة 15 دقيقة بعد كل عظة مسائية من أحد الأطباء المتخصصين وذلك في جميع الكنائس ولمدة شهر لرفع مستوى الثقافة الصحية والطبية لدى الأقباط، والتنبيه على كل من يعاني من نزلة برد التزام الراحة بالمنازل ومع ارتفاع درجة الحرارة عليه التوجه للطبيب، والتنبيه بالتوقف تماما عن عادة التقبيل وخاصة بين النساء، وعمل دورة نظافة لجميع الحمامات العامة بالكنائس وبيوت الخلوة ودور الحضانة التابعة للكنيسة مرة كل ساعة، مع مراعاة استخدام المطهرات الفعالة مع التأكيد على تطهير كل ما يلمسه المترددون من أجزاء الحمامات كالمقابض والصنابير والمحابس وقواعد المرحاض.... وغيرها، والتأكد من وجود منظفات سائلة في جميع الحمامات، وعدم تداول أي نوع من الأكواب الزجاجية أو المعدنية داخل الكنيسة أو بمرافقها المتعددة كالكانتين أو الكافتيريا، والتركيز على استخدام الأكواب الورقية على أن تلقى في سلة مهملات بعد استخدام الفرد لها للتخلص منها بطريقة آمنة".
وقال الأنبا بولا، إن الإجراءات تأتي نظرًا لانتشار فيروس كورونا في الكثير من بلدان العالم، كما تأتي اهتمامًا بصحة أقباط الإيبارشية وسلامة الوطن، لافتا إلى أنه في هذا الإطار سيجري تشكيل لجنة متابعة من المطرانية لتنفيذ تلك التعليمات.
وأعلنت مطرانية سمالوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، أنه تقرر تقديم النصح للأقباط على قصر القداسات الإلهية في الفترة الحالية على كاهن ومرتل وشماس واحد فقط في كل كنيسة، وهذا ليس على سبيل الإجبار وإنما اختياري للوقاية من عدوى فيروس كورونا المستجد.
وقالت المطرانية في بيان لها، إن ذلك جاء بعد الاستبيان واستطلاع رأي الكهنة والعرض على الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط الذي أشار إلى أنه لن يجري المنع بشكل صارم من أراد الحضور، وفي حالة الإصرار على الحضور يكتفي لكل فرد بقداس واحد في الأسبوع.
وأوضحت المطرانية، أن هذا سيقلل عدد الأقباط بشكل كبير ما يقلل الخطورة المحتملة.
واتخذت كنائس عدة في إيبارشيات المهجر، قرارات بقصر قداسات الصلاة على الكهنة فقط، فيما أغلقت بعض الإيبارشيات الكنائس بشكل تام وإيقاف القداسات التزامات بتعليمات الدول فيها بعد تفشي الفيروس.
ولكن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات بعض الأساقفة حول "فيروس كورونا"، فرغم أنه أصاب كاهن في نيويورك وعدد من الأقباط والشمامسة في دول أوروبية عدة، خرج الأنبا يوأنس أسقف أسيوط، خلال اجتماعه الأسبوعي بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بمدينة أسيوط وبحضور ما يقرب من مئات الأقباط، ليعلن قائلا: "لو صلينا من قلبنا كورونا مش هيقرب مننا"، أما الأنبا إنجيلوس الأسقف العام لشبرا الشمالية، فقال إن المسيح أنبأهم بأن الأوبئة سوف تحدث قبل مجيئه، مشيرا إلى أن الأمراض التي توقف زيادة ونمو البشر تأتي من الله لتبعد الإنسان عن فعل الشرور الحقيقية، والله يريد بها تهذيب البشر، على حد قوله.
وقال الأنبا أنجيلوس: "هي ليست شرا في حد ذاتها، ولكن الشر الحقيقي فهو الخطيئة وارتكابها الذي يتوقف على إرادتنا و هي تدعي بالحق شرا، وهكذا في وباء الكورونا أو أي وباء أو كارثة تحل بالبشرية لو اقتبلها البشر من يد الله و برؤية اسخاتولوجية حصدوا ثمارها، ولكن إن أخذت بعيون مثالية على الله لسحقتهم و يخرجوا منها فارغين و تظل عصا التأديب ممتدة بعد، لذلك فمن الخطورة الرعب والخوف من الكورونا أكثر من خوفنا من الله، وأن تكون ثقتنا في الإجراءات الاحترازية من العدوى أكبر من ثقتنا في محبة الله لنا".
أما الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة، فطالب الأقباط في عظات له بعدم الانزعاج بسبب أنتشار فيروس كورونا، مطالبه بالصلاة والاحتراس، مدافعا عن سر التناول قائلا: "التناول متخافوش منه، ولازم الناس تعرف أن إحنا بعد ما كل الناس بتتناول، أبونا بيغسل الأواني وبيشرب، يبقى أكثر واحد عرضه لأي ضرر لو فيه أي حاجة زي كده هيكون الكاهن، ونشكر ربنا إحنا بنتناول كل يوم، فالناس تتقدم للسر بهيبة مش بفحص علمي".
وفيروس كورونا، يشبه في أعراضه فيروس "البرد"، وأعلنته منظمة الصحة العالمية وباء عالميا، في ضوء انتشاره الواسع، ولم يُكشف حتى الآن عن لقاح ناجعٍ لمنع انتشار الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي، وسجلت العديد من دول العالم إصابات جديدة بالفيروس القاتل.