آلية الجهاز المناعي في مواجهة كورونا
نصائح كثيرة انتشرت مؤخرا بأهمية رفع المناعة وتقويتها من أجل محاربة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" و الذي أصاب أكثر من 200 ألف بجميع أنحاء العالم وتسبب في وفاة أكثر من 8 آلاف، وكان من بين المصابين 256 حالة بمصر، وفقا لوزراة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية.
وشرح الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للمناعة والحساسية في حديثه لـ"الوطن"، أهمية الجهاز المناعي ودوره في محاربة الفيروس التاجي وكيف يدافع عن الجسم.
ماهو جهاز المناعة ؟
جهاز المناعة هو الجهاز الذي يجعل الشخص محصنا ضد كل ما يهدد حياته داخليا وخارجيا،وهو عبارة عن منظومة من العمليات الحيوية التي تهدف إلى التعرف على مسببات للمرض، مثل الميكروبات أو الفيروسات وتحييدها أو إبادتها.
كيف يعمل الجهاز المناعي وماهي آليات دفاعه؟
عند دخول الفيروسات التنفسية لجهاز الإنسان السليم، تبدأ المناعة المخاطية بالعمل فلو كان لدى الشخص أهداب تنفسية كفوءة صالحة للعمل (لم تدمر بالتلوث أو التدخين)، تستطيع الأهداب إيقاف غزو أو استيطان الفيروسات التنفسية، وعند غياب هذه الأهداب التي تعلو الخلايا التنفسية وتبدأ من الأنف والشعب الهوائية والمجري الهوائي، يصبح المجال مفتوحا لدخول الفيروسات وهبوطها على الخلايا ودخولها وبالتالي تكاثرها.
ويبدأ الجهاز المناعي في إنتاج مضادات أجسام تتعامل مع الفيروسات الغازية قصيرة الأمد وتقضي عليها، كما أن هناك أيضا خلايا مناعية تأكل الفيروسات الغازية، ويعتمد الجسم على تلك الخلايا في رفع المناعة ومحاربة الأمراض.
اختلاف المناعة بين الأجداد والأجيال الحديثة
وأوضح "بدران" أن الأجييال القديمة كانت المناعة لديها أفضل بكثير وكانوا أكثر صحة، نظرا لممارستهم الحركة اليومية واستنشاق هواء نقي واتباعاهم عادات غذائية سليمة، ولكن في الأجيال الحديثة تغير الجهاز المناعي وأصبح أقل كفاءة نتيجة للأسباب التالية:
التلوث.
الانفجار السكاني العالمي.
تغير النمط اليومي للإنسان.
تغير النمط الغذائي.
ميل الشخص للجلوس والبعد عن الحركة والرياضة.
السهر والبعد عن النوم المبكر والذي كان يرفع المناعة.
التوتر والأرق.
التدخين.
كيف يتعامل الجهاز المناعي مع فيروس كورونا؟
في الماضي كان جهاز المناعي يتعامل مع السلالات من فيروس كورونا، والتي هي نزلات برد، بشكل جيد عن طريق الأجسام والخلايا المناعية والتي كانت تقوم بمحاربته، وكان الفيروس يظهر أعراضا في كل مرة، ولكن كانت هناك نحو 20% من حالات العدوى السابقة بفيروسات كورونا بلا أعراض، وهذا يفسر سبب انتشار نزلات البرد كل عام، والأمر معتمد على قوة المناعة وتشخيصها للأجسام الغريبة التي تدخل الجسم.
سبب تكرار العدوى
ولم ينجح العلماء حتى الآن في استنباط تطعيمات ضد نزلات البرد كافة بما فيها فيروسات الكورونا، وبسبب سوء مناعة الإنسان في الوقت الحالي أو تعامله السيئ مع نزلات البرد أو الإصابات البكتيرية مثل التدخين وعدم إكمال الأدوية التي يوصفها له الأطباء، أصبحت المناعة معدومة ضد نزلات البرد قصيرة الأمد، هذا يفسر تكرارا العدوى في كل موسم، إذ أصبح الناس حاليا فريسة لباقة من الفيروسات الجديدة والمستجدة.
ما الفرق بين الفيروسات الجديدة والمستجدة؟
الفيروسات الجديدة هي التي تنشأ أول مرة، مثل فيروس السارس الذي قتل 10% من سكان العالم، ومتلازمة الشرق الأوسط التي قتلت 34% من المصابين بها في عام 2012، أما المستجدة هي الفيروسات التي كانت قديمة وظهرت بطور أو بشكل جديد مثل فيروس كوفيد 19.
هل يمكن للمتعافين من فيروس كورونا الإصابة به مرة أخرى؟
أوضح "بدران" أن المناعة ضد فيروس كورونا إما قليلة أو بسيطة، ولهذا من الممكن أن يصاب الإنسان الذي تم شفائه بالفيروس مرة أخرى حتى ولو بنسب قليلة، وهذا يحتم أن نظل نطبق تعليمات الوقاية والإجراءات الاحترازية حتى على الذين تم شفائهم أو تعافيهم.
تعليقات الفيسبوك