أسامة الحديدي: الخوف يفقدنا الثقة بقدرتنا على تجاوز محنة كورونا
مدير مركز الأزهر العالمي للفتوي: يجب علينا بث الطمأنينة في النفوس
مركز الزهر العالمي للفتوي
قال الدكتور أسامة الحديدي مدير مركز الأزهر العالمي للفتوي، إن على الأئمة والوعاظ والمفتين وكل المشتغلين بالشأن الديني التبشير، وبث الطمأنينة في النفوس في هذه الأزمة التي نعيشها، حيث فيروس كورونا، فالله إذا أحب عبدا ابتلاه، والنبي قال عن البلاء: "رحمة بالمؤمنين"، للأسف هناك فصل بين ضرورة اللجوء إلى الله وعلاقة ذلك بالمرض أو برفع البلاء بصفة عامة، فنحن نأخذ بالأسباب وننفذ ما قاله لنا العلماء والأطباء، سواء علماء كليات العلوم من اساتذة الفيروسات أو أساتذة كلية الطب، ونركز على ذلك في التعامل مع الأزمة وهذا يتماشى تماما مع ضرورة التضرع لله جل وعلى فالنبي حينما أصابت الحمي أصحابه بالمدينة المنورة رفع يديه بالدعاء وقال: "اللهم حبب إلينا المدينة وصححها وبارك فيها وأنقل حماها وأجعلها في الجحفة" والجحفة مكان بعيد عن المدينة المنورة، وقد اتخذ التدابير الكاملة لعلاج صحابته، فقد لجأ وتضرع لله، وأخذ بالأسباب.
وأضاف مدير مركز الأزهر العالمي للفتوي، لـ"الوطن"، نحن الآن في حاجة لمثل ما فعل النبي، فنحن أمام فيروس خارج عن إطار قوتنا البشرية ومعرفتنا العلمية، فعلينا وعلى كل الدعاة والوعاظ وكل المشتغلين بالدين الوعي أن الأخذ بالأسباب الدنيوية وذلك لا يتنافى مع التضرع، وأن يعوا أن التخويف سيفقدنا الثقة بأنفسنا وبقدرتنا على تجاوز هذه المحنة، وأن هذا التخويف مخالف لهدي النبي، فقد كان صلي الله عليه وسلم إذا خاف الناس يكون أسبقهم ويعود إليهم، مطمئنا: "لم تراعوا" أي لا تخافوا، فإذا هبت ريح عاصفة أو طرأ طارئ كان النبي يطمئن الناس، وعلينا أن نسير على هدية، في التهدئة وبث الطمأنينة، والسعي للأخذ بالأسباب، أم التهويل والتخويف فهذا أمر كارثي وغير مقبول.