آخرها كورونا.. تاريخ الكنيسة في مواجهة الأوبئة
آخرها كورونا.. تاريخ الكنيسة في مواجهة الأوبئة
في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد اتخذت كل دول العالم العديد من الإجراءات التي من شأنها الوقاية والحماية، وكان للدولة المصرية ومؤسساتها العديد من الإجراءات والقرارات، حيث أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غلق جميع الكنائس، وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة.
القرار الصادر عن اللجنة الدائمة للمجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثاني، بعد اجتماعه صباح اليوم؛ لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19، جاء في إطار متابعة الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم هذه الأيام، وكذلك البيانات التي تصدرها تباعًا منظمة الصحة العالمية والتي تظهر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد COVID-19 في مختلف دول العالم، ومن بينها بلادنا العزيزة مصر، التي يبذل مسؤولوها قصارى جهدهم في سبيل احتواء الوباء، الذي يعد أكبر أزمة صحية خطيرة نواجهها منذ مئات السنين.
ومرت الكنسية بالعديد من الأزمات والأوبئة، وهو ما نسلط عليه الضوة من خلال التقرير التالي:
الأنبا سينسيوس مطران "بنتابوليس" (الخمس مدن الغربية)
في وقت الأنبا سينسيوس، عانت المنطقة من تفشي وباء الطاعون، وقد اهتم المطران بمساندة الشماسات والأرامل لخدمة المرضى في المستشفى، بحسب موقع تراث الكنيسة القبطية.
وكان يردّد قوله: "ليس لدينا متسع من الوقت الآن للنحيب وللبكاء على الموتى، بينما الأحياء من حولنا أحق برحمتنا ودموعنا"، بحسب مذكرات الشماسة أيْريني، التي نقلها الراهب أندريّا الليبي.
البابا ميخائيل الثاني البابا الثامن والستون
عندما انتشر مرض الطاعون في مصر جال البابا بين أبنائه يواسيهم ويشجعهم ويرفع عنهم الصلوات، حتى أصيب هو ذاته بالمرض ورقد به سنة 1102 م. في أيام الآمر بأحكام الله بن المستعلي.
الشهيد الأنبا كبريانوس أسقف قرطاجنة
تفشّى مرض الطاعون في أثيوبيا ومصر حوالي عام 250 م. ثم انتقل إلى قرطاجنة عام 252 م.، وظلّ يهدّد أنحاء الإمبراطورية قرابة عشرين عامًا أخرى.
وكما يقول بونتيوس تلميذ كبريانوس، أنه كان يهتم بالمرضي والراقدين دون تمييز بين مؤمن وغير مؤمن. فقد أكد على شعبه ضرورة خدمة الكل بلا تمييز، وتقديم الصدقات للجميع، وحثهم علي البذل والسخاء من أجل العبور إلى السماء خلال الكنيسة بيت الإيمان.
مع خطورة هذا المرض في ذلك الحين أدرك المسيحيون رسالتهم كشهودٍ علي أنهم أولاد الله أن يهتموا بالمنكوبين بلا خوف من انتقال العدوى وتعرضهم للموت. جاء في حياة كبريانوس بقلم شمّاسه.
البابا مرقس الرابع البطريرك الـ84
كانت في أواخر أيام الملك الناصر هادئة نوعًا ما. ولما تولى الملك الصالح الثاني في سنة 752 هجرية 1351 م، حدث في عهده وباء الطاعون وانتشر حتى عَمَّ البلاد بلا رحمة. بحسب موقع "تراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".
البابا بطرس السادس البطريريك 104
بحسب السنكسار، في سنة نياحة البابا بطرس السادس، وقع وباء الطاعون في البلاد مع قحط شديد وتنيَّح قسوس كثيرون وأساقفة ووقع الموت علي الناس من الإسكندرية إلى أسوان واضطر الناس إلى ترك الزرع حتى صاروا يدفنون في الحصر من قلة الأكفان. وفي تلك السنة تلفت زراعة القمح في وادي النيل ولم يسد حاجة البلاد ووقع القحط والغلاء. لطف الله بعباده ونفعنا ببركات وصلوات المثلث الرحمة البابا البطريرك بطرس الأسيوطي. ولربنا المجد دائمًا. آمين.
الكوليرا
يقول البابا شنودة الثالث في كتابه "حياة الشكر"، في سنة 1974 كان مرض الكوليرا منتشرًا، وكان يحصد بالآلاف. وأغلقت كثير من المدن، خوفا من انتقال العدوى. وكان الرعب حالا في البلاد.. دخلت مرة في إحدى هذه المدن المغلقة بتصريح رسمي بعد التطعيم ضد الكوليرا طبعا. فلم أسمع فيها أحدا يضحك ولا يبتسم. ولم يكن فيها صوت راديو ولا أغاني. كانت المدينة حزينة مكتئبة. وكثيرون كانوا يصلون بعمق، وينذرون نذورا وأنقذنا الله من الكوليرا، وعشنا إلى الآن. فمن منا يشكر الله على هذا الإنقاذ.