وزير الري لـ"مساء dmc": إثيوبيا تريد بناء "سد النهضة" دون توقيع اتفاق.. والدولة المصرية تسير في السيناريوهات الأخرى
الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية
قال الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية، إن إثيوبيا لا تريد الاتفاق وتهرب منه بسبب مشكلاتها الداخلية، ولا تهتم بضرر الدول الأخرى، مضيفاً فى حوار مع الإعلامية إيمان الحصرى فى برنامج «مساء دى إم سى» الذى أوقع مساء أمس أن هناك نوعاً من عدم الثقة، مقابل ما أثبتته مصر من حسن نية، وأوضح وزير الرى أن مرحلة «ملء السد» تُعتبر بمثابة «جفاف صناعى» وإذا تطابقت مع «الجفاف الطبيعى» سيتضاعف تأثيرها ضد مصر، وهناك جهود حالية لتقليل الأضرار المنتظرة حال اتخاذ إثيوبيا هذه الخطوة، والسد العالى به احتياطى معقول. ولفت «عبدالعاطى» إلى أن النيل نهر دولى ومصر دولة شديدة الجفاف وتعتمد عليه بنسبة 95% ووزارة الرى تركز على الجانب الفنى فى الأزمة لكن الدولة تسير فى سيناريوهات أخرى.. وإلى نص الحوار.
النيل نهر دولى ومصر دولة شديدة الجفاف وتعتمد عليه بنسبة 95%.. وإثيوبيا لا يهمها الإضرار بدول المصب ونحن نركز على الجانب الفنى فى الأزمة.. وموجة السيول الأخيرة التى تعرضت لها مصر لم تحدث منذ 100 سنة
بالطبع سنبدأ من الموضوع الأهم بالنسبة لكل المصريين إضافة إلى فيروس كورونا وهو «سد النهضة»، فقد صدرت بيانات عديدة من وزارتى الخارجية والرى للرد على أخرى إثيوبية كما تواردت معلومات كثيرة.. هل نحن فى طريقنا إلى أزمة؟
- القصة طويلة بدأت عام 2008 حينما أرسلت مصر للبنك الدولى تطلب تمويل أول سد يبنى على النيل الأزرق باشتراك الثلاث دول، والدراسات بدأت من خلال مكتب نرويجى، إلا أنه فى 2011، أعلنت إثيوبيا عن سد غير الذى يُدرس أمره وقت انشغال مصر بثورة 2011، ما استدعى سفر رئيس الوزراء وقتها الدكتور عصام شرف إلى إثيوبيا للقاء ميليس زيناوى، رئيس الوزراء الإثيوبى، حيث أكد الدكتور عصام شرف أن السد بدون دراسات مكتملة، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للدراسة والتأكيد وانتهت اللجنة إلى أن الدراسات ناقصة، وأن هناك قصوراً فى الدراسة الإنشائية وتأثيراً اجتماعياً وبيئياً على دول المصب، وأيضاً دراسات هيدرولوجية غير مكتملة تتمثل فى كيفية ملء بحيرة السد، وتشغيله بالتنسيق مع السدود الأخرى على النيل.
الطرف الإثيوبى لديه مشكلات داخلية ويسعى للتغطية عليها وتحقيق مكاسب سياسية محلية والولايات المتحدة والبنك الدولى لاحظوا التعنت والمماطلة والهروب
كل هذه المشكلات ظهرت فى 2011 حينما كان المشروع لا يزال على الورق؟
- بعد 2013 وظهور التقرير تم الاتفاق على اختيار شركة دولية لتنفيذ الدراسات، وتم اختيارها وتوقيع العقد معها فى 2016، وبدأت الشركة تعمل، وطيلة تلك الفترة كان يتم الاتفاق على الشروط المرجعية لاختيار الشركة، ثم بدأت الشركة العمل ووضعت التقرير الاستهلالى لخطة تنفيذ عملها، وفى مصر وافقنا على التقرير الاستهلالى إلا أن إثيوبيا رفضت، ثم اتفقنا على تقرير «تُساعى» بحضور وزراء الخارجية والرى والمخابرات فى الدول الثلاث، وكانت هناك ملاحظات على التقرير الاستهلالى ووقع عليه الوزراء التسعة فى الدول الثلاث، إلا أن إثيوبيا رفضت إرسال الملاحظات على التقرير الاستهلالى، ثم اتفقنا على تشكيل لجنة من الخبراء وأساتذة الجامعات، لإعداد سيناريوهات للملء والتشغيل دون إحداث أضرار جسيمة على دول المصب، وتم الاتفاق على 8 اجتماعات، إلا أنه تم عقد 3 فقط، وفى الاجتماع الرابع إثيوبيا قالت إن هذا ما لدىّ ورفضت استكمال الاجتماعات، بما يعنى «هو ده اللى عندى، عاجبكم عاجبكم، أو مش هلعب»، والموضوع كان مقلقاً، والتقى رؤساء الدول لاستئناف المفاوضات، إلا أنه عند الاجتماع كانت تحدث عرقلة بشكل متكرر، وطالبت مصر طبقاً لاتفاقية إعلان المبادئ تدخل طرف رابع، وتدخلت الولايات المتحدة والبنك الدولى، وتم الاتفاق على عقد أربعة اجتماعات فى الثلاث دول ومثلها فى الولايات المتحدة، وتم عقد الاجتماعات كلها، إلا أنه كالعادة حينما اقتربنا من الاتفاق، رغم أننا اتفقنا عليه جميعاً، حدث تراجع، ورفضوا الحضور وقالوا إننا نريد عمل حوار مجتمعى فى إثيوبيا، وقالوا: «حينما تتفق الدولة كلها سوف نأتى للتوقيع على الاتفاق»، وطبعاً كل خطوة طيلة الأربعة أشهر كانت مفاوضات شرسة وكان الجدال يحدث على سبيل المثال لمدة تصل إلى 5 أو 6 ساعات.
مثل ماذا.. أعطِنا مثالاً لذلك؟
- لا أريد التطرق إلى تفاصيل فنية.
هذه مفاوضات استمرت مدة طويلة.. نريد أن نتخيل ماذا يمكن أن يعطل الدنيا لدرجة أن جملة تأخذ 5 ساعات؟
- بالنسبة لى هذا مؤشر أن هناك طرفاً لا يريد الاتفاق، ويهرب منه، لأن عنده مشكلة، يقول «ليه أربط نفسى باتفاق وأعمل اللى فى مزاجى من غير ما أنسق مع الدول التانية، تتضرر تتضرر، لو جات فايدة تبقى صدفة، إنما لا يكون هناك التزام عليّا».
وماذا عن دول المصب مصر والسودان؟
- هناك شىء مهم لا بد أن أذكره لأن هذه ليست المرة الأولى وحدث نفس الأمر مع دول مجاورة سابقاً مثل كينيا، حيث قامت بتجفيف بحيرة توركانا فى كينيا، وبنت ثلاثة سدود وهى جيب «1، 2، 3» وتسببت فى مشكلات مع السكان المحليين، وقالوا سوف نبحث الآثار البيئية من خلال الأمم المتحدة، لكنهم استهلكوا الوقت ولم يصلوا لشىء.
هناك حق تاريخى لدول المصب بالاتفاقيات والقانون والدولى، هل من قراءتك لكل هذا هل هناك تعدٍّ على القانون الدولى من الطرف الإثيوبى؟
- بالطبع هناك نوع من الخوف وعدم الثقة وعدم النية، ولكن مصر أثبتت حسن النية، والمطلوب من الطرف الآخر أن يثبت حسن النية، لكن ما يحدث من دغدغة لمشاعر الآخرين، وأنهم يقولون أنهم لن يضرونا، وأن لا نخاف وان المياه ستزيد، ولكن حينما نقول لهم تعالوا نكتب هذا فى ورق، لا يحدث شىء.
ولكن هذه مصائر شعوب؟
- بالضبط، وعلى فكرة ما تم الاتفاق عليه كانت له فوائد لإثيوبيا، حيث توجد مشكلات إنشائية فى التصميم، وأخذوا بها، وكان فيه تعديل دون الحصول على نسخة من هذه التعديلات.
د. محمد عبدالعاطى: نعتبر مرحلة ملء السد "جفاف صناعى" وإذا تطابقت مع "الطبيعى" سيتضاعف تأثيرها ضدنا.. ونسعى لتقليل الأضرار المنتظرة.. والسد العالى به احتياطى معقول
فى المراحل الطويلة من المفاوضات نتحدث عن 10 سنوات كنا على علاقة طيبة مع إثيوبيا وكانت هناك تعهدات أن الشعب المصرى لن يضار، وهذا حقنا، لكن بعد فترة أصبح هناك تشدد فى اللهجة واستخدام نوع من التهديد، لماذا تكون هناك فترات تكون هناك دبلوماسية وأخرى فيها تهديد؟
- تفسيرى أن الطرف الإثيوبى لديه مشكلات داخلية، يسعى أن يدارى عليها ويحقق مكاسب سياسية داخلية، إنما اثبت نيتك وأنت قادر، وعلى فكرة الولايات المتحدة والبنك الدولى كانوا شايفين التعنت والمماطلة والهروب وحاجات أخرى كثيرة، إثيوبيا بها مشكلات فقر تسعى إلى أن تدارى عليها، وتقول إن 70% من شعبها ليس لديه كهرباء، تسعى لإيصالها لشعبها، لكنهم يقولون إنه سوف يتم بيع الكهرباء خارجياً، حيث لا يوجد إلا خط واحد لإيصال الكهرباء إلى العاصمة أديس أبابا، طيب ليه كلفت بالبناء سد أكثر من اللازم وما هى الفوائد على المواطن الإثيوبى، وهناك أستاذ إثيوبى من جامعة سانت داييجو فى الولايات المتحدة قال: «إن إثيوبيا تبنى سداً أكبر من اللازم»، وكان ممكن توفير ثلثى التكلفة ويأخذ نفس النتيجة، فلماذا تصرف فلوس، هل هذا بدون علم، أم أنت دولة غنية، ولماذا لا توظف مواردك لمقاومة الفقر ويدعى أن مصر ضد التنمية فى إثيوبيا لكنه ضد نفسه.
المفاوضات الدولية كانت شرسة واستغرقت 4 أشهر حتى توقفت.. والجدال وصل فى بعضها إلى 6 ساعات.. وكان مؤشراً واضحاً لنا أن الطرف الآخر لا يريد الاتفاق
هل هناك دول تقف خلف إثيوبيا وتدعمها وتمارس ضغوطاً للتراجع عن الاتفاق فى وقت معين؟
- فى رأيى أنه لا توجد دول تقوم بذلك، ولكن مشكلات داخلية تحاول إثيوبيا أن تداريها بخلق مشكلة مع مصر والأسلوب هذا متبع كثيراً، ودائماً ما تقول إن مصر سبب الفقر وسبب عدم وصول الكهرباء وأشياء كثيرة أخرى، وتمنع التنمية، ولكن إثيوبيا بنت أربعة سدود من قبل ومصر باركتهم.
وما هو الوضع الحالى؟
- كنا قد توصلنا إلى اتفاق والولايات المتحدة وضعت الرتوش الأخيرة، ومصر ذهبت للاتفاق والتوقيع، وإثيوبيا اعتذرت وإحنا فى الطريق، وقالوا عندنا حوار مجتمعى.
ما هى النقطة التى دائماً ما تعود فيها إثيوبيا ويتذرعون بالحوار المجتمعى؟
- عموما هو لا يريد أى اتفاق.
هو يريد أن يبنى السد بشروطه؟
- ولا شروط، هو يريد أن يبنى السد بلا اتفاق أو بلا قيود أو التزامات. ويضر دول المصب.
وفقاً لآخر تصريح هم فى طريقهم للملء، ما هى الطريقة التى يبنى بها السد؟
- عادى السد يبنى، لكن نحن نطلق على ملء السد «الجفاف الصناعى» وسوف تقل كمية المياه الواردة لمصر لكن لو تطابق جفاف صناعى مع الطبيعى سيصبح التأثير مضاعفاً، ونقول له لا تملأ السد، حتى لا نتأثر. ووقت التشغيل نفس المشكلة لو حدث جفاف طبيعى نتفق كيف نتعاون، وتولد إثيوبيا الكهرباء بنسبة 75%، ونوفر الاحتياجات المائية لمصر.
هذا كلام عادل جداً ولن يحدث ضرر لأى من الدول الثلاث؟
- بالضبط وقد أبدينا مرونة متناهية.
ولكن إثيوبيا ترفض ذلك؟
- فى الحقيقة هم لا يريدون الاتفاق على أى شىء، ولو أعطيتهم ورقة بيضاء وقلت لهم اتفقوا عليها سوف يخافون ولن يوقعوا عليها.
هل هذا عدم ثقة أم هناك أجندة أخرى؟
- يمكن أن نطلق عليه مسميات كثيرة، كالشك والقلق وعدم القدرة على اتخاذ قرار وأشياء أخرى.
ما الوقت المتبقى لاستكمال السد؟
- المشروعات الكبيرة ليست سهلة ودائماً بها مشكلات، ومثلاً مشروع قناطر أسيوط الجديد، تأخر افتتاحها بسبب تغيير جزء من المللى فى تركيب إحدى التوربينات، التى تم فكها وإرسالها إلى ألمانيا وتم تركيبها بعد عام كامل.
هل نعول على الأخطاء؟
- لا.. أبداً لكن المشروع كان مخططاً له الافتتاح فى 2014، بسبب المشكلات، ووارد أن المرحلة الحالية كلها مشكلات، وهم يقولون إنهم سوف يملأون فى يوليو.
فرضاً تم البدء فى تخزين المياه هذا العام، هل ننتظر موسم جفاف؟
- نتابع من خلال مركز التنبؤ بالفيضان فى وزارة الرى، موسم الأمطار والفيضان ومن المبكر الحكم على الموسم.
بالطبع توجد سيناريوهات عديدة للدولة المصرية، فماذا لو كان موسم جفاف؟
- فنياً توجد أدوات نشتغل عليها لتقليل آثار الأضرار والسد العالى فيه احتياطى معقول، لكن المبدأ أن اتفاقية إعلان المبادئ تقول إنه لن يملأ قبل الاتفاق، ولو حدث يعنى أنه غير ملتزم بالاتفاق.
عندما تم الاتفاق على عقد 8 اجتماعات مع إثيوبيا لم نجتمع سوى 3 مرات.. وإثيوبيا رفضت الرابع وقالت ما معناه "ده اللى عندى ومش هلعب".. ولدينا عجز فى مياه النيل حالياً يصل إلى 90% من المتاح
لكن ماذا عن الشق القانونى وهل هذا منحة من إثيوبيا؟
- المياه تأتى كسُحُب من المحيط الهندى والهادى، ولو الأمر بهذا المنطق على إثيوبيا أن تدفع للدول التى مرت عليها السحب التى تساقطت عليها، وهذا كلام لا يدخل العقل بالطبع، فهذا نهر دولى، ومصر دولة شديدة الجفاف وتعتمد على النيل بنسبة 95%، وفى وزارة الرى هذا الجانب الفنى الذى نعمل عليه، لكن الدولة المصرية تسير فى السيناريوهات الأخرى.
هل سيتم فرض شىء علينا قد يضر بالمائة مليون مصرى؟
- مؤكد لن يتم فرض ظروف بعينها علينا.
هل المسار الدبلوماسى موجود؟
- كل المسارات موجودة.
كم يبلغ استهلاك المواطن المصرى من المياه؟
- ببساطة سنة 1900 منذ 100 عام تقريباً نفس كمية المياه التى يستهلكها الـ 10 ملايين مواطن وقتها، حيث تقسم الحصة الآن على 11 فرد بدلاً من فرد واحد وهو ما يبين العبء الكبير على وزارة الرى والدولة، وهو تحدٍّ كبير فنحن وزارة طوارئ طيلة العام.
نهر النيل فى موجة الطقس الأخيرة التى ضربت البلاد تغير شكل مياه نهر النيل.. لماذا؟
- فى الحقيقة موجة السيول الأخيرة التى تعرضت لها مصر لم تحدث منذ 100 سنة وضربت 25 محافظة، فالأمطار سقطت على الجبال والصعيد وأخذت التربة الناعمة من على الجبال ونزلت فى النيل، وشركات المياه بذلت جهداً كبيراً وتعبت فى تحلية العكارة لتوصيل المياه للمنازل لتكون نظيفة خلال مدة العكارة، وتكلفة تحلية المياه العكرة أغلى لأن تطهير الفلاتر مكلف.
هل ما حدث مفيد أم لا؟
- له فوائد كثيرة، أولاً لم تتأثر نوعية مياه الشرب التى تصل للبيوت.
ماذا عن الطمى الذى وصل للنيل؟
- الطمى مفيد للنيل لأن موجة السيول التى وصلت للنيل تسببت فى غسل النيل والطمى ترسب فى القاع وأخذ كل ملوثات القاع وكل الأشياء غير المرغوب فيها بالنيل تم تغطيتها بطبقة أسفل قاع النهر، مما أدى إلى وجود نوعية مياه نظيفة ونقية داخل النيل وهى نعمة من ربنا.
حينما اقتربنا من الاتفاق بعد مشاركة واشنطن فى المفاوضات رفض الإثيوبيون الحضور وقالوا إننا نريد عمل حوار مجتمعى فى بلادنا وحينما نتفق سنأتى للتوقيع
بمَ تفسر وجود بروز ببعض الأجزاء داخل النيل؟
- قمنا بخفض المناسيب حتى نستوعب السيول، وما يظهر إما حشائش غطس أو فى جزيرة مغمورة ويتم التطهير باستمرار وطهرنا 55 ألف كيلومتر من الترع والمصارف، ولولا التطهير لحدثت مشكلة خلال الموجة الأخيرة لأن كمية الأمطار كانت أضعاف ما حدث فى 2015 التى تسببت فى غرق محافظة الإسكندرية والبحيرة، والأمطار التى سقطت خلال الموجة الأخيرة كانت 5 أضعاف ما حدث فى عام 2015 حيث ضربت 15 محافظة أما الموجة الأخيرة فطالت 25 محافظة، وهذا اختبار يكشف مدى لياقة الوزارة والدولة فى التعامل مع الحدث.
كيف استعدت الوزارة وهل تغير لون مياه النيل ارتبط بقطع المياه عن بعض المناطق؟
- بإمكان شركات المياه خفض ضخ مياه الشرب خلال فترة الأمطار، وطالبناهم بخفض ضخ مياه الشرب لعدم الضغط على شبكات الصرف فترة الأمطار، والحقيقة أن الناس تحملت فترات الانقطاع خلال أيام موجة الطقس السيئ، وتم استيعاب الأمطار فى شبكة الصرف فى أصعب موجة مرت على مصر.
ماذا عن استعداد وزارة الرى بشأن مخرات السيول؟
- نحن نبدأ الاستعداد لموسم السيول من شهر أبريل كل عام ولدينا فرق تنزل على مخرات السيول ولدينا 1100 منشأ يتم المرور عليها للتأكد من سلامتها من ترميم أو تطهير والمصارف والترع يتم تطهيرها وتكون جاهزة وتوجد مراكز طوارئ بالمحافظات ونعد سيناريوهات أزمة مع كل المحافظات، ويوجد تنسيق مستمر وتواصل دائم على مدار العام مع رئيس الوزراء والمحافظات ووزارة الدفاع والداخلية والحكم المحلى، فضلاً عن وجود شبكة الأرصاد والتنبؤ والإنذار المبكر بالوزارة ويتم إنتاج خرائط كل 6 ساعات بمكان وكمية الأمطار، فالموجة الأخيرة بلغنا رئيس الوزراء بشأنها يوم الأحد والموجة كانت يوم الخميس، وعرضت فى مجلس الوزراء بعد تأكدنا من شدة الموجة فوافق رئيس الوزراء على إجازة للجميع بعد أن كانت الإجازة للمدارس والجامعات وهذا حد من المشكلة. وأجهزة الدولة أخذت كل التدابير اللازمة على الفور بعد عرض الأمر وكان تعامل الدولة بقوة واحترافية شديدة.
هل قطع المياه لها علاقة بسد النهضة أو حصة المواطن؟
- المياه ليست مياه شرب فقط بل لدينا استخدامات متعددة من زراعة وملاحة نهرية وتبريد محطات كهرباء واستخدامات صناعة، ونحن تعاملنا مع ظرف معين وأردنا تخفيف الضغط على شبكات الصرف لاستيعاب مياه الأمطار وذلك لا يتم إلا بقطع مياه الشرب على فترات متقطعة، والدولة أعلنت قبل السيل على لسان وزير الإسكان عن انقطاع مياه الشرب ببعض المناطق بشكل مؤقت.
الدولة استعدت لمواجهة فيروس كورونا، وحالياً نتكلم عن النظافة الشخصية والمياه عنصر رئيسى وبعض المناطق تشتكى من انقطاعات متكررة، لماذا؟
- يتم قطع المياه مدة قد إيه؟
6 ساعات مثلا؟
- لا يتم قطعها 48 ساعة متواصلة والأمر يتم على فترات ويتم إعادة مياه الشرب لتخفيف الضغوط وبسبب العكارة لأن مدة معالجة المياه فى ظل وجود عكارة تأخذ وقتاً أطول، وهذا الأمر برمته لم يستغرق أكثر من يوم أو اثنين على الأكثر، وكل البيوت تأخذ احتياجاتها من المياه وكانت نوعية المياه جيدة وكل شركات المياه ووزارة الإسكان بذلت جهداً كبيراً فى هذا الشأن، ومن مصلحة المواطن أن تصل المياه جيدة بدون أى ملوثات أو عكارة.
هل لدينا مناطق بالجمهورية لا تدخلها شبكات مياه الشرب؟
- تقريبا بنسبة 100% دخلت كل المناطق شبكات المياه، ولكن الصرف الصحى فيه شغل يحدث واستثمارات كبيرة وشبكات مياه الشرب والصرف الصحى تتبع وزارة الإسكان والمحافظات، ونحن نضع الخطة القومية للمياه وفيه لجان مشتركة وتعاون مع كل الوزارات.
الفترة الراهنة والناس تستخدم المياه بكميات كبيرة ومطلوب النظافة باستمرار، فهل لدينا خطة بعدم انقطاع المياه؟
- أى مواطن تصله مياه الشرب باستمرار، ووزارة الإسكان وشركات المياه تسيّر عربات بالشارع توفر المياه فترات قطع المياه عن أى منطقة.
ما مصادر المياه البديلة فى ظل سد النهضة وكل اجتماع بحال، هل لدينا تفكير فى حلول؟
- ببساطة نزيد كل سنة 2٫5 مليون نسمة وهذا يعنى أننا فى 2050 فى مدة 30 سنة نزيد 70 مليون نسمة محتاجين 7٫5 مليار متر مكعب مياه شرب زيادة وحصة مصر من مياه النيل من 1900 حتى اليوم كما هى دون زيادة أو نقصان.
هل المشكلات تشير إلى عدم وصول حصة مصر من المياه؟
-لا هتوصل إن شاء الله، ونحن نفكر فى بدائل لأن احتياجاتنا من المياه زادت مع اتساع رقعة السكان، والبديل التحلية وفيه محطات كثيرة تحت الإنشاء والعاصمة الإدارية تقوم على التحلية وأيضاً مدن جديدة تقوم على التحلية مثل العلمين الجديدة ونسبة الأملاح فى مياه التحلية أقل من مياه النيل.
دائماً فى الساحل الشمال وبعض المناطق نسمع جملة مياه محلاة؟
- يتم استعمالها فى الشرب بس تعدى على فلتر لو فيه أى ترسيبات فى الشبكة أو الخزان.
هل مياه النيل تكفى؟
- لا تكفى مياه النيل، نحن نريد مياها إضافية لأن احتياجنا حالياً يصل إلى 114 مليار متر مكعب، المتوفر فى حصة مصر 55٫5 مليار متر مكعب، والعجز لدينا حوالى 90% من المتاح، ونلجأ إلى محاولات لتعويض العجز بإعادة استخدام 20 مليار متر مكعب ومياه جوفية كله على بعضه يصل إلى 80 مليار متر مكعب، ونستخدم مياهاً فيها نسبة ملوحة 10 آلاف جزء فى المليون، ولا دولة فى أفريقيا تستخدم المياه بنفس نسبة الملوحة، ونحن نقوم بخلطها ونعيد استخدامها 4 مرات ولدينا الكفاءة الكلية للمياه أفضل من أى دولة فى أفريقيا
بمعنى إيه الكفاءة؟
- مثلا فى حالة تسريب المياه يتم سحبها مرة أخرى فى المصارف وإعادتها للسيستم ونخلطها بمياه النيل ونعيد استخدامها فى الزراعة مثلاً، واهدار مياه الشرب يعد إهداراً لاستثمارات فمثلاً لتر مياه الشرب يكلفنا 8 جنيهات ولتر الصرف الصحى عشان نعالجه يتكلف 8 جنيهات وزارة الإسكان أفضل من يتحدث فى هذا الشأن، فأى لتر يتم توفيره على الدولة يوجه لحل مشكلات أخرى فى بناء مدارس ومستشفيات وعلاج على نفقة الدولة وحل مشكلات أخرى. فى العموم كل المياه التى تسرب نعيد استخدامها 4 مرات حتى تصبح نسبة الملوحة عالية وغير قابلة للاستخدام.
السودان شارك مشاركة فعالة فى المباحثات الأخيرة وكانت له اقتراحات بنّاءة حتى فى الرتوش الأخيرة للاتفاق.. والأمريكان أخذوا بملاحظاته
ما موقف السودان من مباحثات سد النهضة؟
- السودان شارك مشاركة فعالة فى الـ 4 شهور الماضية وكانت له اقتراحات بنّاءة، وفى الرتوش الأخيرة فى الاتفاق السودان شارك معنا فى أمريكا ووضع ملاحظاته والأمريكان أخذوا بها، والفارق الوحيد اننا وقعنا بالأحرف الأولى والسودان لم يوقع.
لكن هناك تفاهمات؟
- السودان موافق وإثيوبيا كانت موافقة.