بريد الوطن.. بين الحرص واضطراب القلق
فيروس كورونا
هناك فهم مغلوط يخلط بين الحرص الطبيعى وبين اضطراب القلق، فكلمة قلق فى اللغة العربية تعنى حركة الشىء من مكانه الطبيعى، ويظهر ذلك فى فقدان الإنسان لسلامه وتوازنه، سرعة التنفس، التلعثم وعدم القدرة على الاسترسال فى الكلام، ما يؤثر بذلك على أعضاء الجسم الحيوية، كالقلب والصدر والجهاز الهضمى، أما كلمة «حرص»، فتأتى بمعنى الإمساك بزمام الشىء، أى اتخاذ كافة الاحتياطات والاستعدادات اللازمة قبل الشروع فى بدء أى عمل والتدبر للمواقف جيداً، وهنا يمكن أن يصاب الإنسان ببعض التوتر البسيط الذى ينتهى بانتهاء الموقف، وهذا الحرص يُطلق عليه أيضاً «القلق الطبيعى»، ذلك لأنه سمة أساسية قد وضعها الله بداخلنا جميعاً لنسعى من خلالها لإنهاء جميع أعمالنا بأفضل دقة وإتقان.
أما القلق الذى يحتاج إلى تدخل من متخصص فيعبر عن نفسه فى صورة أعراض جسدية، كالصداع والإمساك واضطرابات الشهية واضطرابات النوم، وقد يظهر أيضاً فى صورة عدوان على الآخرين وقد يتطور ذلك إلى الإصابة بالاكتئاب بجميع درجاته.
تذكر أنه عليك أن تكون حريصاً، ولكن إذا كنت قلقاً، فعليك اللجوء إلى متخصص، فليس هناك علاج واحد محدد يمكن ذكره ولكن بناءً على اتفاق تام من الأبحاث العلمية، فإن التوكل على الله يلعب دوراً رئيسياً فى التغلب على اضطراب القلق بشكل عام.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com