اقتصاديا: إعادة هيكلة التجارة العالمية.. ومنتجون: مصر قادرة على خلق فرص تصديرية جديدة
أسواق المال العالمية تخشى الانهيار
تسببت أزمة كورونا فى تحجيم حركة التجارة العالمية، ما بدا كأنه إعادة هيكلة للأسواق الخارجية، وسط ترقب مصرى من جانب المنتجين والمصدرين لاستغلال الأزمة الحالية فى خلق أسواق جديدة للمنتجات والسلع المصرية.
وقال منتجون ومصدرون إن أزمة انتشار كورونا أثرت سلباً على حركة التجارة العالمية بشكل عام، وحركة التجارة بين مصر والدول الخارجية، لكنهم أكدوا فى الوقت ذاته أن الأزمة الحالية يمكن من خلالها خلق فرص كبيرة للمنتجات المصرية عبر فتح أسواق جديدة لإحلال تلك المنتجات محل المنتجات الأجنبية التى كانت مسيطرة على كثير من الأسواق الفترة الماضية.
"البهى": مبادرات البنك المركزى لها أثر كبير فى مساندة الصناعة الوطنية
وأكد محمد البهى، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، أن تأثيرات كورونا لا يمكن حصرها حالياًً، لكنه أشار إلى أن تأثيراتها السلبية ستطال القطاع الصناعى، موضحاً أن القرارات الاقتصادية التى أقرها الرئيس عبدالفتاح السيسى وشملت مبادرات للبنك المركزى سيكون لها أثر كبير فى مساندة الصناعة الوطنية.
وأضاف «البهى» أن القرارات الاقتصادية التى جرى اتخاذها الفترة الماضية كانت غير مسبوقة، موضحاً أن خفض أسعار الغاز للصناعة إلى 4.5 دولار سيسهم فى تحسين أحوال المجتمع الصناعى، وزيادة تنافسيته خلال الفترة المقبلة. وتابع «البهى» أن الأزمة الحالية أدت إلى إغلاق الحدود أمام حركة التجارة الدولية بشكل ملحوظ، لافتاً إلى أن المنتجات المصرية لديها فرص كبيرة فى النمو والتصدير، من خلال فتح أسواق جديدة، وعلى وجه التحديد الأسواق التى كانت تعتمد على الاستيراد، وشهدت أزمات منذ بدء انتشار فيروس كورونا. واقترح «البهى» وضع خطة عاجلة وسريعة من الحكومة والمجتمع الصناعى والمصدرين من أجل التركيز على تلك الأسواق، بحيث تكون الأسواق الأفريقية فى مقدمة تلك الأسواق، وتابع: الأزمة الحالية أثرت على صادرات الدول التى كانت تستحوذ على الأسواق الأفريقية ومنها الصين، وبالتالى من الممكن استغلال الفرصة بأسرع وقت لملء الفراغ التجارى الحالى، بحيث يتم استخدام مقرات شركة النصر للاستيراد والتصدير فى أفريقيا لتكون مراكز لوجيستية للمنتجات المصرية يتم من خلالها توزيعها على الأسواق المستهدفة. واعتبر «البهى» أن عنصر الوقت هو الأهم فى الفترة الحالية، مشيراً إلى أنه كلما تحركت الحكومة سريعاً، كانت الفرصة أكثر وأعظم.
وقال مجدى طلبة، رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة والغزل والمنسوجات، إن الفترة الحالية تمثل ضغطاً على الصناعة المصرية، لكنها فى الوقت ذاته قد تمثل فرصة جيدة لاختراق الأسواق التى شهدت مشكلات الفترة الماضية على خلفية أزمة كورونا، موضحاً أن الأسواق الأفريقية تعد على رأس قائمة الأسواق المرشحة لتكون فرصة أمام المنتجين والمصدرين المصريين.
وأضاف أن وزارة الصناعة اتخذت الفترة الماضية قرارات جيدة تستهدف تحفيز النشاط الاقتصادى، وتفادى الآثار السلبية لانتشار كورونا على أداء الاقتصاد بكافة قطاعاته، وبصفة خاصة فى القطاع الإنتاجى والتصديرى. وأشار إلى أن القرارات التى اتخذتها الحكومة لمساندة الصناعة جيدة والفترة الحالية تتطلب تنسيقاً وتكاتفاً تاماً بين الحكومة والمجتمعين الصناعى والتصديرى من أجل مساندة الصناعة المصرية وزيادة الصادرات.
وقال مسئول بوزارة التجارة إن الفترة الماضية شهدت اجتماعات مكثفة بين وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع وممثلى المجتمع الصناعى والتصديرى، حيث تم التأكيد على اتخاذ عدد من الإجراءات التحفيزية للحفاظ على معدلات الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على منتجات الصناعة الوطنية سواء للسوق المحلية أو الخارجية.
وفى وقت سابق أكدت وزيرة التجارة أن هناك خطة للوزارة لزيادة معدلات الصادرات لمختلف القطاعات وبصفة خاصة لأسواق الدول الأوروبية التى تشهد ظروفاً استثنائية بسبب إغلاق المصانع، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لزيادة معدلات تصدير المنتجات المصرية.
وقبل أيام عقدت الوزيرة سلسلة لقاءات مكثفة مع ممثلى القطاع التصديرى فى مصر شملت رؤساء المجالس التصديرية والمديرين التنفيذيين للمجالس لبحث تداعيات الأزمة التى يشهدها الاقتصاد العالمى حالياً من جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، وأثر ذلك على حركة الصادرات المصرية للأسواق العالمية فى مختلف القطاعات خلال المرحلة الحالية.