المبادرة قائمة على تبرعات الأهالي.. حتى نهاية أزمة "كورونا"
"رحمي" يوفر سلعا غذائية لغير القادرين بالبدرشين: "بنحاول نخفف عنهم"
باسم رحمى عبدالرؤوف
لمساعدة بعض عمال اليومية بعد تأثير قرار حظر التجول وإغلاق المحلات مبكراً الذى فرضته الحكومة خلال الأيام الماضية كإجراء احترازى للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، فكر «رحمى عبدالرؤوف»، محامٍ بالنقض، وصديقه «هانى سوريال»، فى تأسيس مكتب صغير لخدمة أهالى البدرشين بمحافظة الجيزة غير القادرين على تلبية احتياجاتهم اليومية، يوفر لهم من خلاله كافة السلع الغذائية والخضراوات التى يحتاجونها خلال هذه الفترة مجاناً، كنوع من المشاركة لتخفيف الحمل عنهم، فخصص حجرة داخل منزل صديقه لتخزين كافة السلع والخضراوات التى اشتروها على نفقتهم الخاصة، ثم بدأوا فى توزيعها مجاناً على الأهالى المحتاجين فى منطقتهم: «إحنا مهتمين من الأول بمشاكل الأهالى، ولما ظهر الفيروس والدولة فرضت بعض الإجراءات، فكرنا فى الناس اللى ممكن تتأثر بيها، وحاولنا إننا نساعدهم ونوفر لهم كل السلع الأساسية اللى بيحتاجها أى بيت عشان نخفف عنهم».
فوجئ «رحمى» فى اليوم الأول بإقبال عدد كبير من المواطنين على مكتبه من أجل الحصول على شنطة السلع، ما دفعه وقتها إلى التفكير فى حل بديل للحد من التزاحم وتقليل انتشار فيروس كورونا، فطلب من زوجته وأبنائه الحصول على أرقام الهواتف المحمولة الخاصة بالمترددين دون أسماء احتراماً لمشاعرهم، للتواصل معهم بمجرد تجهيز السلع التى سيتم منحها لهم: «خفنا على الناس، فالهدف من الحظر إن ما يكنش فيه تجمعات، ولما المكان ازدحم، بقينا ناخد تليفوناتهم ونكلم كل واحد واحد ييجى يستلم شنطته بنفسه عشان ما يحصلش اختلاط ما بينهم»، مشيراً إلى أنه يقوم فى بعض الأحيان بتوصيل السلع إلى البيوت فى حالة وجود حالات غير قادرة على الحركة.
ويوضح «رحمى» أن المكتب يعتمد على التبرعات السلعية التى يقدمها بعض الأهالى القادرين، فضلاً عن السلع التى يقوم بشرائها على نفقته الخاصة، لافتاً إلى أنه سيستمر فى خدمة الأهالى، حتى انتهاء أزمة كورونا.