أول متعاف من كورونا في الدقهلية: خفت على أهلي وحزين لفراق صديقي
قيادات مركز بلقاس أثناء تطهير الشوارع
عاش ياسر رشاد الرفاعي، ابن مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، ساعات من الرعب خوفًا على حياته وحياة أسرته، بعد أن أكدت التحاليل إصابته بفيروس كورنا المستجد، عقب أخذ مسحات من المخالطين لثاني متوفٍ مصري بسبب الفيروس وهو أحمد علي عبد العزيز عامر، 50 عامًا.
لكن بعد 9 أيام من العزل، جاءته البشرى، حيث أكدت التحاليل شفاءه، وأنه غير حامل للفيروس، وأنه سيستكمل فترة علاجه في بيته.
"أول ما عرفت نتيجة التحليل كنت وقتها في البيت، لم أنتظر أن تأتي الإسعاف لتأخذني لمستشفى العزل في الإسماعيلية، بل خرجت إلي الشارع وانتظرت وصولهم ساعتين".. هكذا يتذكر ياسر رشاد الرفاعي، وقت أن عرف بإصابته، وقال، "أكثر من كنت أفكر فيهم أسرتي خوفًا من أن أنقل لهم الفيروس، ونقلوني للمستشفى، ودخلت في دوامة التحاليل والأشعات والعلاج، وهناك وجدت عناية كبيرة وفائقة بكل الموجودين بها".
وأضاف "الرفاعي" لـ"الوطن": إنني لم أعرف بوفاة "أحمد" شقيق زوجتي إلا وأنا هناك في العزل، حيث أخبرتني ممرضة هناك بالخبر، وكانت الصدمة كبيرة فقد كان أعز صديق لي في حياتي، فقد كنت أقضي معظم وقتي معه، ولم أشعر بفراقه إلا بعد أن خرجت من المستشفى، "بكيت عليه كثيرًا لكن عزائنا أنه مع الشهداء، لأن "الموبؤ شهيد".
وعن كيفية إصابته، أكد أنه كان ملازمًا للمتوفي طوال الوقت، وبعد أن أصيب "أحمد" بدور برد شديد يوم 5 مارس الجاري، ذهب للكشف عند طبيب من بلقاس، إلا أن الدور زاد عليه، ونقلوه لمستشفى بلقاس المركزي، وأخذوا منه ماسحة، وبعد يوم جاءت النتيجة سلبية، ففرحنا كثيرًا، وبدأنا في تهنئته بالقبلات والأحضان، وكانت فرحة كبيرة في المستشفى، ثم جاءت نتيجة أخرى في اليوم التالي بأن نتيجة التحاليل إيجابية، وأنه مصاب بالفيروس، فكانت الصدمة، وتدهورت حالته سريعًا، نتيجة نقص الأكسجين، فتوقفت الكلى، وعمل الرئتين بنسبة 95%، وتوفى بعدها بساعات.
وعن تفاصيل تعافيه، أوضح أنهم بمستشفى العزل أخذوا منه ماسحة بعد 5 أيام، فظهرت النتيجة سلبية، ثم بعد مرور 9 أيام ظهرت النتيجة للمرة الثانية سلبية، فسمحوا له بالخروج من المستشفى على أن أستكمل فترة العزل في بيته، مع أخذ مضاد حيوي وفيتامينات وخافض للحرارة.
ووجه ياسر الرفاعي، نصيحة إلى المواطنين، "الموضوع مش سهل، التزموا بيوتكم علشان أولادك ومراتك وأحبابك".
وفي سياق متصل، قالت هيام عامر، عضو مجلس الشعب الأسبق، إنه بعد مرور 9 أيام على عزل أولاد المرحوم "أحمد" وهو ابن أخي، حيث تعافت زوجته وطفلتيه، وهن الآن في البيت يستكملن فترة العزل، وبقي بالمستشفى نجله عمر.
وأكدت النائبة السابقة، ل "الوطن" أن بلقاس ضربت المثل في الوعي والالتزام بعد ظهور أول حالة وفاة في مصر بالمركز، فمنعوا السرادقات، والحفلات، وطهروا الشوارع والبيوت، وتعالموا مع الموقف بصورة حضارية يضرب بهم المثل فيها تنفيذها.
وذكرت أن المصابين تلقوا الرعاية الكاملة في مستشفي العزل، ونتمنى أن ينتهي أخر مصاب بإعلان تعافيه قريبا، وأن المركز بالكامل بعد إصابة هؤلاء الخمسة لم تسجل أي حالة إصابة بعدهم وهذا فضل كبير من الله، ودليل علي وعي أهل هذا المركز.