بريد الوطن.. قدوة وميراث.. وقصص قصيرة جداً
صورة تعبيرية
سامح لطف الله«قدوة».. صعقتها كلماته التى خرجت لحظة انفعال غاضب، فقد كان قدوتها الحسنة بأخلاقه الدمثة، وتمثلت بالقول المأثور: لا تزال أمواج التربية تتكسر على أحجار القدوة السيئة.
«ميراث».. عندما مات، أمسك الفقر بخناق أرملته وأطفاله الصغار. قبل أن يأذن له بالرحيل.
«ذكريات».. فى دفاتر الحِلم جلس يكتب: حتى الذكريات، نتخفف من حملها فى الغربة.
«حنين».. مضى زمن لم تصلنى رسالة أو فاكس أو برقية، قاتل الله الإنترنت، والفيس، والتويتر.
«تأثر وخجل».. هالتنى حركاته الغريبة مع وقار منظره، فقد كان يتمايل يمنة ويسرة فاتحاً ذراعيه، متلاعباً بملامح وجهه، يسير ببطء وهو يثنى فخذيه وركبتيه، مقلداً سير البطة، حدثتنى نفسى: لا شك أنه مجنون، خشيت أن أقف لمراقبته، بعد عدة خطوات، أخذنى الفضول، التفت ورائى، رأيته هناك، ثابتاً فى وضعه الغريب، فاتحاً ذراعيه على اتساعهما، ليضم بهما فتاة صغيرة تسير بصعوبة وبطء فى اتجاهه، لا شك أنها حفيدته، استدرت وأكملت سيرى يتملكنى شعور بالتأثر والخجل.
«متهللة الوجه بابتسامة كبيرة».. فى كل اجتماع وحضور للجمعية النسائية التى ترأسها تطلق من مدفع فمها شتائم مقذعة، على كل رجل متزوج من امرأة ثانية، ذات يوم فوجئت حشود ومجاميع مؤتمر المرأة ضد تعدد الزوجات، بمن يوزع كروت دعوة، وعندما طالعوها وجدوها دعوة حفل زواج لها من زوج صديقتها، فنظروا إليها، فوجدوها متهللة الوجه بابتسامة كبيرة.
«إرادة».. حينما أراد أن يستيقظ من سبات عمره الطويل، أغمض عينيه ومات! «سؤال».. وهو فى طريق عودته من المدرسة يومياً، يمر بجوار نافذة مطبخ الجيران، فيذهب إلى أمه ولعابه يفيض من فمه بغزارة، ليسألها: هل لدينا طعام يا أمى؟
صلاح عبدالستار محمد الشهاوى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com