فيديو كونفراس وسوشيال ميديا.. كيف يعمل الصحفيون في زمن الكورونا؟
علم الدين: يجب التعامل بمنطق صحافة الأزمات وأطالب بتطبيق أنظمة تدقيق
نقابة الصحفيين
الصحافة من المهن التي لا يجب أن تتأثر بما تتأثر به بعض المهن الأخرى، فهي التي تنقل المعلومة والخبر للقارئ بصرف النظر عن الظروف المحيطة، سواء كانت تقليدية أو في زمن الحروب والأوبئة والتقلبات الجوية، ولكن أزمة كورونا قيدت حركة الصحفيين بشكل كبير، ووضعت قيودا على تواصلهم مع المصادر كما فرضت عليهم تناول جميع الموضوعات التي تتعلق بالأزمة، فكيف يعمل الصحفيون في هذه الأجواء وما الذي اختلف عما قبل كورونا؟
"الوطن"، طرحت هذه الأسئلة على عدد من أبناء المهنة حيث أكدوا أن العمل من المنزل أجبرهم على التواصل مع المصادر هاتفيا وعبر السوشيال ميديا والفيديو كونفراس، وغيرها من الكواليس والتفاصيل في التقرير التالي.
أميرة: الحوارات اختفت.. وأبو القاسم: أتواصل مع المصادر هاتفيا
قالت أميرة سعيد، الصحفية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن التواصل مع المصادر لم يختلف كثيرا عن ما قبل تفشى فيرس كورونا، باستثناء الفعاليات كالمؤتمرات والندوات وغيرها التي قلت بشكل ملحوظ، فضلا عن أن إجراء الحوارات أصبح من المستحيل.
وتابعت "شغلنا معتمد غالبا على الفعاليات وبالتالي قل جدا وفي ظل الإجازة التي منحوها للسيدات، يعني حتى الشغل اللي بنعمله حاليا ليعتبر اجتهادا منا"، ولفتت إلى أن التواصل مع المصادر أصبح عن طريق الاتصال التليفوني، ما قلل من التواصل مع المصادر التي لا ترد على الهاتف من الأساس.
بينما قال عبد الوكيل أبو القاسم، رئيس قسم المحافظات بروزااليوسف، إنه يمارس عمله من خلال الاتصال التليفوني أيضا "وكمان بنزل أروح روزاليوسف كل يوم بعمل صفحة المحافظات لأني رئيس قسم المحافظات بضطر أروح علشان أدير القسم وأنفذ صفحة يوميا، رغم قرار تقليل العمالة".
السيد: نعمل من المنزل.. أبازيد: يجب دعم الصحفيين إليكترونيا.. ومنال: جو البيت مش مهيأ
من جانبه قال محمد السيد، الصحفي بجريدة اليوم السابع، إن أزمة فيروس كورونا لم تؤثر على طبيعة عملنا كصحفيين بشكل كبير، حيث نواصل عملنا بشكل طبيعي من المنزل أو من خلال تواجد الصحفيين في مقر عملهم عقب تخفيف الأعداد في صالات التحرير ضمن الإجراءات الوقائية التي تتخذها المؤسسات في إطار مواجهة فيروس كورونا.
وتابع "الوضع اختلف فقط في طريقة تعاملنا مع المصادر والاجتماعات والمؤتمرات التي تعقد، حيث أصبحنا نتواصل مع المصادر عن طريق الهاتف أو الفيديو كونفرانس".
فيما أكد إسلام أبازيد، الصحفي بالبوابة نيوز، أن أحوال الصحفيين بشكل عام، ومحرري النقابات بوجه خاص، تأثرت بفعل أزمة كورونا، مشيرا إلى أن غالبية النقابات المهنية والعمالية أغلقت أبوابها، ومنحت موظفيها إجازة، أو دفعتهم للعمل من المنزل، ما أثر بشكل سلبي على عمل الصحفيين، وأدى إلى توقف عملهم في أغلب الأحيان.
وأوضح "أبازيد"، أن غالبية الزملاء حاولوا التغلب على الأمر من خلال الاعتماد على التصريحات الخاصة، وصياغة التقارير والتحقيقات الصحفية، وذلك بسبب توقف الفعاليات الميدانية داخل النقابات بسبب حظر التجول المفروض في البلاد، بالإضافة لإغلاق المقرات.
وأشار إلى أن حال المؤسسات الصحفية لم يختلف كثيرا عن أحوال النقابات، بعد أن أصدرت غالبية الصحف قرارا بعمل صحفييها من المنزل، أو تقليل الأعداد المتواجدة داخل صالات التحرير، لافتا إلى أن ذلك الوضع دفع الصحفيين للاعتماد أكثر على شبكات الإنترنت، لذلك لابد من تدخل النقابة لدعم الاشتراكات الخاصة بباقات النت المنزلي، حتى يتمكن الزملاء من ممارسة مهام عملهم.
وقالت منال الوراقي، الصحفية بجريدة الشروق، إنها تعمل من المنزل بنظام الشيفت لمدة 8 ساعات بدلا من 7 ساعات حينما كانت تعمل من مقر الجريدة، وتابعت "طبعا الجو مش مهيأ في البيت للشغل زي المقر، علشان الدوشة والعيلة وهكذا، لكن ليه فوائد زي اني مبضيعش وقتي في مواصلات وبستبدله بالشغل على موضوعات زيادة تزود أرشيفي في الصحافة عموما".
ولفتت إلى أن أغلب الموضوعات تسيطر عليها أزمة كورونا "مبقيناش نعرف ننزل نعمل فيتشرات من الشارع ومعايشات زي الأول، الأفكار العادية قليلة جدا، كل الشغل مرتبط بكورونا، التواصل مع المصادر عادي، لكن طبعا في مصادر مبقيتش ترد واتشغلت بل وبقيت تقفل في وشنا التليفون".
رفعنا هذه التجارب إلى الدكتور محمود علم الدين، مسئول لجنة التدريب بالهيئة الوطنية للصحافة وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فأكد أن مسألة عدم لقاء المصدر بشكل مباشر تفرضها الظروف حيث يحرم من اللقاءات المباشرة والملاحظة الواقعية الميدانية ولكنها عنصر أساسي في العمل الصحفي.
واستدرك بقوله، "لكن مع التطور التكنولوجي يمكن أن يجري حوارات لأشياء تحدث على بعد ملايين الكيلو مترات فشكرا للثورة الرقمية أنها أتاحت لنا هذا، فأمامنا الفيس بوك والإيميل وغيره، وهذا يستدعي أن يعمل الصحفي بلغة العصر والتي تعمل على فكرة صحافة التدقيق بمعنى أنه إذا لم يكن عندي أي برامج".
وطالب "علم الدين"، بإدخال أنظمة تدقيق الحقائق التي لجأ العالم إليها منذ 2016، لمواجهة مخاطر الأخبار الزائفة والتي تعتمد على تحميل برنامج تطبيقي مزود بإمكانيات الاتصال بقواعد بيانات محلية وعالمية لتمرير الأخبار على هذا التطبيق والتحقق من صحة البيانات الخاصة بها قبل النشر.
وتابع "أو أن نلجأ لأكثر من مصدر ولا بد من مراعاة الدقة لأننا نخوض حربين، الأولى ضد كورونا والأخرى لحماية وعي الناس من الإرهابيين، وبالتالي قد يكون هناك دس لأخبار غير دقيقة بحكم العجلة يتم نشرها".
وشدد أستاذ الصحافة، على ضرورة أن يراعي الصحفي قيامه بدور صحافة خدمات ترد على تساؤلات القراء وتعطي له آخر تقارير عن حالة الوباء وما هو مطلوب منه وما يمكن أن يحدث له لو لم ينتبه للتعليمات، "فهو دور خدمي تربوي يقفز الى السطح بدلا من اخبار اصطياد الاخطاء ليس وقته لاننا نقوم بصحافة أزمات" بحسب تعبيره.