بعد زيادة مكافأة التدريب.. أطباء امتياز: "هنركز في شغلنا ونخفف عن أهلنا"
ثريا
رحب بعض أطباء الامتياز بالقرار الذي أصدره الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أمس، برفع مكافأة أطباء الامتياز بالمستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ومستشفيات جامعة الأزهر التى تصرف لهم خلال فترة التدريب "الامتياز"، لتصبح 2200 جنيه شهريًا، بدلا من 400 جنيه وذلك اعتبارًا من خريجى كليات الطب دفعة ديسمبر 2019، مؤكدين أن زيادة المكآفأة ستساعدهم في توفير ما يحتاجونه من الأدوات الطبية التي يستخدمونها أثناء عملهم والكتب العلمية الخاصة بدراستهم، بجانب مصاريفهم الشخصية وخصوصا إن بعضهم يضطر للسفر بشكل مستمر مما كان يزيد من أعبائه المادية.
ثريا غانم، طبيب امتياز بكلية الطب جامعة المنصورة، تقول أن القرار الذي صدر تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، يصب في مصلحة الأطباء وخصوصا في الوقت الحالي الذين يضطرون فيه للمكوث بالمستشفى لأكثر من 10 ساعات يوميا، فضلا عن "النبطشيات" التي تقسم بينهم شهريا، فالزيادة، بحسب كلامها، ستمنحهم حقهم وستشجعهم على الاستمرار في العمل دون ملل: "الأول ماكناش بنحس إنه فيه تقدير مادي لأي مجهود بنبذله، يعني ساعات كنت بقعد في المستشفى يوميا 12 ساعة متواصلين لأني ما اقدرش أمشي وأسيب مرضى بتتألم، وفي آخر الشهر بلاقي نفسي باخد 230 جنيه، ماكنش بيكفيني حتى مواصلات من بيتي للشغل، وكنت بضطر آخد من أهلي، فطبعا ده كان بيضايقنا كلنا".
وتوضح "ثريا" أنها وزملائها طالبوا منذ بداية سنة الامتياز بزيادة المكآفأة طبقا للائحة الجديدة التي تم إقرارها، وقاموا بتقديم طلب لرئيس الجامعة حينها لتطبيق القانون الذي كان ينص وفقا للائحة، على إن راتب طبيب الامتياز يكون 80% من راتب الطبيب المقيم، أي تبلغ قيمته حوالي 2000، لكنه لم يطبق، وفقا لكلامها: "من بداية السنة وإحنا بنطبق كل القوانين اللي موجودة في اللائحة الجديدة، وبرضه ما حصلش زيادة في المكآفأة، فعملنا ورقة باسم طلبة الكلية وقدمناها لرئيس الجامعة، والحمد لله إنه دلوقتي اتنفذ القرار، على الأقل هنقدر نتحمل مسئولية نفسنا ونحس إننا فعلا بنشتغل".
وتقول "شيماء عبدالرازق"، طبيبة امتياز بجامعة قناة السويس، إن تطبيق القرار سيساهم في تخفيف الأعباء المادية عليها، نظرا لكونها "مغتربة" عن أسرتها، فضلا عن أن تدريبها بالمستشفى يعد مصدر دخلها الوحيد: "التدريب واخد كل وقتي، وماكنش فيه إمكانية ليا كبنت إنى اشتغل في مكان تانى بالليل، فكنت باخد ال400 جنيه احاول أعيش بيهم، غير مواصلات السفر، فطبعا الوضع كان بالنسبة لي صعب".
أشياء كثيرة كانت تضطر "شيماء" إلى شرائها على نفقتها الخاصة، من بينها أدوات للحماية الشخصية التي تستخدمها أثناء وجودها في المستشفى كالبدلة التي ترتديها في عملها، والكمامات، والقفازات، فضلا عن الكتب العلمية التي تحتاجها لدراستها: "المستشفى قبل ما توفر لينا الأدوات دي، كنت بشتريها على حسابي، غير إن فيه مادة بندرسها في سنة الامتياز، فبحتاج اشتري كتب لي وطبعا ده كان بيكلفني كتير، لكن بعد الزيادة مش هشيل هم الالتزامات دي".
نظرا لظروفه المادية وراتبه الذي كان لا يتخطى الـ 400، كان "محمد علي"، طبيب امتياز بإحدى الجامعات الحكومية، يضطر بمجرد انتهاء الشيفت الذي كان يصل لـ 12 ساعة في بعض الأوقات بالمستشفى، التوجه لإحدى المراكز الخاصة للعمل بها حتى يكتسب خبرة من ناحية، ولتحقيق مكسب مادي يمكنه من الانفاق على نفسه من ناحية أخرى وخصوصا إنه يقيم بمفرده في شقة بالإيجار نظرا لبعد المسافة بين محافظته والمستشفى الذي يعمل به، وفقا لكلامه: "المكآفأة كنت بدفعها في الإيجار، ولإني كنت بتحرج أطلب من أهلي فلوس، فكنت بنزل اشتغل 3 أيام في الأسبوع في مستشفى خاص، عشان أقدر أكفي التزاماتي، وطبعا ده بيرهقني وبيخليني أبذل مجهود أكبر، بس ماكنش قدامي بديل غير كده".
يشير "علي" إلى أنه يتمنى تطبيق القرار في أسرع وقت حتى يتفرغ لعمله بالمستشفى الجامعي الذي يختلف نظامه تماما عن الخاص، إذ يتمكن من خلال وجوده فيه التعلم والاستفاده بشكل أكبر نظرا لتنوع الحالات الواردة على المستشفى، بجانب وجود أطباء مشرفين على عمله بشكل مباشر، مما يفيده في حياته العملية ويجعله يكتسب خبرة أكثر، مضيفا: "طول ما أنا موجود في الشيفت بتعلم أكتر، لأن فيه أطباء معايا أكتر خبرة مني برجع ليهم لو فيه حاجة مش قادر أشخصها للمريض، وده بيفيدني على عكس المستشفى الخاص إحنا بنعلم نفسنا بنفسنا، مافيش حد فاضي للتاني".
ويوضح "علي" أنه بمجرد حصوله على المكآفأة بعد زيادتها سيقوم بترك عمله الخاص والتفرغ تماما لعمله بالمستشفى الجامعي، بجانب مذاكرته، على حد قوله.