استشهاد ضابط شرطة أثناء حملة مداهمة لـ«وكر» فى برج العرب
استشهد، صباح أمس، الملازم أول أحمد سعد محمد الديهى، الضابط بالأمن المركزى، ونجل مدير مرور ميناء الإسكندرية، إثر تلقيه رصاصتين بالصدر، خلال مداهمة شقة خلية إرهابية بمنطقة برج العرب. كانت البداية تلقى ضباط الأمن الوطنى بالإسكندرية معلومات باتخاذ اثنين من العناصر الإرهابية إحدى شقق منطقة برج العرب، غرب المدينة، مخبأً لهما ومكاناً للتخطيط لعمليات إرهابية، قبل وخلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. تقرر ضبط المتهمين، ومداهمة الشقة، لإجهاض مخططهما الإرهابى، خاصة بعد التوصل إلى معلومات تؤكد تنسيق المطلوبين مع بعض العناصر التكفيرية الأخرى. وقع الاختيار على الملازم أول أحمد سعد محمد الديهى، الضابط بقطاع الأمن المركزى بالإسكندرية، ضمن فريق الضباط المشاركين فى عملية المداهمة، أمس الأربعاء، وبحماس تقدم الضابط الشاب عناصر القوة وكان فى المقدمة. وصل «الديهى» ورفاقه إلى مكان العملية، وصعدوا للشقة، وفور شعور الإرهابيين بهم، أغلق أضواء الشقة، وتمركزا وراء الحوائط، وفاجآ القوات بوابلا من الأعيرة النارية مستخدمين سلاحين آليين، من خلال النوافذ ومن خلف باب الشقة المغلق. لم ترهب تلك المحاولات «الديهى» وزملاءه، فاقتحموا عليهما الشقة، لكن صدر الضابط الشهيد تلقى رصاصتين، وعلى الفور نقله زملاؤه من مكان إطلاق النيران لإسعافه، واستكملوا المأمورية، حتى قتلوا أحد المطلوبين وضبطوا آخر قبل أن يستخدم حزاماً ناسفاً فى تفجير الشقة، لقتل ضباط المهمة.
وفى نفس السياق سيطرت حالة من البكاء الهستيرى على كل المشاركين فى تشييع جثمان الشهيد وذلك أثناء نقل جثمانه، من مستشفى الشرطة حتى مشرحة كوم الدكة، لإصدار تصريح الدفن. واستقبلت أسرة الشهيد جثمان ولدهم فى المشرحة، وانهارت والدته وشقيقته من البكاء بمجرد رؤية جثمانه، وأصروا على الدخول وإلقاء نظرة الوداع عليه، وذلك قبل إجراءات نقل الجثمان إلى قرية شنوة بمحافظة كفر الشيخ لدفنه. وقالت والدة الشهيد لابنها أثناء إلقاء نظرة الوداع: «قلبى وربى راضيين عنك، وحسبى الله ونعم الوكيل فى الإرهابيين اللى قتلوك، وياريتنى كنت مكانك». وأضافت: «منهم لله الإرهابيين، هما اللى وصّلونا للحال اللى إحنا فيه ده». وقال العميد سعد الديهى، والد الشهيد، لـ«الوطن»: «أنا أديت صلاة الفجر حاضر مع ابنى وودعته قبل ما ينزل ويروح المهمة المكلف بيها، ونظرت له بعمق ودار بيننا حوار قصير قلت له فيه خلّى بالك من نفسك، ورد علىَّ وقال لى ادعى لى يا بابا، وماتخافش علىَّ أنا سخرت نفسى لخدمة بلدى وإرضاء ربى، ولو لىَّ نصيب فى حاجة هاشوفها مهما كانت الظروف». وتابع: «قلبى كان حاسس إن ابنى فى خطر، وعلشان كده طلبت منه إنه يسلم على أمه وإخواته، وقلت له استنى اصحيهم علشان يسلموا عليك، وهو قال لى لا يا بابا سيبهم مرتاحين وأنا مش هاتأخر إن شاء الله، وابقى سلم لى عليهم». وقالت شقيقة المتوفى: «أخويا كان بيتعامل معنا على أنه هو المسئول عنا دائماً، «وكنت باحذره من الإرهابيين وباقول له خلى بالك على نفسك، وهو كان بيرد علىَّ بالآية الكريمة: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».