"بحر البقر".. 50 عاما على مجزرة إسرائيلية خلفت 80 قتيلا وجريحا
جانب من مجزرة بحر البقر الصهيونية
بحر البقر، قرية بسيطة، تابعة لمحافظة الشرقية، ارتبط اسمها بواحدة من أبشع المجازر على مر التاريخ، ارتكبها الصهاينة، من خلال هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية، في مثل هذا اليوم، قبل 50 عاما، 8 أبريل عام 1970، قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر، التي تحمل اسم القرية، بمركز الحسينية في الشرقية، ما أدى إلى مقتل 30 طفلاً، وإصابة 50 آخرين، وتدمير مبنى المدرسة تماما.
نددت مصر بالحادث، ووصفته بالوحشي، الذي تنافى تماما مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية، واتهمت إسرائيل بأنها شنت الهجوم عمدا، بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل فعلتها المجرمة، بأنها كانت تستهدف أهدافا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.
وأثار الهجوم، حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، بالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام، تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة.
كما أدى الحادث، إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية، الذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام، والذي أسقط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين، بعد قبول مبادرة روجرز، ووقف حرب الاستنزاف.
وتتكون المدرسة، من دور واحد، تضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير، وعدد تلاميذها مائة وثلاثون طفلا، أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثني عشر عاما، ومن حسن الحظ، أن هذا اليوم، كان عدد الحضور 86 تلميذا فقط.
وبخصوص تفاصيل الهجوم، ذكرت بعض التقارير، أنه حلقت 5 طائرات إسرائيلية، من طراز "إف- 4" فانتوم الثانية، على الطيران المنخفض، ثم قصفت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء، المدرسة بشكل مباشر، بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدى هذا لتدمير المبنى بالكامل.
وانتقلت على الفور سيارات الإطفاء والإسعاف، لنقل المصابين وجثث الضحايا، وبعدها أصدرت وزارة الداخلية المصرية، بيانا تفصيلياً بالحادث، وأعلنت أن عدد الوفيات 29 طفلا وقتها، وبلغ عدد المصابين أكثر من 50 فيهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصا من العاملين بالمدرسة.
وصرفت الحكومة المصرية بعد الحادث، تعويضات لأسر الضحايا، بلغت 100 جنيه للشهيد، و10 جنيهات للمصاب.
وجمعت بعض متعلقات الأطفال، وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي جرى وضعها جميعا، في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلا، تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية"، تعلو حجرة المتحف، عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر"، ثم جرى نقل هذه الآثار، إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق، الذي افتتح عام 1973.