بعد تصدّره صحف إيطاليا.. "الملاك المصري" أول عربي بعضوية الصليب الأحمر دون اختبارات
محمد مع أحد أفراد الصليب الأحمر
تصدر بعمله التطوعي صفحات أكبر صحف إيطاليا باسم "الملاك المصري"، التي روت ما يفعله لمساعدة المحتاجين من أبناء إيطاليا والجاليات العربية والمصرية في ظل الأزمة الحالية، يتبرع يوميًا لمؤسسة الصليب الأحمر الإيطالي بكميات من الوجبات لتوزيعها على من يستحقها مجانًا دون الحصول على أي مقابل، فكان جديرًا بالحصول على عضويتها دون الخضوع إلى الشروط المطبقة على الملتحقين إليها والاختبارات الواجب عليه اجتيازها ليصبح أول عربي ينضم إليها ويحصل على العضوية دون شرط.
محمد أحمد: الوجبات ليست للأسر المصرية.. لكن لأبناء إيطاليا من كبار السن والمحتاجين
منذ تطبيق قرار حظر التجوال في شوارع إيطاليا في الـ15 من مارس الماضي، انطلق محمد أحمد ابن محافظة كفر الشيخ بمصر، بدراجته الصغيرة لإحد الأسواق واشترى كمية من الخضار والفاكهة وعاد لتعبئتها وخرج من بيته لتوزيعها على الأسر المحتاجة دون أي مقابل، بدأ بتوزيع 60 شنطة، وما شاهده من فرحة في وجوه الأسر التي كادت أن ينتهي خزينها من الطعام، دفعه لتكرار هذا المشهد بشكل دائم لحين انحصار الأزمة وعودة الحياة تدريجيا إلى طبيعتها: "خصصت جزء من الفلوس لعمل الخير أنا عايش هنا لوحدي وغيري عايش مع ولاده ومش معاه فلوس"، حسب تعبيره.
يومًا تلو الآخر، يتكرر مشهد خروج الشاب المصري من بيته متجهًا إلى السوق ويعد منه حاملا كميات طعام كبيرة ثم يخرج مرة آخرى متنقلًا بين الشوارع لتوزيعها، الأمر الذي أثار الريبة في نفوس رجال الشرطة حتى قرروا تتبعه، ومع تكرار تحرير المحاضر ضده؛ خشي من تعرضه للحبس فقرر الاتصال بالصليب الأحمر الإيطالي لمساعدته في توصيل الطعام الذي يتطوع به إلى الأسر المحتاجة، وروى لهم ما يفعله كاملًا وسط دهشة الجميع.
ما فعله الشاب المصري لمساعدة المحتاجين دون أي مقابل، دفع الصليب الأحمر الإيطالي إلى منحه تصريح عضوية مؤقتة طوال فترة الأزمة الحالية، دون اجتياز الاختبارات المقررة على من يريد الانضمام إليهم "في اختبار لمدة 5 أيام وشروط معينة لازم تتوافر في أي شخص يلتحق بالصليب الأحمر الإيطالي بس أنا خدتها بالعمل الخيري".
"أول عربي يحصل على شهادة وتصريح من الصليب الأحمر الإيطالي تؤكّد أنَّه مؤهل للعمل معهم"، هو اللقب الجديد الذي حصل عليه الشاب الثلاثيني الملقب بالملاك المصري، أول أمس، مدعومًا بتصريح مكتوب يحمله معه وبموجبه يمكنه الخروج والتنقل في أي مكان لتوصيل المساعدات إلى الأسر دون ملاحقة الشرطة له، حسب وصفه.