«الوطن» و«الأهلى» الأندية على خط «تكميم الأفواه»
بعد أيام قليلة من انتخاب مجلس إدارة جديد للنادى الأهلى برئاسة محمود طاهر، بادر المجلس بوضع قدمه على خط تكميم الأفواه، من خلال قرار رسمى بمنع محرر «الوطن» من دخول النادى لتغطيه أخباره لمدة 3 أشهر، عقاباً على انفراده بنشر وثيقة رواتب لاعبى الكرة بالنادى، فى العدد الصادر يوم 15 أبريل الحالى.
والغريب فى خطاب الأهلى، الذى تسلمت الجريدة نسخة منه، أن النادى اعترف بصحة الوثيقة والأرقام المنشورة بها، وحاول تبرير تسريبها من داخل النادى بادعاء سرقتها والتحقيق فى ذلك دون أن يوضح تفاصيل عن ذلك.
وتلقى القسم الرياضى بالجريدة خطاباً رسمياً من المدير التنفيذى للنادى الأهلى محمود علام، يفيد بعدم التعاون مع الزميل الصحفى على سمير المختص بتغطية أخبار النادى، وجاء نص الخطاب كالتالى:
السيد الأستاذ إيهاب الخطيب
رئيس القسم الرياضى بجريدة «الوطن»
تحية طيبة وبعد..
تأسف إدارة النادى للتصرف غير المبرر للسيد على سمير، الصحفى بالقسم الرياضى بجريدة «الوطن»، وقيامه بنشر الوثيقة الخاصة برواتب لاعبى الفريق الأول بالجريدة، فى عددها رقم «716»، الصادر بتاريخ 15 أبريل 2014.. وهى ذات الوثيقة «المسروقة» منذ فترة والتى يجرى التحقيق بشأنها مع الإدارات المعنية بمعرفة الشئون القانونية بالنادى، وإزاء ذلك ونحن نؤكد على تقديرنا لجريدتكم والقائمين عليها، نحيطكم علماً أنه تقرر عدم التعاون مع السيد على سمير لمدة ثلاثة شهور مقبلة، وعليه سيتم إيقاف التصريح الإعلامى الذى يحمله من تاريخه حتى انتهاء المدة المشار إليها..
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام».[FirstQuote]
وما ورد فى خطاب الأهلى يعد خروجاً عن النص تجاه الإعلام، ويحمل تعدياً صارخاً على حرية القارئ قبل الصحافة، وهو خطاب يدخل بالإعلام الرياضى إلى زمن تكميم الأفواه والتجهيل والإجبار على تبنى أخبار بعينها، بعد أن تحرر الإعلام السياسى من قبضة الظلم والعبودية وعدم الاحترافية، ونشر أخبار من وجهة نظر «القوة».
الإعلام السياسى بفضل ثورتين لشباب الوطن يجنى نوعاً من الحرية، ولكن الصدى لم يصل بعد للرياضة، ومع ثورة التغيير فى الأهلى وقدوم المهندس محمود طاهر تفاءل الجميع، واعتبروه خطوة للأمام إلا أن خطاب المدير التنفيذى الموجه لـ«الوطن» يعكس سياسة مجلس الأهلى الجديد، الذى اعتمد على الإعلام للوصول إلى كرسى الإدارة، وبعدها لا حرية بعد اليوم، معتبراً نشر تقرير عن رواتب جريمة كبرى.
إرسال المدير التنفيذى للنادى قراراً بمعاقبة صحفى فضيحة لمجلس محمود طاهر، وتبرير المدير التنفيذى محمود علام بسرقة الورقة من النادى حجة واهية، القصد منها رفع شبهة التسريب من النادى، ليكون الاتهام بالسرقة للتستر على أفراد إدارة الكرة بالنادى.
إرهاب «علام» لـ«الوطن» يرسى مبدأ عمل المجلس الجديد، والغريب أنه فى مقابلة خاصة مع «الوطن» اعترف بصحة المستند، وقال «كان من الأجدى أن يكتب الصحفى المعلومات المسربة إليه دون أن ينشر صورة المستند، وقرار الإيقاف بأوامر عليا من رئيس النادى محمود طاهر».
الأهلى فى قراره تجاهل نص المادة 51 من الدستور المصرى الجديد، التى تنص فى جز ء منها على أن «حرية الصحافة والطباعة والنشر الورقى والمرئى والمسموع والإلكترونى مكفولة»، كما تجاهل أيضاً قانون الصحافة المصرية رقم 96 لسنة 1996، الذى يشدد على حرية الصحافة وحقوق وواجبات الصحفيين، بنص المادة 1 «الصحافة سلطة شعبية تمارس رسالتها بحرية مسئولة فى خدمة المجتمع»، والمادة 3 «تؤدى الصحافة رسالتها بحرية وباستقلال»، ومادة 6 «الصحفيون مستقلون لا سلطان عليهم فى أداء عملهم لغير القانون»، ومادة 7 «لا يجوز أن يكون الرأى الذى يصـــدر عن الصحفى أو المعلومات الصحيحة التى ينشرها سبباً للمساس بأمنه، كما لا يجوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماته»، ووصولاً للمـــــادة التاسعة «يحظر فرض أى قيود تعوق حرية تدفــــق المعلومات»، وأخيراً المادة 12 «كل من أهان صحفياً أو تعدى عليه بسبب عمله يعاقب بالعقوبات المقررة لإهانة الموظف العمومى».
وقرار الأهلى بمعاقبة «الوطن» يعكس بوضوح صورة تراجع حرية الصحافة المصرية، حيث وضعها التقرير الأخير للترتيب العالمى لحرية الصحافة لعام 2014، الصادر عن منظمة «مراسلون بلا حدود» فى المركز الـ159 من جملة 180 دولة.
وكشف مصدر داخل النادى الأهلى، أن هادى خشبة، مدير قطاع كرة القدم بالنادى هو سبب أزمة الأهلى مع محرر «الوطن» وصدرو قرار بإيقاف التعامل معه لمدة ثلاثة أشهر.
وأكد المصدر أن «خشبة» جلس مع رئيس النادى محمود طاهر، واقترح عليه التعامل مع الصحافة فى الفترة المقبلة بيد من حديد، ومعاقبة كل من يهاجم فريق الكرة، حتى يتوقف عن ذلك، فى ظل التوقع بزيادة تراجع النتائج فى الفترة المقبلة.[SecondQuote]
وتطرق «خشبة» إلى «الوثيقة» التى نشرتها «الوطن» وسعى بقوة إلى منع محرر الجريدة من دخول النادى، حفاظاً على نفسه، وعلى موقعه، خصوصاً أن هناك اتهامات قوية له داخل النادى بأن التسريب خرج من مكتبه الخاص، وهو المسئول الأول والأخير.
وسعى «خشبة» طوال الفترة الماضية إلى الانتقام من «الوطن» بعد انفرادها بخبر إقالته، وهو ما نجدده ونؤكد على رحيله فى شهر يونيو المقبل، وفى سبيل ذلك طلب من رئيس النادى معاقبة الجريدة بمنع محررها من الدخول، ليكون، حسب وصفه الغريب، عبرة لغيره فى الفترة المقبلة.
ونقل مدير قطاع كرة القدم لرئيس النادى أن هناك بعض المخططات لتشويه صورة المجلس الحالى، دون الاعتراف بخطئه فى خروج المستند من النادى، مؤكداً لطاهر أنه غير مسئول عن ذلك، وأن الإهمال طال قطاعات أخرى النادى، ويجب محاسبة المخطئ عن ذلك.
صورة من انفراد «الوطن» بمرتبات لاعبى الأهلى
خطاب «الأهلى» بشأن إيقاف صحفى «الوطن»