«ميت أبوالكوم» غاضبة من أبوالفتوح
لا تزال قرية ميت أبوالكوم، مسقط رأس الرئيس الراحل أنور السادات، على العهد؛ تحبه، وتقدره، الحب الذى دفع عددا من أهلها إلى تغيير رأيهم فى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، والتحول من تأييده إلى رفضه، بعد هجومه المتواصل على السادات، وهو ما وصفه بعض أهالى ميت أبوالكوم بأنه تطاول على رمز وطنى.
يقول أشرف محمد رشاد، مدرس: «كنت من أشد المؤيدين للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، ولكن بسبب آرائه الحادة ضد الرئيس الراحل أنور السادات غيرت رأيى، ولن أنتخبه، وسأنتخب الدكتور محمد سليم العوا لأنه رجل موضوعى لم يجرّح فى الرؤساء السابقين، أو المرشحين الحاليين».
أهالى ميت أبوالكوم سياسيون بطبيعتهم تستغرقهم أحاديث السياسة، بعضهم يحفظ بنود اتفاقية السلام، وهى واحدة ضمن 43 قرية تابعة لمركز «تلا» فى المنوفية، ظل السادات مرتبطا بها حتى بعد توليه رئاسة الجمهورية، وتبرع بالمكافأة المالية التى حصل عليها بعد فوزه بجائزة نوبل وحصيلة بيع كتابه الشهير «البحث عن الذات» لصالح تطويرها، غير أنها تحولت بعد وفاته إلى قرية منسية، حالها من حال كل القرى المصرية.
كانت ميت أبوالكوم شاهدة على عدد من الشخصيات التى غيرت مجرى التاريخ، شهدت اجتماعات وقرارات مصيرية غيرت مسار الصراع العربى الإسرائيلى، ويحتفظ الأهالى بذكرياتهم عن عصر الرئيس السادات الذى يُضرب به المثل فى البساطة والارتباط بالقرية والتواضع، من الممكن أن تمتد مناقشة بسيطة عن اتفاقية السلام أو قرار السادات بزيارة القدس لساعات طويلة، ولعل ما يثير الحزن أن هذه القرية التى تضم قصر الرئيس السادات ومنزله القديم ومتحفه ينقصها الآن الكثير من الخدمات، الوصول إليها معاناة حقيقية، الطرق غير ممهدة والمواصلات قليلة نهارا ومنعدمة ليلا.
وكباقى قرى محافظة المنوفية كثف عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية دعايتهم فى القرية، حيث تنتشر «بوسترات» الفريق أحمد شفيق فى كل ركن، تليها بوسترات الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، بينما تندر بوسترات الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان، وغابت الدعاية الانتخابية لباقى المرشحين.
وتختلف آراء وتوجهات أهلها حول المرشحين، ليس هناك اتفاق على مرشح بعينه، الأصوات مقسمة بين جميع المرشحين، وإن كان عدد من أهالى القرية البسطاء أكثر ميلا إلى الفريق أحمد شفيق، أما المثقفون والمتعلمون فأكثر ميلاً للدكتور محمد سليم العوا، والشباب يؤيدون أبوالفتوح فيما يقل عدد المؤيدين لكل من حمدين صباحى، ومحمد مرسى، وعمرو موسى.
واختفت فكرة سيطرة العائلات، خاصة عائلة السادات، على الانتخابات، الآراء الآن منقسمة داخل البيت الواحد.
وعن إمكانية انتخاب مرشح تدعمه عائلة السادات قال فتحى عبدالعزيز: «عائلة السادات ليست هى ولىّ أمر القرية، والسادات علمنا أن كل واحد رأيه من رأسه، وسأنتخب الفريق أحمد شفيق لأنه يستطيع تحسين أحوال البلد، والحفاظ على الأمن القومى داخليا وخارجيا».
الحاج محمد مصطفى ماضى، مهندس زراعى على المعاش أحد أفراد عائلة زوجة الرئيس السادات الأولى، قال: «سأنتخب الفريق أحمد شفيق لأنه رجل دولة، لديه بعد نظر، وليس له أطماع، وقيادى ناجح، ولن ننتخب مرشحين خارجين من السجن، أو مرشح يحكمه المرشد، وأول طلب من الرئيس المقبل إعادة الأمن».
ومن نفس العائلة يقول محمد عبدالباقى ماضى: «سأختار الدكتور محمد سليم العوا، لأنه متدين يتميز بفكره الوسطى».
وأضاف: «انتهت حكاية تكتل العائلات ودعمهم لمرشح بعينه، الآن البيت الواحد مقسم بين المرشحين، ولكل شخص رأيه يعبر عنه ويقرر لمن سيعطى صوته».