براءات الاختراع.. حكاية لقب انتزعته الصين من أمريكا بعد 40 عاما
الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب
في ظل محاربة كلاهما لفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، الذي يفتك بالآلاف فيهم، تربعت الصين على عرش "براءات الاختراع" للملكية الفكرية، وانتزعته من أمريكا التي تربعت عليه لأكثر من 40 عاما.
وأعلنت المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المعنية بتسجيل براءات الاختراع، التابعة للأمم المتحدة، أنّ الصين أصبحت أكبر مصدّر لطلبات تسجيل البراءات الدولية في العالم في 2019، بعدما كانت الولايات المتحدة تحتله منذ تدشين المنظمة قبل أكثر من 40 عاما، وتقدمت بأعلى عدد طلبات في العالم في كل عام، منذ توقيع معاهدة التعاون الخاصة ببراءات الاختراع في العام 1978، وفقا لوكالة "رويترز".
وأوضحت الوكالة أنّ عدد الطلبات التي قدمت من الصين العام الماضي بلغ نحو 59 ألف طلب، وتحديدا 58990 طلبا، مقارنة مع 57840 طلب تسجيل براءة اختراع من الولايات المتحدة، فالعدد الوارد من الصين زاد خلال عقدين فقط نحو 200 ضعف، بينما يأتي أكثر من نصف طلبات تسجيل براءات الاختراع حاليا من آسيا، أو ما يقدر بنحو 52.4%، وتحتل اليابان المركز الثالث، تليها ألمانيا، ثم كوريا الجنوبية.
ملكية براءات الاختراع مؤشرا مهما على قوة الدولة الاقتصادية ومدى خبرتها في القطاع الصناعي، وتنظمها عدة اتفاقيات دولية، كما أنّها ذات تصنيفات عدة، بينها اتفاق "نيس": المتعلق بالتصنيف الدولي للسلع والخدمات لأغراض تسجيل العلامات ويتبعه اتحادا خاصا من أجل تحقيق أهدافه، إضافة إلى اتفاق "لوكارنو" المنشئ للتصنيف الدولي للنماذج الصناعية، واتفاق "ستراسبورج" الخاص بالتصنيف الدولي لبراءات الاختراع وشهادات المخترعين، ونماذج المنفعة، وشهادات المنفعة، واتفاق "فيينا" الخاص بالعناصر الملموسة في العلامات.
وبحسب المنظمة الدولية، سجلت الصين رقما قياسيا في 2019، بطلبات براءات الاختراع الذي وصل إلى 1.55 مليون طلب، تركزت بشكل رئيسي في قطاعات الاتصالات والتكنولوجيا، إذ إنّ عملاق الاتصالات الصيني "هواوي" كان الشركة المسجلة لأكبر عدد للعام الثالث على التوالي.
وبذلك ارتفعت حصة الصين من براءات الاختراع في 2018 بمعدل 11.6% مقارنة بحصتها المسجلة في 2017، وشملت طلبات تلقاها مكتب الملكية الفكرية الصيني من مبتكرين بالخارج وشركات أجنبية، وفقا لموقع "سي إن بي سي".