أساتذة وطلاب يختلفون حول وجود الشرطة بالحرم الجامعي خلال الامتحانات
تباينت ردود فعل أعضاء هيئة التدريس والحركات الثورية والاتحادات الطلابية بالجامعات حول قرار المجلس الأعلى للجامعات، برئاسة الدكتور وائل الدجوى، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السماح للشرطة بتأمين الامتحانات من داخل الحرم الجامعي، ورغم رفض البعض القرار باعتباره سيتسبب فى تفاقم الأزمة بالجامعات، اتفق البعض الآخر على ضرورة وجود الشرطة داخل الحرم، خصوصاً في فترة الامتحانات على أقصى تقدير، لتأمين الكنترولات وأوراق الإجابات والطلاب.
وعبر الدكتور هاني الحسيني، العضو المؤسس بحركة "9 مارس لاستقلال الجامعات"، عن رفضه قرار المجلس الأعلى للجامعات دخول قوات الأمن للحرم الجامعى لتأمين الامتحانات، قائلاً: "إنه قرار عشوائى ولا يوجد تفكير مسبق من أعضاء المجلس قبل اتخاذه، وأن هذا القرار لا يختلف عن قرار إنهاء الفصل الدراسي"، مشيراً إلى أن كلها قرارات خاطئة اتخذت بشكل مفاجئ دون معرفة ودراسة عواقبها، مشدداً على أن اقتراب قوات الأمن من الحرم الجامعى سيؤدى إلى تفاقم الأزمة وتعقد الأمور ووقوع قتلى بين صفوف الطلاب.
وأضاف الحسيني، في تصريحات لـ"الوطن"، أن أعضاء المجلس الأعلى للجامعات يوهمون أنفسهم بمثل هذه التصرفات الحمقاء بأنهم قادرون على التقليل من العنف، لكن على العكس هذه التصرفات لا تؤدي لأي استقرار، لافتاً إلى أنهم يتلقون أوامرهم من وزارة الداخلية دون أي تدخل أو إبداء رأي، موضحاً أن الجامعات ستكون مستقرة خلال فترة الامتحانات، وأن الوقت الحالي لا يستدعي تدخل قوات الشرطة، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث مشادات مع الطلاب بكل شرائحهم، بحسب كلامه.
وطالب أعضاء المجلس الأعلى للجامعات بتقديم استقالاتهم أو العدول عن هذا القرار، معللاً قوله بأن دخول الشرطة ليس الحل الوحيد للتعامل مع الطلاب، وأن الطريقة المثلى للتعامل معهم هي الحوار وليس الغاز والخرطوش، كما طالب رؤساء الجامعات بعدم الموافقة على القرار والاكتفاء بالاعتماد على أفراد الأمن الإداري وتزويدهم بالأدوات اللازمة لحماية مقار الامتحانات، والحفاظ على حياة الطلاب.
فيما قالت الدكتورة ليلى سويف، عضو حركة "9 مارس" بجامعة القاهرة، إن وجود الشرطة سيؤدي إلى زيادة الاحتقان وتعقيد الأمور أكثر مما هي عليه، مضيفة أن الامتحانات تحمي نفسها، و"لو أراد طالب تعطيل الامتحانات وإثارة الشغب سينقض بقية الطلاب عليه، ويحمون أنفسهم ويكملون امتحاناتهم بشكل طبيعي"، مشيرة إلى أن قوات الأمن وجدت من قبل داخل الحرم الجامعي ودخلت في مشادات مع الطلاب وألقت القبض على عدد منهم بشكل عشوائي، وحتى الآن لم يفرج عنهم، كما أن الشباب لم ينسوا ما فعلته قوات الأمن بهم من قبل، وهم مستعدون للدخول فى صدام معها.
من جهته، أشاد الدكتور وائل كامل، المتحدث باسم "مؤتمر 31 مارس" بجامعة حلوان، بقرار المجلس الأعلى للجامعات، معتبراً أنه صدر لضمان سلامة الطلاب، مؤكداً أن الجامعات جزء من الدولة، وأن مصر حالياً تشهد حرباً ضد الإرهاب منذ رحيل نظام الإخوان، لافتاً إلى أن الجامعات شهدت أحداث عنف واشتباكات منذ بداية العام الجامعى، وبالتالي فإن وجود قوات الأمن أمر حتمي وضروري لحماية الدولة ومنشآتها وضمان سلامة الطلاب، مشيراً إلى أن استقلال الجامعات يعني استقلالها فكرياً فقط وليس استقلالها أمنياً عن الدولة، وبالتالى، فمن حق قوات الشرطة دخول الحرم الجامعى وحماية الطلاب والمنشآت.
ورحّب الدكتور محمود علم الدين، الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، بقرار دخول الشرطة للحرم الجامعى لتأمين الامتحانات، واصفاً إياه بـ"الحكيم والمتأخر"، مشدداً على أن الجامعات مكان للعلم، وليس للمظاهرات والتعدي على حق الطلاب فى التعليم، موضحاً أن الهدف من وجود الشرطة هو تأمين الامتحانات والكنترولات، مضيفاً أن هذه الخطوة ضرورية ومتوقعة في الوقت الذي تشهد فيه الجامعات موجة إرهابية حادة من قبل طلاب الجماعة الإرهابية بحق التعليم في مصر.
وأضاف علم الدين، أن المجلس الأعلى للجامعات امتنع عن تطبيق البروتوكول الموقع بين المجلس الأعلى للجامعات ووزارة الداخلية لحماية الجامعات والطلاب، ولكن مع تصاعد العنف كان من الضرورى اتخاذ مثل هذا القرار بعد وقوع قتلى ورفع أعلام تنظيم القاعدة وقطع الطرق، ولتأمين الجامعات بعدما أصبح من الصعب على أفراد الأمن الإداري التأمين.
من جانبه، انتقد أحمد فاروق، نائب رئيس اتحاد طلاب كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، قرار وجود الشرطة بالحرم، وقال إن وجودهم داخل الحرم الجامعى سيؤدي إلى احتكاكات بينهم وبين الطلاب، كما أن طلاب الإخوان سيستغلون الموقف باستفزاز أفرادها وإثارة الشغب لاستدراجها للدخول فى صدام مع الطلاب الممتحنين.
وطالب المجلس الأعلى للجامعات بإرسال تطمينات للطلاب قبل بدء الامتحانات بعدم وجود أي احتكاك من قوات الأمن بالطلاب، وعدم وجودها داخل قاعات الامتحانات، والتأكيد أن الهدف من وجودها الحفاظ على سلامة الطلاب لكى يتهيأ الطلاب نفسياً لتقبل هذا الأمر.
وعلق أحمد عبدالعال، رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة بجامعة القاهرة، على قرار المجلس الأعلى للجامعات السماح لقوات الشرطة بالوجود داخل الحرم الجامعي خلال فترة الامتحانات، قائلاً: "إن وجود الشرطة داخل الحرم خلال فترة الامتحانات حماية للطلاب والكنترولات"، لافتاً فى الوقت ذاته إلى ضرورة عدم وجود الشرطة إلا فترة الامتحانات فقط، كما حدث بالفصل الدراسي الأول، والخروج بعد انتهائها، مؤكداً أنها ضرورية لتأمين الجامعة، نظراً لوجود كنترولات وأوراق مهمة تخص الامتحانات بالجامعة.