"ماحطش في جيبي جنيه حرام". عامل مزلقان يعيد 15 ألف دينار كويتي لأصحابها
أنقذ 11 أسرة بأمانته.. عامل مزلقان يعيد 15 ألف دينار كويتي لأصحابها
على مزلقان الأحايوة التابع لقسم سوهاج بالمنطقة الوسطى، عثر موظفا بالهيئة القومية لسكك حديد مصر، يدعى "عمرو إبراهيم" على 15 ألف دينار كويتي، بنحو 750 ألف جنيه مصري، داخل حقيبة، ورغم بساطة راتبه وإغراء المبلغ، لم يتأثر عمرو الذي ضرب مثالا للأمانة، مؤمنا بأنّ "الحرام لا يدوم".
في فجر يوم 12 أبريل، كان يتابع "عمرو" مهام وظيفته ووجد "شنطة بلاستيكية" كان يظن أنّ داخلها أوراق، لكنه اكتشف أنّ الشنطة بها مبلغا كبيرا من الدينارات الكويتية، ومعها ورقة بها أسماء 11 شخصا، ما فاجأه وجعله يعود إلى مكتبه متسائلا عن صاحب الشنطة الذي فقدها، مقررا تسليمها في الصباح.
دقائق قليلة لم تتجاوز الساعة الواحدة، وظهر رجل منهارا يبحث عن مبلغ مالي، وسأل عمرو الذي بدأ في معرفة التفاصيل منه حتى تأكد أنّ الشنطة المفقودة تعود لذلك الرجل الذي استلم حوالات من مغتربين في الكويت، وكان عليه إيصالها لأسرهم في وقت تحتفل فيه مصر بأعياد شم النسيم وتنتظر شهر رمضان المبارك.
"كان منهار ومش عارف يشكرني ازاي".. قال عمرو لـ"الوطن"، الذي رفض نسبة الـ10% والتي تعد حقه القانوني، قائلا: "دي مش فلوس الراجل وكان هيدفعلي من جيبي ومستحيل أخدها"، فهو يعلم جيدا أنّ الحوالات تعود لمغتربين وليس لرجل واحد، وأنّه مجرد وسيط.
لم أكن أنوي الحديث عن الموضوع لكن زملائي في العمل تحدثوا عن الأمر كثيرا، وأبلغوا النقابة التي بدورها كرمتني وأعطتني شهادة تقدير، ورئيس الهيئة العامة للسكك الحديدية أيضا، ما جعله يشعر بالفخر: "مكنتش أتخيل إنّ رئيسي ورئيس النقابة ممكن يكرموني عشان حاجة زي كدا".
عبدالفتاح فكري، رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد، يحكي تفاصيل الواقعة في حديثه لـ"الوطن"، قائلا إنه فخور بعمال السكك الحديدية، الذين يضربون مثالا للأمانة، مؤكدا أنّ العامل في أثناء تواجده في عمله وجد المبلغ داخل شنطة ملقاة إلى جوار مزلقان السكة الحديد، وتم التوصل لصاحبها وتسليمها له.
كان رفض العامل الحصول على أي مكافات من صاحب المبلغ مدعاة للفخر، دفع النقابة العامة للعاملين بالسكك الحديدية لتكريمه بشهاد تقدير ومبلغ مالي شهادة له على أمانته، إلى جانب تكريمه من الهيئة العامة للسكك الحديدية، التي بدورها كرمته أيضا بشهادته تقدير ومبلغ مالي.
نموذج من نماذج كثيرة ومتعددة تكررت في العديد من الإدارات لعمال السكة الحديد أبناء مصر المخلصين الباحثين عن لقمة العيش الحلال، مهما ضاقت بهم سبل الحياة المعيشية، ومشهود له بالأمانة والكفاءة والاجتهاد والأخلاق، هكذا يصفه "فكري".