ذكرى وفاة البابا يوأنس الـ17 الذي شهد عهده غلاء عظيم وزلزال كبير
غلاف كتاب السنكسار
يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الثلاثاء، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا يوأنس الـ17، البطريرك الـ105 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الثلاثاء، 13 من شهر برمودة لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار وفاة البابا يوأنس السابع عشر، البطريرك الـ105 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر السنكسار أن هذا البطريرك اسمه العلماني "عبد السيد" وهو من مواليد مركز "ملوي" بمحافظة المنيا، وعندما أتم 25 عاما، ترهبن في دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، وانتقل منه إلى دير الأنبا بولا بعد تعميره، وتعلم في الدير القراءة والكتابة وتبحر بعد ذلك في دراسة الكتب المقدسة، واختاره الرهبان ليكون قسيسا لهم علي دير أنبا بولا فرسمه البابا يوأنس الـ16 البطريرك الـ103 للكنيسة، مع زميله مرجان الأسيوطي الذي صار فيما بعد البابا بطرس السادس البطريرك الـ104 للكنيسة.
ويضيف السنكسار: "عندما توفي البابا بطرس السادس البطريرك الـ104 تشاور الأساقفة والكهنة والأراخنة في من يصلح للبطريركية ووقع اختيارهم علي تقديم هذا الأب فأحضروه من الدير إلى مصر وعملوا قرعة هيكلية، كما جرت العادة، وبعد القداسات التي أقيمت لمدة ثلاثة أيام تمت القرعة فسحب اسمه فرسم بطريركا في كنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة في 12 يناير سنة 1727 ميلادي، وبعد رسامته وقبل قراءة الإنجيل فتحوا باب مقبرة البطاركة ليأخذ، كالعادة، الصليب والعكاز من البابا السابق له فلما نزل المقبرة وأخذ الصليب، طقطق العظم في المقبرة في وجهه ففزع لوقته وأمر بأبطال هذه العادة قائلا: "أن الصلبان أو العكاكيز كثيرة"، ثم أبطل هذا التقليد وكان الغرض منه أن يتعظ الخلف من مصير السلف حتى لا يغتر بالمركز ويتكبر فتكون رؤيته لمصير سلفه عظة وعبرة دائمة أمامه ولبث البابا بعد رسامته مقيما أسبوعا في مصر القديمة وبعدها توجه إلى القلاية البطريركية بحارة الروم.
ويوضح السنكسار، أن هذا البطريرك اهتم بتشييد الكنائس والأديرة وترميمها وتكريسها، وفي السنة التاسعة من رئاسته وردت الأوامر السلطانية بزيادة الضرائب في أرض مصر على النصارى واليهود ثلاثة أضعاف مقدارها فكانت ضرائب الطبقة العالية أربعة دنانير والمتوسطة دينارين والأخيرة دينارا واحدا ثم زيدت بعد ذلك وفرضت علي فئة القسوس والرهبان والأطفال والفقراء والمتسولين ولم يستثنوا منها أحدا وكان الملتزمون بتحصيلها يحصرون سنويا من قبل السلطان فكانت أيامه شدة وحزن على أرباب الحرف والفقراء.
ويكشف السنكسار، أنه في زمن هذا البابا حدث غلاء عظيم أعقبه زلزال كبير بمصر أستمر في نصف الليل مقدار ساعة حتى تزعزعت أساسات الأرض وتهدمت المنازل وارتجف الناس.
وظل هذا البابا عمرا طويلا وتوفي بعد أن جلس على الكرسي البابوي 18 سنة و3 أشهر و8 أيام ودفن بمقبرة البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة، وخلا الكرسي المرقسي بعده مدة شهر واحد عشر يوما.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرا"، وكل شهر فيها 30 يوما، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.