من الجزائر إلى العراق.. "الكرسي المتحرك" يحكم
السلطة على "الكرسي المتحرك" ثابتة لا يزعزها شيء وإن كانت انتخابات مصيرية تبتلع البدن والذهن، فيتولّى مستقلوها إدارة بلادهم لمرات، وكأن الكراسي الرئاسية والمتحركة أبرمت عقدًا بأن المهام لا تختلف ما دام "الكرسي" يحتل مساحته الواسعة متشبثًا بأراضي الحكم المترامي على أطرافها الشعوب.
في 17 أبريل الجاري تقدمت عجلات الكرسي المتحرك للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، في طريقها نحو صناديق الاقتراع، تاركة بصمات أرجل مُلازمها في مقر لجنته الانتخابية بمدرسة البشير الإبراهيمي، ببلدية الأبيار، بأعالي العاصمة الجزائرية في الانتخابات الرئاسية الجزائرية؛ ليدلي بصوته، ونفس العجلات قادت "بوتفليقة" إلى رئاسة الجزائر لولاية رابعة، فأدى اليمين الدستورية، اليوم، واستلم منصب رئيس الجمهورية.
كرسيّ متحرك آخر تحكّم في مقاليد دولة عربية، ليظهر اليوم جلال الطالباني، رئيس الجمهورية العراقية، في مدينة برلين بألمانيا، وهو يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع هناك في الانتخابات البرلمانية من مستشفاه في ألمانيا، مُلازمًا كرسيًّا متحركًا، مُرحبًا بكل مَن يقف إلى جانبه حتى يعود للبلاد، "التي أثّر غيابه بشكل كبير على أوضاعها"، مثلما صرّح طبيبه الخاص نجم الدين عمر كريم.
ملامح الرجلين المنهكة ترسم ما بذلوه من أجل بلادهم وحماسهم في إدارتها التي ربما كانت ضغوط الشغف للوصول إلى بر الأمان ببلادهم سببًا في ملازمة الكراسي المتحركة، التي تدهس في خطواتها أحلامًا شبابية بإمساك زمام دول الحضارات التي لا يعرف العجز والكِبر طريقها.