قاتل طبيب الجامعة الألمانية: نفذت الجريمة بعد أن منعنى المجنى عليه من كشف فساد علاء وجمال
كشفت تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة عن مفاجآت أثناء التحقيق مع قاتل طبيب التجمع الثالث، بعد أن ذكر المتهم أنه نفذ الجريمة انتقاماً من المجنى عليه لرفضه السماح له بالكشف عن قضايا فساد ضد علاء وجمال مبارك.
وقال المتهم أمام المستشار وائل درديرى رئيس النيابة إنه عرض على الضحية الدكتور محمد فرج التوجه إلى مكتب النائب العام لتقديم مستندات تثبت تورط نجلى الرئيس المخلوع فى العديد من قضايا الفساد، إلا أنه رفض وغضب بشدة وطلب منه عدم تقديم أى بلاغات ونصحه بالابتعاد عن رموز النظام السابق لأن النيابة هى جهة الادعاء الوحيدة.
وجاء فى التحقيقات مع المتهم «أ. م» (26 سنة) أنه حاصل على بكالوريوس نظم ومعلومات، وكان يعالج من مرض فصام الشخصية فى عيادة المجنى عليه فى شارع عباس العقاد بمدينة نصر، وأنهما كانا يتناقشان فى الأحوال السياسية، والأمور التى تطرأ على الساحة خلال الفترة الانتقالية التى أعقبت ثورة 25 يناير، وعندما رفض الطبيب طلب المتهم الخاص بتقديم بلاغات ضد نجلى الرئيس السابق، قرر المتهم التخلص منه، فذهب إلى أحد الأعراب فى منطقة حلوان واشترى منه بندقية آلية، ثم توجه إلى عيادة المجنى عليه يوم الواقعة وطلب منه الذهاب معه من أجل إنقاذ قريب له تعرض لأزمة بسبب معاناته من مرض السكر، على أن يوصله بسيارته، وأثناء حديثهما فى الطريق، تأكد الطبيب من كذب المتهم وعندما ارتاب فى تصرفاته طلب منه النزول، فرفض المتهم وزاد من سرعة السيارة حتى وصل أمام الجامعة الألمانية فى التجمع الثالث، واستغل المجنى عليه وجود مطب صناعى وقام بفتح باب السيارة ونزل منها، لكن المتهم أحضر البندقية من شنطة سيارته وأطلق منها وابلاً من الرصاص على المجنى عليه، ثم فر هارباً.
واستمرت التحقيقات مع المتهم قرابة 6 ساعات حكى خلالها تفاصيل جريمته، وبدا عليه التماسك، بعد أن أكد أمام المحقق أنه غير نادم على ارتكاب جريمته، وأخذ يهذى بكلمات غير مفهومة لمدة نصف ساعة، وبعد محاولات تمكن المحقق من تهدئته، وواصل التحقيق الذى كشف عن أن المتهم اشترى السلاح المستخدم فى الجريمة بمبلغ 20 ألف جنيه من أحد الأعراب فى حلوان، وقال المتهم إنه لا يعرف اسم الأعرابى لأنه لم يشاهده سوى مرة واحدة.
وتبين من التحقيقات أن المجنى عليه كان متخصصاً فى علاج مرضى السكر، إلا أنه كان يعالج المتهم من فصام الشخصية منذ قرابة سنتين، حتى قرر المتهم التخلص منه، وكان يخطط لاستدراجه إلى منطقة جبلية فى التجمع الثالث من أجل تنفيذ جريمته، وأنه أطلق 6 رصاصات عليه ليلفظ أنفاسه فى الحال، وكشفت التحقيقات عن أن المتهم يعانى من أمراض نفسية، وأعدت النيابة طلباً لعرضه على قاضى المعارضات الذى ينظر تجديد حبس المتهم اليوم لإيداعه مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.
وأفادت التحريات التى أشرف عليها اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، أن منفذ الجريمة محاسب وأنه تخلص من المجنى عليه، بسبب الانتقام منه لتعذيبه بالكهرباء أثناء علاجه من مرض نفسى، وأضافت أن المتهم استدرج الضحية وأطلق عليه الرصاص وتركه جثة هامدة بجوار الجامعة الألمانية، وألقى القبض على المتهم وبحوزته السلاح المستخدم، وأخطر المستشار مصطفى خاطر المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة.
وقال المتهم أمام اللواء سيد شفيق مدير الإدارة العامة للمباحث، إنه رفض تناول الأدوية فعالجه المجنى عليه عن طريق الجلسات الكهربائية، وعندما طلب من الطبيب وقف هذه الجلسات التى تصيبه بآلام شديدة، رفض، فقرر التخلص منه بسبب اعتقاده بأن المجنى عليه يعذبه، ونفذ جريمته ثم اختفى فى شقة بمنطقة مدينة نصر، وحددت المباحث بقيادة اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية مكان اختفائه، وقبض عليه وبحوزته السلاح المستخدم، الذى طمست أرقامه وبخزينته 4 طلقات.