طبيب أمراض معدية: الكاشف السريع لا يمكن الاعتماد عليه لتشخيص كورونا
كورونا
رغم تحذير منظمة الصحة العالمية من اعتماد تحليل "رابيد تيست" أو "الكاشف السريع" للكشف عن مصابي فيروس كورونا لعدم دقته، والتي لا تتعدى الـ34%، إلا أن وزارة الصحة المصرية أوصت باستخدامه في مستشفيات العزل لتشخيص إصابة أفراد الأطقم الطبية من عدمها بالفيروس بدلَا من اختبار "بي سي ار"، والتي يتم على أساسها العزل وأخذ المسحة وإجراء التحاليل.
في هذا الصدد، يقول أيمن سليمان طبيب زمالة الأمراض المعدية بمستشفى حميات العباسية، والذي لديه تجربة شخصية مع تحليلي "بي سي آر" و"الكاشف السريع"، أنه ورغم مخالطته لحالة مريض إيجابية بمستشفى العزل فإنه وبعد إجراء التحليل كانت النتيجة سلبية، وبعد أيام قليلة بدأت الأعراض القوية بالظهور، ليقوم بعمل أشعة على الصدر والرئتين ومن ثم إجراء تحليل "بي سي آر" مرة أخرى، وعندها اكتشفت إصابته بالفيروس: "دقة بي سي آر من 60 إلى 63 % في كل أنحاء العالم، وممكن توصل نسبة الخطأ إلى 40%".
وفي ما يخص تحليل "الكاشف السريع" فيقول طبيب الأمراض المعدية: "في مستشفيات العزل بيتم الكشف على جميع الطواقم الطبية والعاملين عن طريق تحليل الكاشف السريع، وده حصل لواحدة زميلتنا، إنها لما عملته طلع النتيجة إيجابي وإنها مصابة بالفيروس وكانت هتتعزل وتتلقى العلاج، ولكن قولنا نتأكد لأننا شاكين في النتيجة وكنت وقتها مصاب بالفيروس وحالتي إيجابي ولما عملت التحليل ده طلعت سلبي".
ويشير "سليمان" إلى أن آلية عمله تعتمد على أخذ عينة من دم الشخص ووضعها على شريحة فيما يشبه جهاز الكشف عن الحمل: "بيكشف عن المضادات في الجسم، في حاجة اسمها أي جي إم و أي جي جي، لو النتيجة كانت أي جي إم يبقى إيجابي وإصابة جديدة، لكن لو النوع التاني يبقى الشخص أصيب وتعافى، ولو مظهرش حاجة خالص يبقى الشخص سلبي، وبالتالي سليم ولم يتعرض للإصابة".
ويقول إن مسحة الحلق والأنف يتم أخذها للكشف عن إصابة الفرد بالفيروس، إلاَ أن البروتوكول العلاج المصري ينص على عدم أخذ تلك المسحة إلا للأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، وكون الشخص مخالط لحالة إيجابية لا يعطيه الأولوية في إجراء التحليل مالم تظهر عليه الأعراض.
ويقول "سليمان" إن قلة عدد المسحات التي تجريها الوزارة هي السبب الرئيسي في التشخيص الخاطئ للحالات المصابة: "لما يكون شخص مخالط لحالة إيجابية ومظهرش عليه أعراض مبيتمش أخد مسحة ليه وبيتم فقط عمل تحاليل دم ودي مش بتبين بدقة الإصابة، وبالتالي ممكن تكون التحاليل طبيعية رغم إن الشخص مصاب، وبعدها بيروح يتعامل وهو ميعرفش إنه حامل للفيروس"، مشيراَ إلى أنَ هناك 30% من المصابين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة إطلاقاَ، و55% تظهر لديهم أعراض بسيطة تشبه تلك المصاحبة لأدوار البرد والأنفلونزا الموسمية".
ويتابع: "أدق وسيلة للتشخيص هي مسحة من الرئة، بتوصل دقتها لـ93% وبتكون خاصة للمريض الموضوع على جهاز التنفس ولا يمكن إجراؤها للأشخاص العاديين لأنها عملية صعبة للغاية، حيث يتم أخذ العينة عبر الأنبوبة الحنجرية الخاصة بالمريض".