أصيبتا بكورونا.. "عزل العجمي" يجمع الأم وابنتها
الممرضة بعد إصابتها: لحقت بأمي المسنة بذات المستشفى واستمرت في رعايتها
ارشيفية
جمع الفيروس اللعين بين ثلاثة من أفراد أسرة واحدة الأبنة وزوجها ووالدتها المسنة، الواحد تلو الآخر، فبعد خضوع العجوز لعملية بتر بالقدم، ظهرت أعراض إصابتها بالفيروس، لتلحق بزوج نجلتها، التى ترعاها، في مستشفى العزل بالعجمي. وأخيرا بدأت تزداد أعراض المرض على ابنتها لتلحق بهما، وكأن الله أراد أن يجمع البنت ووالدتها بذات الغرفة داخل مستشفى واحد لتستمر في رعاية والدتها المسنة، ولكن رغم دخولها أخر حالة فيهم بالمستشفى، إلا أنها كانت أول حالة تتعافي منهم، وتخرج لتنتظر الوالدة والزوج لترعهما مجددا.
تروي أمل محمد، 47 عاما، قصة أسرتها قائلة لـ" الوطن " إنها تخرجت من كلية التمريض بمحافظة بورسعيد، وحصلت على الماجيستير، وعملت منذ 20 عاما في مهنة التمريض، ثم التحقت للعمل بتنظيم الأسرة والأمومة والطفولة بإحدى إدارات محافظة دمياط، قبل 10 سنوات حيث سبق لى العمل بمستشفيات دمياط العام وكفر البطيخ قبل سنوات طويلة.
وتابعت:" فجأة أصيب زوجي والذى يعمل مدرس بالفيروس، حيث أصيب بسخونية ورشح عادى وكحة وبلغم في بداية الأمر، لنتوجه به إلى مستشفى حميات دمياط، وهناك طلبوا إجراء أشعة على الصدر عادية وتحاليل صورة دم كاملة، وقالوا له أنت بخير لكن لو عايز تطمئن على نفسك أعمل أشعة مقطعية وهو ما قمنا به لتظهر النتيجة إصابته بالتهاب رئوي .
وأضافت أنه تم إجراء مسحة له بعد ظهور نتيجة الأشعة لتظهر النتيجة إيجابية، ويتم تحويله لمستشفى العزل ببلطيم ولازال محتجز منذ 18 يوما، مشيرة إلى أنه بدأ ظهور الأعراض عليها في هذه الفترة، وبدأت بعدم المقدرة على المشى، وقالت:" ظننته في البداية إرهاق زائد بسبب شغل البيت لمكوثي بجوار والدتي المريضة وبخاصة بعد إجرائها عملية بتر للقدم والعمل على رعايتها، ثم بدأت أشعر بضيق في التنفس جاء ذلك في الوقت الذى تواصل معي أطباء من مديرية الصحة ليقولوا لى علينا التزام المنزل لمدة 14 يوما، خاصة بعدما انتقل زوجى للعزل وطلبوا منى قياس درجة الحرارة يوميا و إبلاغهم بأي جديد، وفجأة أصيبت والدتى بارتفاع شديد في درجة الحرارة مصحوبة بكحة وبلغم شديد ليتم إجراء أشعة وتحاليل لها في مستشفى الحميات، وهناك تم إجراء مسحة لها لتظهر النتيجة إيجابية في وقت هي سيدة مريضة وتبلغ من العمر 67 عام وقد أكون أنا السبب في إصابتها فظهرت عليها الأعراض بقوة لكبر سنها وسوء حالتها الصحية وضعف مناعتها فضلا عن إصابتها بأمراض الضغط والسكري" .
وتابعت أنه تم نقل والدتي لمستشفى العجمي بمحافظة الإسكندرية ولازالت محجوزة منذ نحو 12 يوما، وبعدها توجهت لعمل أشعة مقطعية لتظهر إصابتي بالتهاب رئوي، وقالت:"توجهت إلى مستشفى الحميات وبعد إجراء مسحة تبين أن نتيجة العينة إيجابية خاصة بعدما ظهرت علي أعراض الفيروس من كحة وإرهاق وضيق التنفس ليتم نقلي للمستشفى ذاتها مع الوالدة" . وأشارت "أمل" إلى حسن معاملة الأطقم الطبية بمستشفىيات العزل وسهرهم للعمل على رعاية المرضي وراحتهم بغض النظر عن طبيعة وظيفتهم سواء كانوا عمال أو تمريض أو أطباء.
ووجهت الممرضة رسالة لأهل دمياط قالت فيها:" عليكم بالتزام المنازل، أنتم مش حاسين بالألم حاليا، وعلى المريض التفاؤل لتمر محنته على خير، فالموت ليس ببعيد، وفي المقابل هناك حالات كثير جدا بتخف وهذا بشرة خير"، مشيرة إلى استقرار حالة والدتها حاليا بعدما ظلت محتجزة بالعناية المركزة لمدة 6 أيام.